لماذا نكره اسرائيل؟!

لماذا نكره اسرائيل؟!

ساورتني الشكوك وأخذت مني كل مأخذ وانا اقرأ عن ما يُزعم انه شرب اليهود لدماء البشر التي ذكرها المؤرخ اليهودي يوسيفوس في كتابه "صراخ البريء" والقيء في روعي ان تزويرا ما للتأريخ قائم على قدم وساق لأهداف سياسية بعيدة المدى ربما تكون غير معلنة. وتكرر الشعور ذاته ولكن بحدة اخف حين قرأت عن جريمة استنزاف اليهود لدماء الطفل اليوناني في استانبول سنة 1789، وعن ذبيحة بور سعيد سنة1881، وذبيحة دمشق سنة 1840، وذبيحة لينكولن سنة 1255 التي ذهب ضحيتها الطفل الانكليزي هوغ، وذبيحة ميونخ سنة 1345 التي ذهب ضحيتها الطفل الألماني(هنري)، وذبيحة مسينا سنة 1347 التي ذهب ضحيتها طفل ايطالي استنزف اليهود دمه حتى الموت احتفالا بعيد الفصح وهي عادة اقتبسها اليهود من الوثنيين سنة 898 حيث كانوا يقدمون ذبائح بشرية بدلا عن الحيوانية بعد استنزاف دمائها، وذبيحة ترنت سنة 1475، وذبيحة صافون سنة 1452.

ظننت لوهلة انها عملية تضليل لتعبئة الرأي العام وحمل اليهود على الهجرة الى ارض الميعاد، او انها مجرد ردود أفعال على انغلاق اليهود واستعلائهم واحتقارهم للأمم الأخرى، وقتلهم الأنبياء والصالحين والتعرض لهم بكل ما يسيء ويجرح، ولكنني سرعان ما استدركت بعدما استذكرت جرائم الصهاينة في فلسطين فثارت الأسئلة في ذهني حول ما إذا كانت هناك صلة رمزية بين تلك المزاعم وما يحصل من انتهاكات وجرائم على أرض الواقع، او ما إذا كانت إحداها تغذي الأخرى؟

فمنذ ان وطأت أقدامهم ارض الإسراء وهم يرتكبون المجازر تلو الأخرى بحق الأبرياء، حيث ارتكبوا 17 مذبحة أثناء الانتداب البريطاني و17 أخرى بعده ودمروا في ذلك الوقت ما لا يقل عن 378 قرية وهجروا 630 الف من السكان العرب واستمر مسلسل الجرائم الصهيونية بدأ بمجزرة دير ياسين وبحر البقر مرورا بصبرا وشاتيلا وقانا وجنين وغزة، وفي اليوم العالمي للطفولة اُعلن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم رصاصات الغدر الصهيونية، حيث بلغ عددهم 736 طفلا مع أسر (4) ألاف آخرين في انتفاضة الأقصى المباركة (2000-2006).

وتواترت الأنباء مؤخرا بشأن فضائح جديدة جرائم الصهاينة بحق الطفولة، ففي مؤتمر أكاديمي حضرته 300 شخصية عالمية معنية بحقوق الإنسان اثار البروفيسور اتشيلاب جودين وكذلك أستاذة الانتربولوجي نانسي شيبا جريمة تهريب 25 الف طفل اوكراني من كييف الى (إسرائيل) واستخدامهم كقطع غيار بشرية الامر الذي دفع صحيفة هاآرتس الصهيونية الى اعتبار تصريحاتهم معاداة للسامية، وحاول الصحفي السويدي رونالد بوش التخفيف من حدة الفضيحة ومع هذا لم يتمكن من انكار سرقة الجنود الصهاينة لجثث الشهداء الفلسطينيين وبيعها للمستشفيات المتخصصة بزرع الأعضاء!

وآخر الفضائح ما ذكره الصحفي الأميركي واين مادسن ونشرها على موقع جورنال اون لاين التي اتهم فيها صراحة الموساد الصهيوني بقتل وترهيب المسيحيين العراقيين في الموصل وتهجيرهم لشراء أراضيهم، بل وأعقب تصريحاته باخرى اشد خطورة حين نوه الى ان الموساد يسعى جاهدا الى الاستئثار بضريح حزقيال في الحلة، ومعبد عزرا في ميسان، ومعبد ناحوم في القوش، ومعبد جوناه في الموصل، وضريح دانيال في كركوك واعتبارها جزءا لا يتجزأ من إسرائيل الكبرى!

وتجدر الإشارة الى ان جميع الإرهابيين الصهاينة وقادة الموساد الذين تورطوا في سفك الدماء تولوا في ما بعد مناصب حساسة في الكنيست يأتي في مقدمتهم الرئيس الأسبق للشاباك آفي دختر ورئيس عمليات الموساد شاؤول موفاز وشارون وباراك ورئيس محكمة العالم السفلي-كما يطلق عليه- لمسؤوليته المباشرة في إعدام الأسرى الفلسطينيين ظلما وعدوانا.. والقائمة اكبر من ان تعد او تحصى.

مليار وثلاثمائة مليون مسلم يحبون نبي الله موسى (عليه السلام) ويحبون سائر الانبياء لأن موسى رسول رب العالمين ورمز للبطولة والشجاعة والتضحية والفداء ويتذكرونه صباح مساء حين يقرأون القرآن آناء الليل وأطراف النهار، ولكنهم في الوقت نفسه يكرهون (إسرائيل) لان إسرائيل تكره الأنبياء وتكيل لهم التهم وتتقول عليهم بما يعف اللسان عن ذكره ومن شاء فليقرأ توراتهم وسيرى العجب العجاب وما ذكرنا آنفا بشأن جرائمهم يغنينا عن الإجابة على السؤال الذي تصدر المقالة لماذا نكره إسرائيل؟

وفيك بارك اخي الشهيد طبعا لن ترضي اليهود والنصاري عن الاسلام حتي تتبع ملتهم وربي يثبت الاسلام للطريق القويم تحياتي