المحطة الثالثة دبــــــــــــــــــــــــــي
رحلة البعث عن الآمان لم تنتهي بعد.
و عمان التي وصلتها من عدة أيام , يجب الان أن نغادرها , يبقى الى أين نرحل ............... , تلك هي المشكلة التي تصادفنا الان .
والخيارات أمامنا محدودة , و زوجي غير مرغوب فيه في اغلب الدول العربية .
وأما الدول الاوربية تحتاج الى تأشيرة , والحصول على التأشيرة في تلك الايام امر صعب جدا
لم يبقى لنا الا فرصة واحده و خيار واحد لاغيره دبــــــــــي , وبعد ترتيب السفر مع صديق زوجي المقيم هناك , ركبنا الطائرة قاصدين دبي .
اما أنا كنت أمني نفسي بأنا دبي أخر المحطات , وقلت لنفسي لم يبقى الكثير , الحمدلله لقد اجتزتي المرحلة الصعبه , وما بقي الا رحلة واحده نتحملها .
المهم أني استقر في مكان واحد , وارتاح من متاعب السفر .
وزوجي كان يقول نحتاج فقط الى صبر بسيط وتنحل كل مشاكلنا , والامور كلها سهلة ,و بعون الله تتيسر الامور ونتحصل على الاقامة ونقيم فيها .
و الامارات دولة عربية , ولن نشعر فيها بالغربة , وكذلك مدارس الاطفال فسوف يدرسون ويتربو ن في دولة أسلامية وهذه نعمة .
اقتنعت بهذا الكلام وقلت الغربة في بلد عربي أخف وأهون ,المهم تنتهي هذه المعاناه ونستقر في مكان واحد .
وصلنا مطار دبي أستقبلنا صديق زوجي في المطار نقلنا الى الهوتيل .بقينا عدة ا يام في ذلك الهوتيل .
وزوجي يذهب كل يوم الى صديقة ويرجع , وكلما سألتة يرد ويقول كل شئ على مايرام وانا لا اعرف ماذا يدور في الخارج .
مع مرور الوقت بدت لهجت زوجي تتغير .
سألتة ماذا حدث الم تتحصل على الاقامة هنا , قال ان الليبين غير مرغوب فيهم هذه الايام , وحتى من عنده أقامة يريد أن يخرج منها أصبحت غير أمنه .
قلت له يعني ماذا نقعل , قال سوف نسافر.............. وأين نسافر............. قال سوف نحاول الى أوربا.................... بس نحتاج الى بعض الوقت .
كيف نسافر الى أوربا وليسى عندنا تأشيرة ....................كيف يحدث ذلك ...........
أتصلى بنا هذا الصديق , وقال لزوجي أنا أريد أن أتحدث معك وأنا أنتضرك في الهوتيل تحت في الاستقبال تعال بسرعة ,
خرج زوجي ورجع الينا , وقال لي تعالي بسرعة هناك مراءه ومعها طفلين تريد أن تسكن في حجره قريبة منا , لانها من غير زوجها .
ذهبت اليها مسرعة فوجدتها في حالة نفسية سيئه , حاولت أن اهون عليها وأن أعرف ماذا حل بها , كانت طبيبة ومعها مولود ست شهور وطفل سنتين .
بدأنا نتجاذب الحديث حتى نعرف ما احلى بها من هموم
أنها لحقت بزوجها في مالطا وعندما وصلت هناك وجدتة قد سافر , وهي مازالت تتنقل بين الدول حنى تصل الى زوجها ,وقد نفدى صبرها .
فاصبحت أصبر فيها واحاول أن اخفف عليها . سبحان الله أنستني مصيبتي , وانا من كنت قبل دقائق أبحث عن من يهون عليا مصيبتي , هونت عليا
مصيبتي وهونت عليها مصيبتها .
الحمدلله انا افضل حال منها , عندما ترى مصائب غيرك تهون عليك مصيبتك .
الوقت بدى يمر ويجب أن نعجل السفر حسب نصيحة ذلك الصديق .
كل الابواب مؤصده في وجوهنا , ولانستطيع دخول أي دولة بطريقة رسمية , لم يبقى الا أن ننت
قل من مطار الى مطار حتى نجد فرصة وندخل بطريقة غير رسمية لتلك البلاد , وبعدها نطلب الاقامة , لايوجد غير هذا الحل .
أنا لست لوحدي هذه المره معي زوجي وصديقتي الجديده التي ساقها القدر لتؤنسني وأونسها وأشكي لها وتشكي لي من الظلم الذي وقع علينا .
كانت رحلتنا الجديدة محفوفة بالمخاطر والرعب دبي ....... زيورخ .زيورخ .................. تونس . تونس ..........ليبيا..........من جديد.
تركنا كل حقائبنا ولم نحمل معنا الى حقيبة واحدة صغيرة , وجهاز أنس وكل طفل يحمل صاك صغير به ملابسه . وكذلك فعلت صديقتي .
وهذا أحسن عرض عندنا على أمل أن نبقى ونتحايل وندخل الى سويسرا.
وعيب هذا العرض أن الشرطة السويسرية تقف بعض الاحيان أمام باب الطائرة , خوفا من تسلل طالبي الاقامة داخل سوبسرا .
يبدى الامر معلق بمشئة الله , و كل واحد ونصيبة وقدرة في هذه الدنيا .
ركبنا الطائرة واتجهنا الى مطار زيورخ و عندما نزلنا المطار لم نجد أحد على باب الطائرة , قلنا الحمدلله فتنا المرحلة الاولى ,
توزعنا في صالة الانتضار حسب الاتفاق , وبين الحمامات , والاطفال وضعناهم في صاله مخصصه في المطار بها بعض الالعاب ,
هكذا يجب أن نفعل حتى لا يشعر بنا أحد .
ولوعرفو بنا لسمح الله للاجبرونا على المغادرة . وكنا نسمعهم وهم ينادون على موعد الرحلة , وبعدها أصبح ينادينا بأسمائنا وينبه على
ان الرحلة سوف تقلع الان , ويجب أن نحافظ على هدؤنا ,حتى لا يشعر بنا احد , انشغلنا بالدعاء وذكر الله , وبقينا ندعو الله أن ييسر
أمرنا و لا يكتشفونا , وأنتضرنا قرابة ثلاث ساعات على تلك الحالة ,حتى تأكدنا انا الطائرة قد غادرت متجه الى تونس.
أجتمعنا من جديد بعدما تأكدنا أن الامور تسير على مايرام .
وهنا ذهبنا الى المكتب المختص في المطار وتقدمنا الى السلطات المختصة للحصول على الاقامة
وبقينا في المطار ننتضر الرد , ولايسمح لنا الخروج من صالة الانتضار في المطار .
أم أنا فقد أستدعى رجل البوليس سيارة الاسعاف لتنقولني الى المستشفى داخل المدينة , فحالتي الصحية متدهورة , وبقيت تحتى
حراسة البوليس في المستشفى .
واما زوجي وأطفالي لم يسمح لهم بالخروخ من المطار .
وللحديث بقيه
سنسرد لكم كم بقينا على تلك الحال في صالة الانتظار ................ ومتى سمحو لنا بالدخول