من نفحات سوره الـــرعــد

سـوره الرعــد مـدنيـه نزلت بعــد سـورة محمـد وهـى فى تـرتيب المصحـف

بعـد سـوره يـوسـف وعـدد آيــاتهــا ( 43) آيه ..سورة الـرعـد تتحــدث عـن قــوة

الحــق ورسـوخـه وان لـم يكـن ظـاهرا وهشـه الباطـل وضعفه وزيفـه ولو كـان

ظاهـرا براقـا وبـدأت السـورة لتـؤكـد ان الله تبارك وتعـالى هــو الحــق وكتـابه

الكـريم هـو الحـق (( المــر تلك أيـات الكتـاب والـذى أنـزل اليـك مـن ربـك الحــق

ولكـن اكثـر النـاس لا يـؤمنـون )) ... وتنتقــل الآيـات الى ذكـر قـدره الله تعــالى

فى الكــون (( الله الـذى رفـع السمـوات بغيـر عمــد تـرونهـا ثـم أستـوى على

العــرش وشخــر الشمس والقمــر )) ... بدأت الآيـات بالتـأمـل فى آيـات الله

درجـه درجـه مـن اعـلى الى اسفــل بدأت بالسمــوات ثـم انتقـلت الى الشمس

والقمــر فالارض والجبـال والانهــار الى تقسيـم الارض الى قطع متجـاورات وتنويـع

ثمـارهـا وتمـر الآيـات الى ان تصـل بنـا الى هـذه الامثــله قولـه تعـالى

(( لـه دعــوة الحــق )) يا مسلميـن امشـوا فى طـريق الله لانه الحـق الكـامل ..

ومــاذا عــن الباطـل وشكـله (( والذيـن يـدعـون مـن دونه لا يستجيبـون لهـم

بشيىء الا كبـاسط كفيـه الى المـاء ليبـلغ فـاه ومـا هو ببالغــه )) .. فالـذين

يجـرون وراء الباطـل يصـورهـم لنا تبارك وتعـالى بشخـص ينظـر الى المطـر

ويحـاول ان يلتقـط بفمـه وما هو ببـالغه ..وذكـرت السـورة اوصــاف اهــل

السعــاده واهــل الشقـاء وضربت لهـم المثـل بالأعمــى والبصيــر ... وضـرب لنـا

عـز وجــل ان الحـق الذى ينزل مـع الوحـى مـن السمـاء راسخ وقـوى .. فشبهه

بالمـاء النـازل مـن السمــاء (( أنـزل مـن السمـاء مـاء فسـالت أوديـه بقـدرهـا )) ..

وذلك لقـوته وعظمتـه وكيـف دخـل فى الـوادى ليحمـل الخيـر الى النـاس ..

فمـاذا حـدث ؟؟ ((فاحتمــل السيـل زبـدا رابيـا )) .. أى اشيـاء لاقيمـه لهـا

مـن قش وفضـلات تجمعـت على سطـح الميـاه فغطـت الميـاه .. فصـار الخيـر

مغمـورا تحتهـا والظـاهر هـو الـزبـد الذى لاقيمـه له .. ومثـلا اخــر

(( ومـما يـوقـدون عليـه فى النـار ابتغـاء حليـه أو متـاع زبـد مثـله ))

.. فأذا وضعـت قطعـه ذهـب فى النـار لتختبـر صفـاءهـا ونقـائهـا فأن الشـوائب

فى داخلهـا ستصعـد الى السطـح ويبقـى المعـدن النفيس تحت .. نفس مبـداء

الميــاه .. وكـأن المـولى عـز وجـل يقـول لنـا هـذا مـاء وهـذه نـار لكـن المبـداء

يبقـى نفسـه فالخيـر راسخ وان لـم تره والباطـل زائل وان عــلا وطفـا فـوق

السطـح ....... سميــــت بســوره الــرعــد لأن الـرعـد نمـوذج للتناقض فهـو

مـن ناحيـه علميـه يحمـل فى طيـاته شحنـات متناقضـه سالبـه ومـوجبـه ومـن

ناحيـه ايمـانيـه فهـو يظهـر الخـوف لكنـه يحمـل الخيـر والمطـر للنـاس ويحمـل

ايظـا الصـواعـق التى يرسلهـا الله على مـن يشـاء لهـلاكهـم وفنائهــم .. صـوتـه

رهيـب مـن الخـارج لكـن باطنـه يسبـح لله (( ويسـبح الرعــد بحمـده والمـلائكـه

مـن خيفتـه ويرسـل الصـواعـق فيصيـب بهـا مـن يشـاء وهـم يجـادلون فى

الله وهـو شـديد المحــال )) وكـأن أيـات الله توجـه لنـا رسـاله وهـى الا ننخـدع

بظـاهر الاشيـاء بل ننظـر الى باطنهــا ..وفى الختـام تشهـد السـورة للرســول بالنبــوة

وانه مـرسل مـن عنـد الله (( ويقـول الـذين كفـروا لست مـرسلا قل كفـى بالله

شهيـدا بينـى وبينكـم ومـن عنده علـم الكتـاب ))

شيخنا المفاضل الفاروق دمت لنا قلما يكتب لنا بلسما شافيا

ومداوياومزيدا من النفحات التى تشفي القلوب

بارك الله فيك وجعله فى ميزان حسانتك

» من نفحات سوره الـــنــــــــــور
» من نفحات سوره الاعـــراف
» من نفحات سوره الانفـــــال