منتـــدى السلفيــــوم
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتدي السلفيوم
سنتشرف بتسجيلك
شكرا دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر 829894
ادارة المنتدي دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر 103798
منتـــدى السلفيــــوم
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتدي السلفيوم
سنتشرف بتسجيلك
شكرا دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر 829894
ادارة المنتدي دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر 103798
منتـــدى السلفيــــوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالصفحه الرئيسيهأحدث الصورالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الورفلي
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Emptyدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Voting_barدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Vote_lcap 
أم محمد
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Emptyدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Voting_barدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Vote_lcap 
المخضرم
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Emptyدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Voting_barدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Vote_lcap 
غسق
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Emptyدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Voting_barدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Vote_lcap 
الملاك البريء
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Emptyدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Voting_barدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Vote_lcap 
لميس
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Emptyدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Voting_barدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Vote_lcap 
زهرة القلوب
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Emptyدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Voting_barدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Vote_lcap 
الشمعه
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Emptyدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Voting_barدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Vote_lcap 
ماميلا
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Emptyدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Voting_barدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Vote_lcap 
مرح
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Emptyدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Voting_barدعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Vote_lcap 
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل الحضـــــور
معا ...لختم القرأن.....
سجل حضورك بالصلاه على النبى
المليون رد
مربوعة المنتدى
سجل حضور بالأستغفار.....
الاعضاء الغائبون ...
دار مقعد ... فى المنتدى !!!!
سجل حضورك بكلمة شكرا لوطنك
أكتب كلمه بدون نقاط!!!
المواضيع الأخيرة
» الاعضاء الغائبون ...
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالثلاثاء 08 يونيو 2021, 5:13 pm من طرف زهرة البنفسج

» دورة السلامة المهنية في الأعمال المكتبية جديد المدرب الدولي / جمعة محمد سلامة
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالجمعة 26 أكتوبر 2018, 4:19 am من طرف م / جمعة محمد سلامة

» المدرب / جمعة محمد سلامة يختتم دوراته لموظفي وحدة الأمن بديوان المحاسبة الليبي
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالسبت 09 يونيو 2018, 4:26 pm من طرف م / جمعة محمد سلامة

» إختتام دولي لدورات المدرب / جمعة محمد سلامة التدريبية التخصصية لسنة 2017
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالأربعاء 31 يناير 2018, 8:18 am من طرف م / جمعة محمد سلامة

» المدرب / جمعة محمد سلامة ينفذ محاضرة تثقيفية لرواد مؤسسات المجتمع المدني
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالأربعاء 17 يناير 2018, 9:53 am من طرف م / جمعة محمد سلامة

» مدينة الحمامات التونسية ومحطة تدريب دولية جديدة للمدرب / جمعة محمد سلامة
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالسبت 02 ديسمبر 2017, 12:00 pm من طرف م / جمعة محمد سلامة

» المدرب / جمعة محمد سلامة يختتم أول دوراته التخصصية مع شركة أزاد للتدريب والتأهيل
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالسبت 11 نوفمبر 2017, 3:50 am من طرف م / جمعة محمد سلامة

» المدرب / جمعة محمد سلامة يختتم دوراته التخصصية لموظفي مستشفى مصراتة المركزي
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالإثنين 14 أغسطس 2017, 9:22 pm من طرف م / جمعة محمد سلامة

» إختتام دورة إجراءات وتحوطات السلامة بأعمال الرفع والمناولة للمدرب / جمعة محمد سلامة
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالأربعاء 02 أغسطس 2017, 8:01 pm من طرف م / جمعة محمد سلامة

» المدرب / جمعة محمد سلامة يختتم دوراته التخصصية لموظفي مستشفى طرابلس المركزي
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالإثنين 31 يوليو 2017, 2:21 am من طرف م / جمعة محمد سلامة

» إختتام الدورة التخصصية ( الإطفاء ومكافحة حرائق الغابات ) للمدرب / جمعة محمد سلامة
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالجمعة 28 يوليو 2017, 1:49 am من طرف م / جمعة محمد سلامة

» ~ ஜ ܔ إعٌتٌرٍآٍفًآتٌ لٌيًلٌيُةَ ܔ ஐ ~
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالخميس 08 يونيو 2017, 10:18 am من طرف سليل عز

» ما أطول مسافات الرجوع ..!
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالخميس 08 يونيو 2017, 10:16 am من طرف سليل عز

» من همسٍ لأخر ..
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالخميس 08 يونيو 2017, 10:01 am من طرف سليل عز

» إختتام أول دورات المدرب / جمعة محمد سلامة التعاقدية مع مركز تدريب علم بلا حدود
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالسبت 15 أكتوبر 2016, 3:42 am من طرف م / جمعة محمد سلامة

» إختتام الدورة التخصصية خطة الطوارئ والإخلاء في المستشفيات والمراكز الصحية للمدرب / جمعة محمد سلامة
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالسبت 10 سبتمبر 2016, 2:41 pm من طرف م / جمعة محمد سلامة

» المدرب / جمعة محمد سلامة ينفذ دورة الإسعافات الأولية لموظفي شركة ليبيانا للهاتف المحمول
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالإثنين 08 أغسطس 2016, 7:11 pm من طرف م / جمعة محمد سلامة

»  إختتام الدورة التخصصية ( الأمن الصناعي ورجال الإستقبال ) للمدرب / جمعة محمد سلامة
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالأحد 19 يونيو 2016, 1:30 am من طرف م / جمعة محمد سلامة

» المدرب / جمعة محمد سلامة يختتم دورة السلامة والصحة المهنية OSHA لموظفي EICo
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالثلاثاء 14 يونيو 2016, 8:48 pm من طرف م / جمعة محمد سلامة

» سجل حضورك بالصلاه على النبى
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالثلاثاء 17 مايو 2016, 5:34 am من طرف خويماتي

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 27 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 27 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1172 بتاريخ الثلاثاء 31 أغسطس 2021, 1:32 am
تواقيت الصلاه حسب مدينة البيضاء

مواضيع مماثلة
الساعه الان
خاص بزوار المنتدى
سجل الزوار
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
إستمع الى القراءان الكريم
دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Tvquran_3
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 دعوني أرحل اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأسيف المتفائل
عضو مشارك
عضو مشارك
الأسيف المتفائل


رقم العضـــويه : 238
الجنــس : ذكر
الدولـــه : دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر 3dflag16
المدينـــه : أرض الله الواسعه
تاريخ التسجيل : 05/04/2010
عدد المساهمات : 190
نقــــاط : 502
الابراج الجدي
المزاج : الحمد لله
العمر : 55
العمـــل : في طاعة الله
رسالة sms : اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون
﴿من دعا إلى هدى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ،
لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا . ومن دعا إلى ضلالة ،
كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ،
لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا﴾
رواه مسلم


دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Empty
مُساهمةموضوع: دعوني أرحل اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر   دعوني أرحل  اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر Icon_minitimeالثلاثاء 13 أبريل 2010, 3:13 am


( 13 ) العودة المفاجئة من الرحلة !

وقف ساكناً وقد اختفت من وجهه كل آثار السرور السابقة .. تقارب حاجباه وهو يتقدم نحوي غاضباً .. لقد سمع الحديث بأكمله !! أما الآن .. فأنا في نظره أستحق القتل والصلـب والسحـق !!

رفع يده بقوة وهوى بها على وجهي بقوة أشد .. فقدتُ القدرة على الصمود والتحمل أمام غضبه الجامح !! .. استجمعتُ كل قواي لأتمكن من الثبات واقفة على الأرض .. فأخفقت !! وقعت أرضاً .. جثوت على ركبتي أستجمع ما بقي من قوتي .. ثم أجهشت ببكـاء مرير يتبعه أنين مؤلم .. لاقيت صعوبة في إدراك ما يدور حولي من شدة الألم ..

انسحب بدون أن ينطق بكلمة واحدة .. الجميع ينظر إلي !! .. هل تجسّد نظراتهم الشفقة أم التشفّي ؟ .. أم تُراها تصوّر انتصاراً لمذهبهم ودحراً لسنتي ؟!!!!

أمر الجميع بجمع الأمتعة وأعلن لهم عن قطع رحلتهم الممتعة والإسراع الفوري بالاستعداد للعودة ! .. فأطاعوه !! .. عاد إلي مرة أخرى .. أمرني بالوقوف .. فشلت .. ثم وقفتُ أترنح !! ..
أمسـك بيدي بكل قوته وشدّني نحو إحدى الغرف القريبة من البحـر ..
حبس الجميع أنفاسهم .. وسرت قشعريرة مريرة في جسدي ! .. اعتراني توتر يحمل تحذيراً خافتاً .. كنت أعلم أنه يجب علي أن أمتثل له .. ولكني لم أشأ ذلك !!!

أمرني بالجلوس .. فجلست فوق إحدى المقاعـد .. وضعت يدي على ركبتي كطفلة دون أن أنبس بكلمة ! .. فأخذ هو يزرع الغرفة ذهاباً وإياباً .. لقد ثار علي وتصرّف معي تصرفاً مجرداً من الإنسانية والرحمة !! .. ولكني واثقة من أن ذلك لن يغيّر شيئاً من موقفي ! .. فخططهم واضحة .. ومفهومة .. إنهم يحاولون بكل الطرق معاقبتي على تمسكي بسنتي !

لم يجرؤ على الحديث معي مع أنه احترق لمعرفة ما يجول في ذهني من أفكار تجاهه !

نظر إلي بقلق عندما طال صمتي .. وبنوع من الارتباك صرخ قائلاً وأنا أرتجف من حدة صوته :
ـ والله لأعملنّ على تغيير هذه الأفكار الضالة التافهة ! وأردّك إلى صوابك !! ..
ضبطتُ نفسي وقلت بشكل حازم دون أن أنظر إليه :
ـ ولكنها ليست بالأفكار التافهة .. وأنت تعلم ذلك جيداً .. إنها الحقائق التي لا يريد أحد سماعها ..

هزّني بعنف قائلاً :

ـ أولاً من الأدب أن تنظري إلي عندما أوجه إليكِ الحديث !!
ثانياً : أي حقائق هذه التي تتشدقين بها ؟ .. هل تقصدين حقائق العته والضلال ؟ حقائق الجنون ؟ ..
أرجوك .. كفى .. إلى متى سنظل مختلفين في هذه الأمور ؟!!!!! .. أرجوكِ هلاّ أسديتي إلي معروفاً ؟ هلاّ ………..

قاطعته بحزن وتوسل وقد أصابني ما أصابني من الهذيان واليأس :

ـ بل أرجوك أنت أن تسدي إلي معروفاً .. أرجوك .. ابق بعيداً عني أنت وأهلك !
نحن لا نتفق إطلاقاً اتركني .. وما دمنا نختلف دوماً كما تقول .. فلماذا لا تتركني أذهب من حيث أتيت ؟!
لماذا تحتفظ بحطامي ؟! .. لماذا ونحن متناقضان في كل شيء ؟! .. لماذا ؟ .. لا أريد البقاء معك أرجوك .. لقد تعبت .. تعبت .. تعبت .. ثم وضعتُ رأسي بين يدي .. أجمع دمعاتي الملتهبة ..

ربـاه .. ربـاه .. لم أعد أستطيع أن أقاوم .. أريد الخلاص .. أصابني اليأس والهلاك يا الله .. ارحمني يا رب ..

سيطر عليه الارتباك فقال :

ـ إنكِ .. إنك تحاولين اختلاق الأعذار من أجل تبرير تصرفاتك .. لا داعي لتحميلي مسئولية تهورك وعنادك الآن .. أنا لا أسيء إليك ولا أريد إيذاءك .. أنت السبب .. إنك لا تؤمنين مطلقاً بما أقوله لك ولا تصدقين ؟! .. أخاف أن تكوني من الهالكين ؟!!!!!

أغمضت عيني .. تذكرت قول الله تعالى ( ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار * تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار * لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار * فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد )

خاطبت نفسي وأنا أراهم يتهامسون .. ستظلّون يا ضحايا الصوفية عُمي البصائر والقلوب .. مختوماً على سمعكم فلا تسمعون من أحد كلمة حق تجادل باطلاً صوفياً !!!!

عدنا إلى المنزل المشؤوم .. جلست على الأريكة .. أفكر في حياتي .. في مصيري .. يا رب .. إن مع العسر يسرا .. وقفت أتهاوى .. مشيت بخطىً وئيدة نحو المرآة .. نظرت إلى نفسي فيها .. لا أكاد أصدق عيني !! لقد طرأ تغيير كبير علي !! ..
ارتميت على الفراش .. أخذت أنفاسي تنتظم .. ومشاعري تهدأ .. وقلبي يسكن .. ثـم ..






كونوا معنا في المرة القادمة









( 14 ) مراسم المولد النبوي الشريف


طُرق البـاب .. استدرت نحوه بعينين أثقلهما النوم .. قلت بإعياء :

ـ من الطـارق ؟!

سمعت صوت أخت الزوج تستأذن بالدخول .. نظرتُ إلى الحائط .. الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً ..
ساعتان مضتا منذ أن عدنا من البحر .. حلّقت أفكاري حول ما حدث اليوم ..

طرق الباب مرة أخرى .. أووه تذكرت !! وثبتُ واقفة وأدرت مفتاح الباب وقلت لها بإرهاق :
ـ تفضلي .. عذراً .. كنت نائمة ..

قالت بصوت ينم عن بهجتها الخفية :
ـ هل .. هل ستذهبين معنا اليوم ؟!!

ترددت برهة ثم ابتسمت وأنا أسألها بفضول :
ـ إلى أين ؟ هل سنتنزه قليلاً مثلاً ؟ أشعر بالضجر !

قالت بمكـر :
ـ لا أعلم .. لا أعلم .. ألم .. ألم يخبرك زوجك عن ذهابنا اليوم ؟

أحسست بانقباض في صدري لا أعرف له سبباً :
ـ لا يا عزيزتي .. حتى الآن لم يخبرني أحد إلى أين سنذهب ! ألا تعلمين !!!!!

بعد تردد أجابـت :
ـ لا أعلم .. أقصد .. حسناً أراكِ فيما بعد .. سوف .. حسناً أعتقد أن والدتي تناديني .. بالإذن .. !!!!

ما بها ؟ .. لم هي مرتبكة ؟ .. لا يهم أشعر برغبة في الاستلقاء وأخذ قسط من الراحة بعد القراءة .. قرأت قليلاً .. ثم أعدت وضع كتبي في الدرج الخاص بي .. وفيما أنا أفعل .. دخل الزوج :

ـ ماذا تفعلين ؟! ألم تنامي بعد ؟!
ـ سأفعل .. فضلت قراءة بعض الكتب .. سآخذ قسطاً من الراحة الآن ..

ـ قراءة بعض الكتب ؟! .. أي كتب تقصدين ؟!!
نهض من مكانه وشعرت بأنه يفضل الإطلاع على الكتب بنفسه .. لم أمانع .. من حقه أن يراها !

فتح الدرج .. أخرج الكتب .. امتقع وجهه وهو يقرأ العناوين بصوت خافت :
ـ الكلم الطيب لابن تيمية .. الأذكار للنووي .. جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام لابن القيم .. الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض .. فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية .. رسالة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في حكم الاحتفال بالمولد ……

صاح بي قائلاً وصدره يتأجّج غضباً :
ـ من أين جاءت هذه الكتب ؟!!

ـ جئت بها من منزل عائلتي .. ما بك ؟!!!!

اعترض على وجودها معي بإصرار :
ـ كان يجدر بك استشارتي في قراءة هذه الكتب السخيفة !!

ألقى نظرة إلى الكتب مرة أخرى وأضاف حانقاً وهو يلقي بها أرضا :
ـ كان بإمكاني أن أختار لك الكتب التي يجب عليك قراءتها والتدبر فيها ….. !!

إنه يتضايق كثيراً عندما أبدي اهتماماً بالغاً بالكتب والمطالعة !!!!!!

كرر حديثه مرة أخرى وقال بإصرار :
ـ لا أريد أن أرى هذه الكتب في الحجرة ولا في البيت بأكمله ! .. أنا سآتي لك بالكتب التي أرغب في قراءتك لها !

ابتسمتُ لهذه الفكرة وأجبت :
ـ ولكن لا أظن بأننا نفضل نوعية الكتب نفسها .. أليس كذلك ؟!

لم يجد أي تعليق يضيفه على كلامي سوى :
ـ لن تقرأي هذه الكتب مرة أخرى .. هذا أمر .. لا أريد تكرار الكـلام .. تخلّصي منها بأسرع وقت .. فهذه الكتب هي التي تغسل أفكارك .. وتحجّـر معتقداتك !!!

آه .. لا مجال للمناقشة .. لا أريد الدخول في حلقة مفرغة جديدة .. لن أنازعه .. قلت باستسلام :
ـ حسناً .. لك ما تريد .. سأحرقها إن أردت !!!
رأيت ومضياً راقصاً في عينيه !!

استيقظتُ على صوت آذان العصر .. ما زالت الكتب في مكانها !! .. أخذتها بسرعة .. خبأتها تحت السرير .. في مكان لن يراها فيه !
أيقظته .. قام كالملدوغ وهو ينظر إلى الساعة !! .. ما باله ؟! .. هل خاف أن تفوته صلاة العصر في المسجد ؟! .. مستحيل !!!!!! .. لم أسأله …

قال لي وعيناه ما تزالان مغمضتين :
ـ هيا بسرعة .. استعدي سنذهب بعد نصف ساعة .. لا تعتذري عن الذهاب .. لا أريد اعتراضات ! .. بسرعة سأذهب إلى أمي لأستحثها على الاستعداد بسرعة .. أمامـك متسع من الوقت .. تزيني بأفضل الملابس !!!! .. ثم .. خرج ..
ماذا يقصـد ؟ .. لم يخبرني أحد بأن هناك وليمة أو حفلة زفاف !!!

عــــاد ..

ـ هل أنت جاهزة ؟
ـ تقريباً ! .. ولكن أريد أن أصلي العصر أولاً .. انتظر ..

قال وكأنه قد تذكر شيئاً مهماً …
ـ آه ….. نسيت أن أصلي !! هيا سأصلي أمامك .. تراجعي إلى الخلف ..
قلت في نفسي : ( أين الصلاة في المسجد ؟ لماذا لا تلبّي داعي الله إلى المسجد .. واحسرتاه !!!! ) .

التفت إلي قبل أن يكبّـر وقال :
ـ هيا .. اجهري بنية الصلاة .. وبصوت مسموع .. كي أسمعـك .. ردّدي خلفي .. نويت أن أصلي لله تعالى أربع ركعات لصلاة العصر إماماً ..

ثم سكت .. رفعت حاجبي استغراباً .. وذهلت ! التفت مرة أخرى إلي وقال :
ـ ما بالك ؟! .. ألم تستمعي إلى قولي ؟!

قلت مذهولة :
ـ بلى !! .. ولكن الجهر بالنية والتلفظ بها ………

قاطعني بغضب :
ـ سنــة !! وليس بدعة كما تعتقدين .. هيا ردّدي ما قلته .. ألا تسمعين ؟!

ـ ولكني نويتها في قلبي مثلما نويت الوضوء الذي قبلها وهذا يكفي ! ..

ضرب كفّيه ببعضهما في نفاذ صبر وقال :
ـ وماذا بعد ؟ .. قلت لك تلفظي والآن أمامي .. أريد أن أسمع .. تبـاً لكم من وهّـابـيـن .. كل مستقيم تجعلونه أعوجـاً !! .. هيا انطقي بها ..

نطقت بها مكرهة ! .. فتظاهرت بالصلاة معه .. وقد كنت أصلي بمفردي .. آه .. لقد شككت حتى في صلاتي .. وهي ما أشعر فيها بالراحة والسعادة !!!

أنهينا الصلاة .. وعند التسليم لاحظت كفيه يتحركـان يمنة ويسرة .. ما باله ؟ لماذا يحركها مع التسليمة ؟ .. أردت السؤال فامتنعتُ .. لا أريد المزيد من الجدل .. تظاهرت بالتسليم معه حتى لا يقيم غضبه الدنيا .. فأنا لم أعد أحتمل .. كفاني .. قلت :

ألن تخبرني إلى مكان ذهابنا ؟

ـ ستعرفين فيما بعد .. لا نريد التأخر .. بقيت لنا عشر دقائق فقط .. أين ملابسي ؟
ـ جاهـزة .. ولكن أرجوك أخبرني .. إلى أين ؟ لا أعرف لماذا أنا غير مطمئنة .. !

تمالك نفسه وأراد الخروج فأوقفته :
ـ انتظر أرجوك .. أخبرني أولاً .. إلى أين ؟! إلى أين ؟!

أجاب وهو يبتعد خارجاً من الغرفة :
ـ سنذهب إلى مكان يقام فيه مولد نبوي .. هل اطمأننتي ؟

أوقفته مرة أخرى .. نظرت إليه بتشكك ووجل :
ـ مولد نبوي ؟! .. ماذا تعني بذلك ؟!!!
ـ لن أخبرك سترين بنفسك .. ستسعدين بحضوره .. والآن هيا حتى أغلق الحجرة .. تقدمي ..
أغلق الحجرة .. هرول هابطاً قبلي إلى الدور السفلي .. فكرت في كلماته ملياً .. ماذا يقصد ؟
هبطت السلالم ببطء شديد ! .. هل لهذه المناسبة ارتباط بمعتقدات الصوفية ؟!! .. لماذا لا يريد إخباري ؟ .. هناك شيء ما أجهله !!

قابلت أمه في البهو .. إنها بكامل زينتها .. وكذلك أخته !! نظراتها شاردة .. لا تريد أن تلتقي بنظراتي المرتابة !! .. لماذا ؟!

قالت الأم لابنتها بلطف وهي تتأملها :
ـ إنك جميلة يا ابنتي بهذا الثوب .. هل أخذتِ معك كل الكتب المطلوبة ؟

أجابت ابنتها وقد أشرق وجهها بابتسامة تنم عن فرحها بحضور هذه المناسبة :
ـ نعم يا أمي .. كل شي جاهز .. كتاب دلائل الخيرات .. والبردة .. وكتاب الغزالي .. ومجالس العرائس .. وكذلك أخذت معي .. الدفـوف .. والمزامير .. لا تخافي .. لم أنس شيئاً أمي !!

قلت في نفسي :
ـ عجباً .. عمّ تتحدثان ؟! .. كتبهم الدينية مع دفوف ومزامير ؟! .. ما هذا التناقض ؟!!!!! .. تذكرت بسرعة ما تحتويه تلك الكتب من زيغ وضلال .. عرفت إذاً أن ذهابنا لشيء ما غير سوي !!! ..
لا أريد الذهاب .. ولكن ستقلب الدنيا إن رفضت !!

واجهته قبل خروجه من المنزل .. وقلت له متوسلة :
ـ أرجوك .. لا أريد الذهاب .. أرجوك .. اذهب أنت وعائلتك .. سوف أنتظركم هاهنا ! .. أتركوني فأنا لن أستطيع الذهاب .. اذهبوا أنتم إلى أي مكان ترغبون !

ابتسم ابتسامة ماكـرة تحمل ألوان الدهاء والخبث :
ـ ألا تريدين الذهاب معنا يا عزيزتي ؟!! .. حسناً ..

صدقته وقد امتلأ قلبي بالفرح .. أخيراً فهم ؟!! أحسست بأني أطير في السماء من شدة الفرح والحبور .. ولكن للأسف .. وئدت تلك الفرحة للتو فلم تعرف النور !!!

كزّ على أسنانه بقوة .. ونطقت عيناه بالوعيد الذي عهدته لهما .. واحمـر وجهه غضباً .. وشعرت بحرارة أنفاسه الساخطة وهو يهمس بصوت يرعـد :
ـ لن أطيل الصبر في السيارة !! .. بسرعة تقدمي قبل أن أفقد صبري معك !!!!!!!!!!!!!

آه …. لا مجال أيضاً للمراوغة .. اضطررت للذهاب .. كم رجوتهم بأن يتركوني .. لهم دينهم ولي ديني .. لا فائدة .. ذهبت معهم ..
دخلنا في حـارة ضيقة مفتوحة الطرفين .. متعرجة .. طويلة .. مضاءة .. ذات طابع خاص .. أهم ما فيها الهدوء والنظافة ..
كنت مطرقة متجهمة بليدة في السيارة .. ولكني أدركت أنني على وشك أن أفقد كل شي !!

فاجأني صوت أمه تقول بابتهاج :
ـ هل أنتِ على ما يرام ؟!!
أومأت برأسي إيجاباً ولم أستطع الرد !

سوف تبتهجين معنا الليلة .. أليس كذلك ؟
أطرقت ساهمة .. ولم أجب ! .. فأمرني الزوج بأن أتحدث قائلاً وهو ينظر إلي من خلال مرآة السيارة الأمامية :
ـ ألم تسمعي ؟ .. ألستِ على ما يرام ؟! .. تكلمي !!
ـ بلى .. بلى .. على ما يرام .. على ما يرام .. !!

اقترب من والدته وبدأ الهمس الذي عهدته كثيراً في حضرتي بينهما .. فطلبت من الله العون والمساندة ..
كان صوتي كسيراً عندما نطقت .. فانزويت أحتضن حقيبتي وأغمضت عيني .. وكأنني غريبة مسافرة وحدي .. بيد أني اليوم بدأت أفكر في النهاية .. ووجدت نفسي أهتف :
ـ النهاية .. النهاية .. ترى ماذا ستكون ؟!!!!

توقفت السيارة أمام منزل متواضع .. رأيت الناس يتزاحمون في الدخول إليه ! ..
سترك يـا الله ! .. ما الذي سيفاجئني هنا أيضاً ؟!!

خرج الجميع فاستبقاني ! .. ماذا يريد الآن ؟! ألا يكفيه ما يفعله بي ؟ .. ألا يكفيه ما مضى ؟!!!
التفت نحوي .. كان قلبي يدق بعنف .. أنا لست مطمئنة لما يجري حولي !!
فقال بتشكك :
ـ أصلحي نيتك .. ولا تسخري من شي .. هل ستفعلين ؟!!
ـ نعم .. نعم سأفعل !

خرجتُ بسرعة .. أغلقت الباب بهدوء .. لم أنتظر المزيد من الحديث .. لقد سئمت .. تنهدت من الأعماق ..

شعر الزوج كأن سهماً بارداً اخترق حناياه حين رآني أهبط من السيارة دون أن أنظر إليه .. سمعته ينادي .. وينادي .. لم ألتفت إليه .. لم أوجّه إليه كلمة واحدة .. إنه لا يستحق .. لا يستحق .. لا يستحق !!!

وجدت أمامي سلماً طويلاً .. صعدته بتكاسل .. الحماس .. التحدي .. لم يعد لهما مكان لدي !!
دخلت إلى دورة المياه .. غسلت وجهي وكأنما أغسل أحزاني .. خرجت وقد نزعت عني حجابي .. سألت إحدى العابرات بصوت ضعيف :
ـ أين تجلس النســوة ؟!
ـ هنا .. من هذا الباب .. ثم اصعدي بعد ذلك إلى سطح المنزل .. ففيه سيقام المولد .. أسرعي قبل أن يبدأ !!

أمسكت دمعة كادت أن تفلت من عقالها .. ثم قلت :
ـ شكراً لك .. شكراً ..

كان السكون مخيماً جداً في الممر .. أخيراً وجدت باب السطح .. ارتجفت يداي وارتعشت أناملي .. أمسكت بمقبض الباب .. آه .. كأنني أسمع من الخارج ابتهالات النساء بصوت موحد !!! ..
ترددت قليلاً ثم .. فتحت الباب ببطء .. توجهت أنظارهن إلي .. شد انتباهي ارتداء الجميع لحجاب الرأس .. ثم الابتهالات التي كن يرددنها خلف فتاة حسناء ذات صوت جميل ! .. ماذا يقلن ؟! ..

دققت النظر في الفتاة .. ثم في النساء .. وجدت مكاناً خالياً .. جلست .. امتعضت النساء من وجودي !! .. ما بهن ؟! .. أقبلت بعض النسوة مسرعـات إلي … أرى في نظراتهن استنكاراً لعمل ما عملته !!! .. همست إحداهن في أذني والجميع يرتقبن ردة فعلي وكأنني لست من البشر :

ـ إذا سمحتي يجب أن ترتدي حجابك على رأسك قبل الدخول ؟!
ـ لماذا ؟ .. هل سيدخل رجال هنا مثلاً ؟!

تبادلت النظرات اليائسة مع رفيقتها ثم قالت :
ـ بل لأنه مجلس ذكر ! .. والملائكة تفر من المجلس الذي تكون فيه امرأة غير مرتدية لغطاء الرأس .. اتسعت حدقتاي فقلت بتعجـب :
ـ وما شأن الذكر وقبوله بالحجاب ؟! .. إن الله يُذكر في أي حال ووضع ومكان ولا يشترط فيه الحجاب حتى يُقبل !!!

أجابت بنفاذ صبر :
ـ بل لن يستجيب الله لدعائنا .. ولن ينظر إلينا .. والملائكة لن تحضر مجلسنا ولن ترضى عن هذا !!

اعتذرتُ عن وضعه .. فيئستا مني وذهبتا حانقتين .. وعادت النساء تحدّقن بي وتتهامسن في وجودي .. ولكني لم أعد أكترث .. لقد يئست من كل شي .. فرضى الناس غاية لا تدرك ..

استمرت النسوة في الابتهالات .. فنظرت إليهن .. سمعتهن يقلن ألفاظاً غريبة :
ـ هو .. هو .. هو .. الله .. الله .. حي .. حي .. !!

ماذا يقصدن ؟ .. لا أفهم ماذا يفعلن !! .. لقد أخذ الوجد منهن مأخذاً عظيماً .. وبلغ التفاعل بينهن مبلغاً أعظم !!
تغير بعد ذلك المجرى .. فتناولت بعضهن الطار والدف والمزمار .. وأخذن ينشدن المدائح والقصائد الشعرية !! .. ما هذا التغيير المفاجئ ؟ .. وما هذا التناقض ؟ .. مدائح نبوية ومزامير ؟!!!!! .. آه .. أحسست وكأن مطرقة هوت على رأسي ! ..
قلت للمرأة التي تجاورني بلهجة أسف لم تخل من النقد :
ـ ما مناسبة هذا الاجتماع ؟

قالت باستغراب :
ـ إنه ذكرى لمولد النبي الشريف !!!

سألتها بفضول :
ـ وهل هو خاص بوقت معين ؟ .. فمولد النبي كان في شهر ربيع الأول في الثاني عشر منه .. وهو لا يصادف اليوم !!!
ـ آه نعم .. ولكن لا يشترط ذلك ! فهو يقام عند وجود أي مناسبة من موت أو حياة أو تجدد حال .. لم تسألين ؟! ألم تحضري مولداً من قبل ؟!

قلت بدون أن ألتفت إليها .. متجاهلة سؤالها :
ـ وما مناسبة اليوم يا ترى ؟!!

ـ لقد انتقلوا إلى هذا المنزل منذ وقت قريب .. وفرحاً بالمناسبة أقاموا اليوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف !!! .. أحسست في هذه الوهلة بأني وحيدة .. فليس هناك عزلة أشد من عزلة الرأي .. ولا انفراد أقوى من انفراد العقيدة والدين .. نظرت إلى كفّي المعروقة .. مسحتها .. آه لحزنك يا قلباه .. ما أتعسك !!!

أقبلت صاحبات المنزل وقدمن الطعام .. وقد دعون إليه الأصدقاء والأقارب والقليل من الفقراء !!! ..
فأكلن وتلذّذن بالطعام .. أما أنا فقد اكتفيت بأكل القليل من الفاكهة ..
ما للوقت يمشي كئيباً .. بطيئاً ؟! زاد يقيني أن الذين حولي لا يشاركوني إحساسي بالاغتراب !!

رفعت رأسي نحو الحائط .. وجدت صوراً لطالما رأيتها في الكثير من المنازل .. إنها صور أوليائهم !! .. يتبركون بها !!
لقد نصبوها في المنازل كلها وكأنها أوثان تعبد .. ما الفائدة منها يا ترى ؟! .. هل يعتقدون فيها ؟ ..
هل تجلب لهم نفعاً أو تدفع عنهم ضراً ؟! .. إنهم جاهلون .. غارقون في الوهم حتى الثمالة !!!!!

انتهت النساء من الطعام .. فجلسن للاستماع للأشعار المنشودة والترنم بالمدائح والشمائل المحمدية ومعرفة النسب الشريف .. ولكن مهلاً .. إن جل المدائح والقصائد التي أسمعهن يتغنين بها لا تخلوا من ألفاظ شركية إنهم يطرون الرسول الكريم كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ؟! .. هل أخبرهم بذلك ؟! ..
ولكني لن آمن العقاب ! .. ربـاه ساعـدني




كونوا معنا في المرة القادمة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دعوني أرحل اقرأو قصتي ( حقيقية ) الحلقة الثالثة عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دعوني أرحل ..... اقرأو قصتي .. ( حقيقية ) الحلقة الثالثة
» دعوني أرحل ..... اقرأو قصتي .. ( حقيقية ) الحلقة الأخيرة
» دعوني أرحل ..... اقرأو قصتي .. ( حقيقية ) الحلقة الثامنة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـــدى السلفيــــوم :: القسم العام :: متفرقات-
انتقل الى: