امل عضو نشيط
رقم العضـــويه : 241 الجنــس : الدولـــه : المدينـــه : البيضاء تاريخ التسجيل : 07/04/2010 عدد المساهمات : 403 نقــــاط : 399 المزاج : تمام العمر : 48 رسالة sms : كن لطيفاً مع الناس وانت تصعد .....فربما تلتقي بهم وانت تهبط
| موضوع: أين نحن من صلاة الفجر الثلاثاء 15 يونيو 2010, 7:35 am | |
| يقول كاتب القصة
أي شخص كان قد رأني مستلقياً سور المقبرة في هذه الساعة من الليل كان سيقول :اكيد مجنون , أو أن لديه مصيبة , كانت البداية عندما قرأت عن سفيان الثوري – رحمه الله – أنه كان لديه قبرا في منزله يرقد فيه واذا ما رقد فيه نادى (رب ارجعون ....رب ارجعون ) ثمّ يقول منتفضاً ويقول : ها أنت قد رجعت فماذا انت فاعل ؟
حدث ان فاتتني صلاة الفجر , وهي صلاة من كان يحافظ , ثم فاتته فسيحس بضيقة شديدة طوال اليوم عند ذلك تكرر معي نفس الامر في اليوم الثاني فقلت لابد وأن في الامر شي ثم تكررت للمرة الثالثة على التوالي هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لاتركن لمثل هذه الامور فتروح بي الى النار قررت ان ادخل القبر حتى أؤدبها ولابد ان ترتدع وان تعلم ان هذا هو منزلها ومسكنها الى ما شاء الله وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الامر غداً وجلست أسوف في هذا الامر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة اخرى .
حينها قلت : كفى وأقسمت أن يكون الامر هذه الليلة
ذهبت بعد منتصف الليل حتى لايراني احد وتفكرت : هل ادخل الباب ؟ حينها سأوقظ حارس المقبرة أو لعله غير موجود ام اتسلق السور ؟ ان اوقظته لعله يقول لي تعالى في الغد أو حتى يمنعني وحينها يضيع قسمي فقررت ان اتسلق السور ...
رفعت ثوبي وتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت برغم انني قد دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع الا انني احسست انني أراها لاول مرة ورغم انها كانت ليلة مقمرة الا انني أكاد اقسم انني مارأيت أشد منها سوادا كانت ظلمة حالكة ...سكون رهيب ... هذا هو سكون القبور بحق ..تأملتها كثيرا من أعلى السور , واستنشقت هوائها , نعم انها رائحة القبور أميزها عن الف رائحة , رائحة الحنوط , رائحة بها طعم الموت الصافي , وجلست اتفكر للحظات مرت كالسنين
اية ايتها القبور , ما أشد صمتك وما اشد ما تخفينه , ضحك ونعيم , وصراخ وعذاب أليم , ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم ؟ لعلهم سيقولون قول الحبيب صلى الله عليه وسلم الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم ... قررت أن اهبط حتى لايراني احد في هذه الحالة , فلو راني احدهم سيقول انني مجنون , واما يقول لديه مصيبة وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .
هبطت داخل المقبرة وأحسست حينها برجفة في القلب والتصقت بالجدار ولا ادري أأحتمي من ماذا ؟ عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها , أنا لست جبانا لكنني اشعر بالخوف حقاً......نظرت من الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها انها أشد بقع المقبرة سوادا وكأنها تناديني مشتاقة الي .....مشيت بين القبور وكلما تجاوزت قبرا تساءلت أشقي أم سعيد ؟ شقي بسبب ماذا ؟ أضيع الصلاة ؟ أم كان من أهل الزنى ؟ أم ماذا ؟ ولعل من تجاوزت قبره الان كان يظن انه أشد الارض قوة وأن شبابه لن يفنى ؟ وأنه لن يموت كمن مات قبله ؟ أم انه كان يقول مازال في العمر بقية .........سبحان من قهر الخلق بالموت .......
ابصرت الممر حتى وصلت اليه ووضعت قدمي عليه , اسرعت نبضات قلبي وأنا ارفع نظري الى الناحية الشرقية ثم بدأت اولى خطواتي بدت وكأنها دهر ..أين سرعة قدمي ؟ ما أثقلهما الان تمنيت أن تطول المسافة ولا تنتهي أبدا لانني أعلم ماينتظرني هناك........أعلم فقد رأيت القبر كثيرا ولكن هذه المرة مختلفة تماما .....أفكار عجيبة ...اكاد اسمع همهمة خلف اذني ...نعم أسمع همهمة واضحة وكأن شخصا يتنفس خلف اذني ......خفت ان أرى أشخاصا يلوحون لي من بعيد خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت بالتأكيد انها وسوسة الشيطان ......لايهمني شي طالما انني صليت العشاء في جماعة .....وأخيرا ابصرت القبور المفتوحة , وتساءلت كيف اتتني الجرأة حتى أصل بخطواتي الى هنا ؟ بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟ وأي شي ينتظرني في الاسفل ؟ فكرت بالاكتفاء بالوقوف على القبر وان أصوم ثلاثة ايام تكفيرا لقسمي .ولكن لا لن أصل الى هنا ثم اقف يجب ان أكمل ولكن لن انزل الى القبر مباشرة بل اجلس خارجة حتى تأنس نفسي .
ما أشد ظلمته وما أشد ضيقه كيف لهذه الحفرة الصغيرة ان تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة ؟ سبحان الله .....يبدو ان الجو قد ازداد برودة , ام هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر ؟ هل هذا صوت الريح ؟ لا ليس ريحا لاأرى ذرة غبار في الهواء هل هي وسوسة الشيطان مرة اخرى ؟
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ثم انزلت الشماغ ووضعته على الارض ثم جلست وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب انه المكان الذي لامفر منه ابدا سبحان الله نسعى لكي نحصل على كل شيء وهذه هي النهاية لاشيء ....كم تنازعنا في الدنيا ....أغتبنا .....تركنا الصلاة .....اثرنا الغناء على القرآن والكارثة اننا نعلم ان هذا مصيرنا وقد حذرنا الله منه ورغم ذلك نتجاهل .......أشحت بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت وكأنني خفت ان يرد علي أحدهم : يأهل القبور ., مالكم ؟ أين أصواتكم ؟ اين أبناؤكم ؟ أين أموالكم ؟ اين وأين ؟ كيف هو الحساب ؟ أخبروني عن ضمة القبر , اتكسر الضلوع ؟ اخبروني عن منكر ونكير , اخبروني عن حالكم مع الدود .
سبحان الله نستاء اذا قدم لنا اهلنا الطعام باردا أو لايوافق شهيتنا واليوم ......نحن الطعام ......قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي وانا افكر ماذا لو انهال علي التراب فجأة ؟ ماذا لو ضم القبر علي مرة واحدة ؟ نمت على ضهري واغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد ما أشده من موقف وأنا حي فكيف سيكون عند الموت ؟ فكرت ان انظر الى اللحد هو بجانبي والله لااعلم شيئا اشد منه ظلمة ياللعجب رغم انه مسدود من الداخل الا انني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف ؟ خفت ان انظر اليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران الي بقسوة أو ان أرى وجها شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا الى الاعلى متجاهلني تماما حينها قررت ان لا انظر الى اللحد .... ليس بي من الشجاعة ان اخاطر وأرى أيا من هذه المناظر رغم علمي ان اللحد خاليا ولكن تكفي هذه المخاوف حتى امتنع تماما عن النظر اليه ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضر (لا اله الا الله .....ان للموت سكرات ) تخيلت جسدي عند نزول الموت يرتجف بقوة وانا أرفع يدي محاولا ارجاع روحي ... وتخيلت صراخ أهلي عاليا من حولي : اين الطبيب ؟ أين الطبيب ؟ تحيلت الاصحاب يحملونني ويقولون لا اله الا الله , تخيلتهم يمشون بي سريعا الى القبر وتخيلت احب اصدقائي الي وهو يُسارع لان يكون أول من ينزل الى القبر , تخلته يضع يديه تحت راسي ويطالبهم بالرفق حتى لاأقع يصرخ فيهم : جهزوا الطوب وتخيلت احمد يجري ممسكا ابريقا من الماء يناولهم اياه بعدما حثوا علي التراب تخيلت الكل يرش الماء على قبري تخيلت شيخا يصيح فيهم : ادعوا لاخيكم فانه يُسأل الان .
ثم رحلوا وتركوني فردا وحيدا فتذكرت قول الله تعالى ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة , وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ) صدق الله العظيم ...تركت زوجتي ....فارقت ابنائي .....تخليت عن مالي أو هو تخلى عني ...تخيلت كأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادما ظهروا بأصوات مفزعة واشكال مخيفة ينادي بعضهم بعضا : أهو العبد العاصي ؟ فيقول الاخر: نعم فيقال : أمشيع متروك أم محمول ليس له مفر ؟ فيجيبه الاخر : بل محمول الينا ليس له مفر فينادي : هلموا اليه حتى يعلم ان الله عزيز ذو انتقام .
رأيتهم يمسكون بكتفي يهزونني بعنف قائلين : ما غرك بربك الكريم ؟ ما غرك بربك الكريم حتى تنام على الفريضة ....ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار ؟ أهي الدنيا ؟ اما كنت تعلم انها دار فناء ؟ وقد فنيت أهي الشهوات ؟ أما تعلم انها الى زوال وقد زالت أم هو الشيطان ؟ اما علمت انه لك عدو مبين ؟ امثلك يعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته , لانجاة لك منا اليوم أصرخ ليس لصراخك مجيب .
فجلست اصرخ رب ارجعون... رب ارجعون وكأني بصوت يهز القبر والفضاء يملأني يئسا يقول ( كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزح إلى يوم يبعثون )
بكيت ما شاء الله ان ابكي , ثم قلت : الحمد لله رب العالمين مازال هناك وقت للتوبة استغفر الله العظيم وأتوب اليه ثم قمت مكسورا وقد عرفت قدري وبان لي ضعفي أخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر وعدت وأنا اردد قول جبريل عليه السلام :
عش ما شئت فإنك ميت , وأحبب ما شئت فإنك مفارقه , واعمل ما شئت فإنك مجزى به
(اعجبتني هذه القصة فاحببت ان أشارك بها رغم انني لاادري هل هي من نسج خيال الكاتب أم هي قصة حقيقية) | |
|