من هو الجاهل....

الجاهل عدو نفسه"

مثل من ثلاث كلمات ولكن لها الكثير من الدلالات .. دعونا نحلل تلك العبارة أنفة الذكر .. إعمالاً للعقل

أولاً: من هو الجاهل .. ؟
يجب ان نفسر كلمة "جاهل" تفسيراً منطقياً ولن نبتعد عن التفسير اللغوي .. لكل صفة أو نعت تفسير ذو عدة وجوه .. وكل شخص عند سماعة كلمة "جاهل" تكون الكلمة مرتبطه فكرياً في ذهنه بشيء معين أو بصفه معينه .. أوربما شخص معين .. دعوني أسهل الموضوع على نفسي

نقيض (عكس) الجاهل هو العاقل .. وإن كنا نريد تفسير كلمة عاقل .. سنرجع إلى ما بدئناه في "أولاً" أذاً فسرنا الماء بعد الجهد بالماء" .. لن نفعل ذلك .. فنحن حكماء .. إذا فلنتفق .. بأن الجاهل هو الذي لم يحظى بعلمٍ كبير .. أو ربما من حظي بعقلٍ صغير .. هذا يقودنا بطبيعة الحال إلى إدراك بأن الشخص الجاهل لا يميز الأمور كما يميزها نقيضه .. وبما أن الأنسان عقل وعاطفه متفاعلان .. ومكملان لشخصية الشخص .. فإن حدث خلل في الأول يتبعه خلل في الثاني .. إذاً قصور عقل الجاهل فسادٌ لعاطفته .. (العاطفة بمعناها الشمولي أي مجموعة الاحاسيس المتناقضة في شخص.. لم أعرف الشخص بـ "ألف لام" التعريف .. حيث اني فرضت شمولية العاطفة في بداية القوس) ..

ثانياً: لماذا يا ترى الجاهل عدو نفسه ..؟؟
لماذا ربطنا المثل في حدود شخص واحد وهو "الجاهل" .. فمن المنطقي بأن من يعادي نفسه .. يعادي غيره .. إذا شاب المثل هنا قصور واضح .. بحيث كان من الأجدر القول "الجاهل عدو الكل .. حتى نفسه" ..

ولكن على الوجه الأخر .. ربما أراد صاحب المثل ان يقول لنا .. لا تستغرب إذا عاداك الجاهل .. لأنه في الاساس عدو نفسه .. هذه فرضيه لمنشأ المثل وهي في نظري أقرب إلى الصحة .. اما على الوجه الثالث .. إذا قرأ "الجاهل" تلك العبارة .. ماذا سيفهم منها .. لا أعتقد بان معرفته ستنال من حجمها زيادة.. أو انها ستكسبه علماً إلى علمه ..

ثالثاً: هل الجاهل له صفة الخير أم الشر ..؟
إن قلنا بأن له صفة الخير .. فذاك يناقض مبدأ الفضيلة والرذيلة .. حيث أن العدواة المتأصلة في ذات "الجاهل" لا شك بأنها شر .. والشر ليس من الفضائل على حد علمي .. ولكن نقض الخير ليس بالضرورة تأكيدٌ للشر .. حيث أن الجاهل "لم يحظى بما حظي به العاقل من إدراك" .. فلا يجوز أن يأخذ بجريرة قدره ..

وقعنا في مأزقٍ فكري هنا .. وللخروج منه يجب أن نسأل سؤال للخروج من المأزق .. هل نختار نحن الجهل .. ام هل هو مفروض علينا ..؟؟ أحاول الإبتعاد عن النواحي الشرعية في موضوعي .. ولكنها فرضت نفسها علي هنا .. وهي مسألة "التسيّر والتخيّر" .. وكما يقول أصحاب العلم .. بأن الإنسان مسيرٌ في بعض الأمور .. ومخيرٌ في غيرها ..

من ذلك أصبح لدينا جاهلان وليس واحد .. جاهلٌ مخير وجاهلٌ مسير .. أما الأول فذاك التعيس في نظري .. وإن كان الثاني قد نال من التعاسة قدراً .. ولكن بقدرٍ أقل مِن مَن سبقه .. وأعجب لمن تكاسل عن الإدراك وأغفل عقله .. لإعتقاده بانه ألم بما يكفي .. ولا حدود للعلم والمعرفة .. وأستذكر هنا الفيلسوف اليوناني سقراط .. الذي كان يدعى في زمانه "أحكم الرجال" .. وعندما أنتشرت سمعة سقراط في محيطه الإقليمي .. ذهب مجموعة من الحكماء بحثاً عنه .. كي ينهلوا من حكمتة .. ولما بلغوه .. سألوه قائلين لماذا يدعونك بأحكم الرجال .. فأجاب بكل بساطة
"لاني الوحيد الذي يعلم بأنه لا يعلم..!!"

"مجرد إعمال للعقل في لغتنا"
تحياتي للجميع
ليبيا الغد

الجاهل هو الشخص الذي تكون المعرفة أمام عينه

وفي متناول يده لكنه يغض
الطرف عنها اختياريا.

ولهذا سمي الجاهل بانه عدو نفسه وضحية نفسه ..

اما ان
كان عدم معرفته بالحقيقة لامور خارجة عن ارادته

فلا اسميه جاهلا...

شكراً عبدالعزيز ,,, موضوع رررررررررررائع ...

وجدير بالمناقشه ..