عـاشت أمل لتكـــون آخــر مـــن يمــــوت ،،،

سقطت ذات يوم مبتلة ثيابها بالوحل دون الشعور

منها أنها أمام أمرٍ ما لقد أصابها شي كأنه دوار بحرٍ ..حدث ذلك وهي تلعب( النقيزة)

مع زميلاتها في مدرسة ( الميدان ) ولكنها لم تكترث لذلك واعتقدت أنه الجوع وما

يفعله خاصةَ في فصل الشتاء .. عادت أدراجها إلي البيت

لتجد أمها واقفة وبصوت عالِ ما هذا ( يأمل ) هل جننتي لتفعلي بنفسك وثيابك هكذا ؟

لا يأمي
فلقد وقعت بعد تعثر قدماي بقطعة الحجر الذي كنا نلعبه !! آه هكذا إذاً إن كان كذلك

فالمسامح كريم هذه المرة كانت تلك أجابت أمها وأطمئن قلب ( أمل ) بذلك .. وبعد

مرور يومان علي ذلك وجدت أمل نفسها تقع وللمرة الثانية دون شعورٌ منها بذلك ،

تأسفت صديقاتها لذلك وما حل بها من اتساخ لملابسها .. عادت إلي البيت رافعة أقدامها

عن الأرض لكي لا تعلم بقدومها أمها

لكن سرعان ما تفطنت الأم لذلك وما هي إلا ثوانٍ وأطلقت الأم صيحات الاستهجان

لحال ( أمل)

الذي لم يعد يعجب أمها . وهنا بكت ( أمل ) وأسرعت في القول والله يأمي لا أعرف

كيف وقعت

فقد أصابني ذلك الدوار مرة ثانية . هنا أصرت الأم علي أن تذهب بها إلي طبيب

مختص ليرى ما آل إليه حال ( أمل ) استأذنت الزوج في الذهاب للعيادة المجاورة وقبل

الزوج ذلك . نادت الممرضة علي اسم ( أمل ) فدخلت الأم تصحب ( أمل ) السلام

عليكم يادكتور وعليكم السلام

ردها عليهم الدكتور( أحمد) وكان من مصر الشقيقة .. هاه الحلوه فيها أيه؟ سؤال معتاد

بلسان

مصري بشوش .. الأم والله يادكتور علي ما يبدوا أن( أمل) تعاني من ضعف في

جسمها مما أسقطها أرضاً عدة مرات .. بدأ الدكتور في الفحص وأستعمل كل المعدات

التي كانت بحوزته

مما أفزع ذلك الأمر أمل وأمها .. طال البحث والتدقيق من جانب الدكتور وبعد قرابة

النصف ساعة من الفحوصات كلف الطبيب الممرضة بأن تذهب بأمل لإجراء الصور

التلفزيونية لها

وبعد يومين من الفحوصات وخروج الصور التلفزيونية بدا للطبيب أن هناك أمر ما في

رأس أمل ودماغها الصغير فقد كانت معظم الصور والتحاليل متعلقة بالرأس والدماغ بعد

أن جزم الطبيب أن الداء والعلة يكمنان في دماغ أمل .. أبلغ الطبيب أُم أملٍ بذلك

وحاول أن يهدأ من روعها بعد أن انتابتها نوبةً من الخوف والفزع . رجعتا أمل وأمها

أدراجهما إلي البيت لتنتظر الأم قدوم الأب لكي تعلمه بذلك الخبر الذي لم يتأكد بعد

صحته . أتى الأب متأخراَ تلك الليلة

وعلي غير عادته وجد زوجته تنتظره في صالة البيت وما إن دخل حتي هرولت إليه

منهارة

أمل !! أمل فرد الأب مصعوقاَ ما بها أمل ؟ ردت الأم بصوت باكي إن أمراَ ما حصل

لأمل

فاليوم كنا عند الطبيب وكما تعلم ولكنه أفصح لي عن أمر ما حدث لرأس أمل .ومع

ظهور الصباح خرج الأب مهرولاَ إلي الطبيب وسأله ما الذي قد حصل لأمل ؟ أجابه

الطبيب بأن أمل

تعاني من التهابات دماغية وظهور كيس يقترب شيئاَ فشيئاَ من الدماغ .. لكننا الآن

بصدد

الإكثار من الفحوصات والتحاليل الطبية الدقيقة لكي يتم التأكد من ذلك ..ظهرت ملامح

الخوف علي وجه الأب مؤكداَ للطبيب بأنه بإمكانه أخذ أمل إلي أفضل البلاد الأوروبية

أو الذهاب بها إلي الأردن كبلد عربي متطور في جراحة المخ .. حاول الطبيب تخفيف

الأمر عن الأب ولكن عبثاَ ما كان يفعله وما هي إلا أيام وكانت أمل نزيلةَ لمستشفيات

الأردن وأُجريت كامل التحاليل

المبدئية لأمل وبعد تعب نفسي عاشه الأب من جراء الانتظار ظهرت العينة المتعلقة

بدماغ أمل لتثبت تشخيص الأطباء المحليين .. صاعقة نزلت علي رأس أبا أمل وكيف

حصل هذا وما السبب غير أن كل ذلك لن يجدي نفعاَ فأمر الله واقع لا محالة . استغفر

الأب ربه واستعاذ من الشيطان الرجيم لأن المصيبة عظيمة وأمرها مفزع لأمل وأمها

ولكل الأسرة . عادت أمل أدراجها بصحبة أباها الذي لم يحسسها بشي من ذلك الأمر

وأظهر أنه متمالك نفسه إلي أن

وقعت عيناه علي زوجته فأنهار ليخبرها بعد ذلك بالمصيبة التي حلت عليهما وأن

الأطباء هناك

قدروا حياة أمل ببضع شهور لا أكثر . تبعثرت كل الأوراق لدى العائلة وأصبح كل منهم

لا هم له إلا تلبية رغبات أمل التي لم تكن يوماَ مسرفةَ في طلباتها .. وفي ذات يوم

اجتمعت العائلة لتدبر

أمراَ ما ربما يكون هو الحل فسارع عم أمل بأن يأخذ أمل إلي( مستشفي تاجوراء )

كحل من الحلول المعدومة فالمدة المقررة أصبحت تتناقص بشكل سريع . فاتفق أبا أمل

وعمها علي ذلك الأمر فذهب الأب بصحبة أمل إلي مستشفي تاجوراء لتمضى أمل هناك

أيامها الأخيرة . التفوا حولها الأطباء دون فائدة تذكر فقد أزفت أيام أمل . وبدأت الأم

هناك تجهز لمَ قد يكون عليه الأمر وهي تتذكر كم كانت أمل جميلة بشعرها البني

وعيناها الخضراوان وبياضها الناصع

والتفت الأم علي باقي أبنائها وهم ثلاثة (حنين وإدريس وسارة ) ..وفي اتصال هاتفي

يصل إلي عم أمل من أباها ليعلمه أنه عليه المجئ إلي مدينتهم في غرب ليبيا لإقامة

العزاء هناك فأمل أصبحت تلفظ أنفاسها الأخيرة استجاب العم لذلك النداء وخرج مع

زوجته وزوجة أخيه( أم أمل) وأخوت أمل الثلاثة وهم في طريقهم إلي حيث سيقيمون

(العزاء) حلت الكارثة إذ انفجرت

إحدى إطارات السيارة وانقلبت معلنةَ كارثةَ لأسرة بأكملها .. ماتت أم أمل وماتت أختها

سارة

وماتت زوجة عم أمل . ومن نجا من الحادث فهو العم وحنين وإدريس .. فسبحان الله

العظيم

كانت أم أمل تفكر كيف ستموت أمل بين ذراعيها وكيف ستحتمل ذلك .. وكيف كانت

أمل هي أطول عُمرٍ من أمها وأختها سارة .. وبعد أسبوع من الكارثة توفيت أمل لتلحق

بأمها وأختها سارة وتقلب الصفحة إلي ميلاد عائلة جديدة .(( وبعد عامين من الكارثة

تزوج الأب وانتقل إلي

مدينتهم .. أما حنين وإدريس فبقيا مع أخوالهم وهم الآن في ريعان الشباب )).. أحداث

هذه القصة ليست من وحى الخيال وإنما وقعت أحداثها في مدينة البيضاء في التسعينيات

.. تمت

هل ستصدق انك ابكيتنى يا من ملكت كل الاحساس...الموت صعب جدا ..وبالذات عندما يأخذ مننا قطعه من اكبادنا

كأنك تحكي على قصة صديق لي .... جزاك الله خير عالم الاحساس

عـاشت أمل لتكـــون آخــر مـــن يمــــوت ،،، C043ea2bbe

فعلا فعلا فعلا لكل من اسمه نصيب ...

رااائع جدا يا عالم الاحساااس ..

وبدون اي تعليق ..

عالم الإحساس أيها المذهل

امتلكت أحاسيسنا بسردك الرائع لهذه القصة الحزينة
معرفتي بك أهم إنجاز لي لهذا العام

تقبل صافي الود

حساس انت يا عالمنا

؛؛؛ نعم انه دوار البحر ، ان تعيش في سفينة كأنها دولة او دولة كأنها سفينة ؛؛؛

اخي فعلا كم انت رائع
لا استطيع التعليق روعة ما قرأت
ذهبت بجميع مفرداتي
دم في تألق

» نـــفـــوس مـــن الـــزجــــاج
» أيا مـــن لـيــس لـي مـنه مجيـرُ