الأسيف المتفائل عضو مشارك
رقم العضـــويه : 238 الجنــس : الدولـــه : المدينـــه : أرض الله الواسعه تاريخ التسجيل : 05/04/2010 عدد المساهمات : 190 نقــــاط : 502 المزاج : الحمد لله العمر : 55 العمـــل : في طاعة الله رسالة sms : اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون
﴿من دعا إلى هدى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ،
لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا . ومن دعا إلى ضلالة ،
كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ،
لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا﴾
رواه مسلم
| موضوع: كلام من ذهب الثلاثاء 13 ديسمبر 2011, 8:46 am | |
| الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليما كثيراً
****
إنما أصاب الناس من ضر و ضيق مالي أو من ضر وضيق أمني -فردياً كان أو جماعياً- فبسبب معاصيهم وإهمالهم لأوامر الله عز وجل، ونسيانهم شريعة الله، والتماسهم الحكم بين الناس من غير شريعة الله الذي خلق الخلق وكان أرحم بهم من أمهاتهم وآبائهم، وكان أعلم بمصالحهم من أنفسهم، يقول الله عز وجل مبيناً ذلك في كتابه حتى نحذر وحتى نتبين، قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]، ويقول تعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء:79] وما أصابنا من حسنة من الخيرات والنعم والأمن فإنه من الله، وهو الذي تفضل به أولاً وآخراً، وهو الذي تفضل علينا فقمنا بأسبابه، وهو الذي تفضل علينا فأسبغ علينا نعماءه. وأما ما أصابنا من سيئات من قحط وخوف وغير ذلك مما يسوءنا فإن ذلك من أنفسنا، ونحن أسبابه، ونحن الذين ظلمنا أنفسنا وأوقعناها في الهلاك. أيها الناس! إن كثيراً من الناس اليوم يعزون المصائب التي يصابون بها سواء كانت المصائب مالية، اقتصادية، أمنية، سياسية، يعزون هذه المصائب إلى أسباب مادية بحتة، أو إلى أسباب سياسية، أو أسباب مالية، أو أسباب حدودية، ولا شك أن هذا من قصور أفهامهم، وضعف إيمانهم، وغفلتهم عن تدبر كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. أيها المسلمون المؤمنون بالله ورسوله! الراضون بدين الله شرعاً ومنهاجاً! إن وراء هذه الأسباب أسباب شرعية لهذه المصائب أقوى وأعظم وأشد تأثيراً من الأسباب المادية، لكن قد تكون الأسباب المادية وسيلة لما تقتضيه الأسباب الشرعية من المصائب والعقوبات، قال عز وجل: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم:41].
: يا عباد الله ! اتقوا الله عز وجل وإياكم والغفلة عن شريعة الله! إياكم والغفلة عن آيات الله! إياكم والغفلة عن تدبر كتاب الله! إياكم والغفلة عن معرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم! فإن في كتاب الله وسنة رسول الله سعادتكم في الدنيا والآخرة إن التزمتم بهما تصديقاً للأخبار وامتثالاً للأوامر. عباد الله! إن من الناس من يشكون ويشككون في كون المعاصي سبباً للمصائب، وذلك لضعف إيمانهم وقلة تدبرهم لكتاب الله عز وجل، وإني أتلو على هذا وأمثاله قول الله عز وجل: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:96-99]. قال بعض السلف: إذا رأيت الله ينعم على شخص ورأيت هذا الشخص متمادياً في معصيته فاعلم أن هذا من مكر الله به، وأنه داخل في قوله تعالى: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف:182-183]. أيها المسلمون! يا عباد الله، والله إن المعاصي لتؤثر في أمن البلاد، وتؤثر في رخائها واقتصادها، وتؤثر في قلوب الشعوب، إن المعاصي لتوجب نفور الناس بعضهم عن بعض، إن المعاصي لتوجب أن يرى كل مسلم أخاه المسلم وكأنه على ملة أخرى غير ملة الإسلام، ولكن إذا كنا مصلحين لأنفسنا ولأهلنا ولجيراننا ولأهل حارتنا ولكل من نستطيع إصلاحه، وكنا نأتمر بالمعروف ونتناهى عن المنكر، ونؤازر من يقوم بذلك بالحكمة والموعظة الحسنة فإنه بذلك يكون الاجتماع والائتلاف، يقول الله عز وجل: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ [آل عمران:104-105]. واسمع بارك الله فيك، اسمع كلام الرحمن! وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران:105] إني أدعو نفسي وإياكم -يقول شيخنا رحمه الله ولم يشهد هذه المصائب العظام- إني أدعو نفسي وإياكم -أيها الإخوة- إلى أن نتآلف في دين الله عز وجل، وأن نتكاتف على إقامة شريعة الله، وأن ينصح بعضنا بعضاً بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن نجادل من يحتاج إلى المجادلة بالتي هي أحسن بالأسلوب والإقناع بالحجج الشرعية العقلية، وألا ندع أهل الباطل في باطلهم؛ لأن لهم حقاً علينا، وهو: أن نبين لهم الحق ونرغبهم فيه، وأن نبين لهم الباطل ونحذرهم منه. أما أن نكون أمة متفرقة لا يلوي بعضنا على بعض، ولا يهتم بعضنا ببعض؛ فإن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
أيها المسلمون! إنني أكرر وأقول: إنه يجب علينا -ونحن ولله الحمد مسلمون مؤمنون- أن ننظر إلى الأحداث والمصائب نظرة شرعية مقرونة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأننا لو نظرنا إليها نظرة مادية لكان غيرنا من الكفار أقوى منا من الناحية المادية وأعظم منا، وبها يتسلطون علينا ويستعبدوننا. ولكننا إذا نظرنا إليها نظرة شرعية من زاوية الكتاب والسنة فإننا سوف نرجع عما كان سبباً لهذه المصائب، ونحن إذا رجعنا إلى الله، ونصرنا دين الله عز وجل، فإن الله يقول في كتابه وهو أصدق القائلين وأقدر الفاعلين: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:40-41]. لم يقل: الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا مسارح الفسق واللهو والمجون، ولكنه قال: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:41]. وتأمل يا أخي المسلم، كيف قال الله عز وجل: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:40] أكد هذا النصر بمؤكدات لفظية وهي القسم المقدر، واللام التي تدل على التوكيد، ونون التوكيد، وأكد ذلك بمؤكدات معنوية، وهي قوله: ((إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ))[الحج:40] فبقوته وعزته ينصر من ينصره. وتأمل كيف ختم الآيتين بقوله: ((وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ))[الحج:41] فإن الإنسان قد يقول بفكره الخاطئ: كيف ننتصر على هذه الأمم الكافرة وهي أقوى منا وأعتى منا؟ فبيَّن الله تعالى أن الأمر إلى الله وحده وأنه على كل شيء قدير. ولا يخفى علينا جميعاً ما تحدثه الزلازل التي تكون بأمر الله عز وجل بأن يقول للشيء كن فيكون، فيحدث من الدمار العظيم الشامل في لحظة واحدة ما لا تحدثه قوى هذه الأمم مجتمعة، يحدث في لحظات رب الأرض والسماوات من الدمار العظيم الشامل ما لا تحدثه قوى هذه الأمة إذا كانت مجتمعة. والله لو نصرنا الله حق النصر لانتصرنا على كل عدو لنا في الأرض، لكن مع الأسف أن كثيراً منا كانوا أذيالاً لأعداء الله وأعداء رسوله، ينظرون ماذا يفعلون من المحادة لله ورسوله فيتبعونهم على ذلك، وربما يذهبون إلى بلادهم فيلقون بأفلاذ أكبادهم من الأولاد بنين وبنات، ومن أهل تلك الديار التي لا تسمع فيها إلا النواقيس، لا تسمع فيها أذاناً، لا تسمع فيها ذكراً لله عز وجل، لا ترى فيها إلا مسارح اللهو والمجون، فنسأل الله تعالى أن يرد ضال هذه الأمة إليه رداً جميلاً.
رحم الله الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين و اسكنه الله الفردوس الاعلى اللهم اجزه عنا وعن الاسلام خير الجزاء . | |
|
السلوى عضو نشيط
الجنــس : الدولـــه : المدينـــه : البيضاء تاريخ التسجيل : 29/12/2010 عدد المساهمات : 471 نقــــاط : 598 المزاج : حلو ورايق العمر : 38 العمـــل : .......... تعاليــق : اعشق المشي تحت المطر
لانــة المكان الوحيـــد
الذي لا يعلــم فيــة أحـد
بأننـــي ابكـــي
رسالة sms : يشعر بالسعادة من يغسل وجهه من الهموم ورأسه من المشاغل وجسده من الأوجاع
| موضوع: رد: كلام من ذهب الثلاثاء 13 ديسمبر 2011, 9:08 am | |
| | |
|