زياد طاهر عضو متألق
رقم العضـــويه : 21 الجنــس : الدولـــه : المدينـــه : البيضاء + اجدابيا تاريخ التسجيل : 09/12/2009 عدد المساهمات : 598 نقــــاط : 777 المزاج : لله الحمد العمر : 58 رسالة sms :
سألت الدار تخبرني عن الأحباب مافعلوا؟
فقالت أناخ القوم أياما وقد رحلوا
فقلت: فأين أطلبهم وأي منازل نزلوا ؟
فقالت في القبور وقد لقوا والله مافعلوا
أناس غرهم أمل فبادرهم به الأجل
فنوا وبقي على الأيام ماقالوا ومافعلوا
وأثبت في صحائفهم قبيح الفعل والزلل
فلايستعتبون ولاملجا لهم ولاحيل
ندامى في قبورهم
وقد لقوا والله مافعلوا
| موضوع: الجمال الاصيل .... للقلم الجميل نور الدين صالح الجمعة 18 ديسمبر 2009, 8:38 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
م أيمن ... مهتمة كثيراً بتربية أبنائها وشؤون بيتها وحريصة جداً على أن يظهر كل شيء هى مسئولة عنه فى أحسن صورة ... لها اهتمامات أخرى مثل فقه المرأة والطب البديل وتتعاون مع جارتها الطيبة فى مساعدة الجيران وإصلاح ذات البين ... تحرص دائماً على أن يكون كل شيء فى البيت جاهز ومرتب قبل عودة زوجها ( جمال ) من العمل ... جمال ... شاب مجتهد يتمتع بسمعة طيبة ويسعى دائماً إلى نيل رضا والديه ولا يدخر جهداً فى سبيل راحتهما ويزورهما كل يوم قبل ذهابه إلى العمل وفى فترة المساء ويتأكد بنفسه أن أمه المريضة قد أخذت الدواء فى موعده ... يلقبه بعض الناس ( بوتسعة) لأن عدد أصابع يديه تسعة نتيجة تعرضه لحادث أدى إلى بتر أحد أصابع يده اليمنى أثناء عمله فى ورشة النجارة ... وبعد ذلك الحادث تعاطف معه رجل مسئول وساعده فى الحصول على وظيفة مناسبة فى إحدى الشركات الخدمية ... وذات يوم رجع جمال إلى بيته قبل موعده المعتاد وجلس فى غرفة الجلوس بالقرب من المكتبة ... خرجت أم أيمن من المطبخ وهى مستغربة حضوره مبكراً ... اقتربت منه وهى تمسح يديها من أثر الماء وفى هذه الأثناء شعرت بشيء من الخجل لأنها لمحت أحد الكراسي لم يكن فى موضعه الصحيح ولكنها كانت متأكدة أن المكتبة نظيفة ومرتبة ... أم أيمن : أن شاء الله خير ... حضرت مبكراً ولست على ما يرام ولم تسأل عن أيمن والصغيرة إيمان كما هى عادتك ... لا بأس عليك ... جمال : أمى مريضة ... قد أشتد عليها المرض وكما تعلمين أنها تعانى من التهابات حادة جداً فى الكليتين وربما فشل كلوي ... وأستمر جمال يشرح لزوجته عن كيفية حدوث هذا الخلل الوظيفي للكليتين ويستعمل فى شرحه مصطلحات طبية وكأنه قد درس الطب ويتوغل فى الشرح أكثر مما ينبغى فهو مهتم ومتابع لهذا الموضوع و يعرف جيداً ما الذى تعانيه أمه من جراء هذا المرض ... أم أيمن أشفقت على أم زوجها ودعت لها بالشفاء وقالت : أعرف بعض المستحضرات سوف أقوم بأعدادها ربما تكون سبباً فى شفاء عمتى قد قرأت ذلك فى بعض كتب الطب البديل ... جمال : نعم أمى تحتاج إلى البديل والبديل عندى ... اليوم أكد لى الطبيب ان الدواء الذى تتناوله أمى لم يعد يجدي نفعاً وأنها بحاجة إلى أحد الأمرين إما الغسيل الكلوى وعلى الاقل ثلاث مرات فى الأسبوع أو إجراء عملية زرع كلى ... وأنت تعرفين أن الغسيل الكلوى معاناة وفيه شيء من المخاطرة ... قد توكلت على الله وقررت أن أتبرع بكليتي إلى أمى التى تبرعت بكل شيء من أجلى ومن أجلنا جميعاً ... وسنسافر قريباً أنا وأمى وأختى وأخى إلى العاصمة لإجراء العملية ... نظرت أم أيمن إلى زوجها نظرة فيها شيء من الإعجاب والشفقة معاً وبدأت وكأنها قوية متماسكة بعد هذا الخبر المؤثر إلا أنها سرعان ما وقعت فى ما حاولت تلافيه وبدأت تعصر أصابع يدها ويحمر وجهها ثم وضعت يديها على وجهها وأعلنت البكاء ... وبعد أن هدأت قليلاً رغبت فى زيارة عمتها غير أن جمال أعتذر منها وطلب تأجيل ذلك فقد حان موعده مع صديقه لإتمام الإجراءات المتعلقة بالسفر... لم تتحرك أم أيمن من مكانها وبقيت فترة ليست بالقصيرة وكأنها مطوقة بالحزن والصمت التام ولم يخرجها من هذا الطوق إلا بكاء الصغيرة إيمان ... نهضت من مكانها ومسحت دموعها ووضعت الكرسى فى مكانه الصحيح وذهبت إلى غرفة الأطفال ... يوم السبت هو موعد السفر إلى العاصمة ... جهزت أم أيمن حاجيات زوجها ووضعت فى حقيبته قليلاً من عسل السدر وزيت الزيتون ومخلوط من بعض الأعشاب والمساحيق والبذور المختلفة وذكرت أم زوجها بكيفية وضوء وصلاة المريض وما تيسر من الأدعية الشرعية ثم ودعت الجميع ... وبعد إجراء كافة الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة بمستشفى العاصمة وافق الفريق الطبي على إجراء عملية زرع الكلى لأن نتائج التحاليل والفحوصات مطابقة ومطمئنة و نسبة نجاح العملية كبيرة جداً ... يوم الخميس هو موعد العملية ... وكانت عملية ناجحة كما هو متوقع وزف الخبر إلى أم أيمن وباقى أفراد العائلة ... وتولت الجارة الطيبة نشر هذا الخبر السعيد بين نساء الحى اللواتى توافدن على بيت أم أيمن لتهنئتها ... وبعد أيام عاد جمال ولقب بلقب آخر ( بو كلوة ) فيبدو أن بعض الناس متخصصون فى إطلاق الألقاب التى كثيراً منها ما يكون أشد من البتر وأقوى من الاستئصال ... وكان جمال يتضايق من هذه الألقاب وربما كان عليه أن يختار أيهما أخف وطأة وآلاماً ... ولكن عزائه الوحيد أن بتر أصبع يده كان بسبب البحث عن لقمة العيش الحلال واستئصال كليته كان من أجل حياة أمه ... ولكن أليس من الظلم أن يقابل بعض الناس جمال الأفعال ببشاعة التصرفات والأقوال ... أما أم جمال فقد تخلصت من آلامها وأوجاعها وعاد إليها نور وجهها وأصبحت نشيطة الحركة وعادت إليها الحياة ... مداومة على شكر الله على هذه النعمة وتدعو بالخير فى كل صلاة لأبنها البار الكريم الحنون الأصيل .
| |
|
بريق الماسة عضو مشارك
رقم العضـــويه : 3 الجنــس : الدولـــه : المدينـــه : الزاويـــه تاريخ التسجيل : 04/12/2009 عدد المساهمات : 161 نقــــاط : 205 رسالة sms :
| موضوع: رد: الجمال الاصيل .... للقلم الجميل نور الدين صالح الجمعة 18 ديسمبر 2009, 10:36 am | |
| | |
|
زياد طاهر عضو متألق
رقم العضـــويه : 21 الجنــس : الدولـــه : المدينـــه : البيضاء + اجدابيا تاريخ التسجيل : 09/12/2009 عدد المساهمات : 598 نقــــاط : 777 المزاج : لله الحمد العمر : 58 رسالة sms :
سألت الدار تخبرني عن الأحباب مافعلوا؟
فقالت أناخ القوم أياما وقد رحلوا
فقلت: فأين أطلبهم وأي منازل نزلوا ؟
فقالت في القبور وقد لقوا والله مافعلوا
أناس غرهم أمل فبادرهم به الأجل
فنوا وبقي على الأيام ماقالوا ومافعلوا
وأثبت في صحائفهم قبيح الفعل والزلل
فلايستعتبون ولاملجا لهم ولاحيل
ندامى في قبورهم
وقد لقوا والله مافعلوا
| موضوع: رد: الجمال الاصيل .... للقلم الجميل نور الدين صالح الثلاثاء 22 ديسمبر 2009, 12:18 am | |
| - بريق الماسة كتب:
- رائع ما نقلت لنا
دمت بود للك كل الود أخي بريق الماسة | |
|