حبيت احكي عن فزاع وعن اشعاره وعن قوة نبلة وكرمه
الشاعر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، شاعر مطبوع بخصال الفارس النبيل
الذي يعلى من شأن القيم الأصيلة، والخصال الكريمة، فيجسدها في حياته ومواقفه وأقواله
وأفعاله..ولقد إستطاع "فزاع" بشاعريته التي تفجرت منذ بواكير حياته، أن يبدع شعراً جميلاً
لافتاً إلى عمق تجربته الشعرية، مقتدياً في هذه التجربة خطى الشاعر المرحوم الشيخ زايد بن
سلطان آل نهيان، ووالده الشاعر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
ولقد تغنى "فزاع" بالوطن والتراث والكرم وبالحب والغزل، وفخر بنسبه وجدوده الأكرمين
وبشيوخ دولة الإمارات الأجلاء وبما حققته دولة الإمارات من إنجازات حضارية على كل
الصعد، على الرغم من عمرها الفتي.. وتناول الشاعر "فزاع" في شعره كذلك القضايا
الإجتماعية التي تهم الإنسان وتحفزه على النظر إلى أخيه الإنسان ليمد له يد العون والمساعدة
عند الحاجة، إلى جانب إهتمامه بالقضايا العربية التي تستأثر بإهتمام كل عربي غيور، ولاسيما
ما يحدث في فلسطين والعراق وفي كل أرضٍ عربية تعاني بأي شكل من الأشكال.. ويكفي
الشاعر " فزاع" فخراً، أنه نال الشهادة بشعره من الشاعر الكبير والده سمو الشيخ محمد بن
راشد، إذ أشاد به وبشاعريته المعطاءة في كل مناسبة، بل أنه حين عقد فزاع أول أمسية شعرية
له تفضل سمو الشيخ محمد بن راشد بتقديمه للجمهور الغفير الذي غصت به قاعة الأمسية، فكان
الشاعر "فزاع" جديراً بهذا التقدير والتكريم؛ فأنشد وأبدع وأجاد وألهب الأكف بالتصفيق الحار
إعجاباً بهذه الشاعرية النجيبة.
وتتمثل أهمية "فزاع" في أنه نجح في تأسيس مدرسة جديدة في الشعر الشعبي في الإمارات لها
خصائصها وملامحها الشعرية المميزة، والتي لاقت الإعجاب والإشادة من قبل الشعراء الشعبيين
في دولة الإمارات، ودول الخليج والدول العربية، وبات سموه قدوة للكثيرين من الشعراء,
فأخذوا ينهجون نهجه ويسيرون على منواله في نظم القصيد، وتناول القضايا التي طرقها سموه
في شعره وتتبع الإسلوب الجديد الذي جادت قريحته به.
ولعل خير شاهد على أن شعر "فزاع" إستحوذ على إهتمام وإعجاب الأوساط الشعرية والأدبية
المتابعة للشعر، هو ما يتحلى به شعره من معاني سامية عميقة، وألفاظ معبرة موحية، وموسيقى
شعرية تهز الوجدان طرباً وتأثراً وصور خيالية ممتدة بإمتداد ميادين الفروسية والحياة التي كان
فيها الفارس المجلي اذي لايشق له غبار.. وكيف لا، وهو الشاعر الذي شهدت له الساحات
الشعرية بشاعريته وتغنى بقصائده المطربون والمطربات من دولة الإمارات والدول العربية،
وكانت إغنيات ناجحة ونالت الإعجاب والجماهيرية الواسعة.
أنا عنواني اشعاري واسمـي فـي معانيهـا
وأوّل بيت أنا قلتـه غـدا تاريـخ ميـلادي
إذا تنشِدْ عن أخبـاري مـن اوّلْهـا لتاليهـا
أنا اشعاري هي اخباري على ما اْريد تنقادي
وانا أمّي إماراتي ولِدْت وعشـت أنـا فيهـا
وابوي أمجاد عرباني وطاري ماضي اجدادي
واخواني أنا المليار مسلـم فـي أراضيهـا
وانا القرآن والسِنّـه غَـدَوا زادي وزوّادي
أعيش هْمومي وفَرْحي ولا لي نيّـه أخفيهـا
وأكبر همّي المقدس وطفـلٍ جنبـه يْنـادي
يهزّ بْصَرْخته أرضٍ نوى الصهيون يمحيهـا
من التاريخ، والعالم وقَفْ مكتـوف الايـاديوانا ايّامي هـي اسْتـاذي تعلّمنـي لياليهـا
فـلا خيـرٍ بإنسـانٍ يِفـادْ ولا بَعَـدْ فـادي
و(زايد) قِدْوِتي (زايد) و(زايد) من يزهّيهـا
بلاده شانهـا عالـي باسمـهْ دايـمْ تْشـادي
وروحي (محمّد المغوار) ابن راشد يغذّيهـا
من أشعاره من أفكاره، بنيت بْمجدهْ امجـادي
مرَبِنّي على الجودْ وعلى المعروف واحميها
بلادي حبّي الأول ولا لـي غيرهـا بـلادي