كان على مع والده الشيخ عندما سأله في أي صالة أفراح كان قد حمل والدته وزوجته اليها ...
أصفر وجه علي حياً من والده ... فلم يستطيع ذكر اسم الصالة .
صالات الأفراح والتي تسمى بعديد الأسماء منها ما يخدش الحياء بين الأب والأبناء في مجتمع كمجتمعنا
من مدن وقرى .. وقد يقول قائل أن الصالات ساهمت في الحد من ظاهرة غلق الشوارع ومخالفات
توصيلات الكهرباء أثناء المناسبات وتستخدم نظراً لضيق المكان ولسوء الأحوال الجوية وربما لقلة الماء
.. ولكنها أصبحت تستخدم في فصلي الصيف والشتاء وليست بالضرورة في ليلة الخميس بل حسب
جدول الحجز ربما في يوم الاثنين أو الثلاثاء .. ويتسابق على استخدامها الأغنياء والفقراء .. فالغني
بالرغم من أن لديه من المتسع والفضاء ما يكفي لإقامة مهرجان للفروسية والشعر والشعراء ولكنه يحشر
ضيوفه في صالة محددة وفي فترة زمنية محددة ما بين صلاة المغرب وآذان العشاء.. أما الفقير بالرغم من
انه مطالب بالديون ويهرب من وجه الخضار وصاحب محل مواد الغذاء ولكنه يدفع أجرة الصالة ويزيد
على الهم هموم أخرى وعناء .. ولم لا وصالات المناسبات توفر كل الاحتياجات من الألف إلى الياء
شريطة أن تدفع وأنت بكامل القناعة والرضا .. صالات مجهزة بفرش ومقاعد ومكيفات هواء ليست
كالخيام والبيوت المنصوبة في العراء ..أتعبت الصالات العجوز صاحبة الجرد والرداء وافقدنها طعمة
الفرح فوجدت نفسها مضطرة إلى الجلوس خلف طاولة الأكل واستعمال الشوكة وسط الفوضى والضوضاء
ومنزعجة من انحطاط الرقص والغناء ومتحسرة على الماضي الجميل ويعتريها القلق والاستياء وقد تلتقط
صورتها وتنشر في نقالات السفهاء.. نعم في صالات المناسبات يساورك الشك في نظافة ما يقدم من
غذاء وتشعر بالقلق على راحة وأمن النساء .. أما أصحاب الفرامل والشناني الحمراء فقد افتقدوا
طقوس العرس وما يتبعه من أجواء وبالنسبة لهم غابت طعمة الفرح وغيبت وقفة الجيران والأقارب
والأصدقاء .. ويبقى السؤال المطروح ما هو سبب استخدام صالات المناسبات ؟ هل هو تطور أم
موضة عابرة أم من دواعي الحاجة أم تباهي وتفاخر في غير محله من قبل بعض الرجال والنساء ..