عبدالعزيز عضو متألق
رقم العضـــويه : 132 الجنــس : الدولـــه : المدينـــه : طبرق تاريخ التسجيل : 21/02/2010 عدد المساهمات : 632 نقــــاط : 540 المزاج : سعيد العمر : 44 العمـــل : مهندس مدني رسالة sms : فإما سطور تُضئ الطريق
وإما رحيل يُريح القلم..!!
| موضوع: ما حكم تسمية دولة اليهود بـ " إسرائيل " !؟ الأحد 09 مايو 2010, 6:58 am | |
| فضيلة العلامة د. ربيع بن هادي بن عمير المدخلي : الحمد لله ، والصلاة والسلام على
رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه . أما بعد : فهناك ظاهرة غريبة شائعة
منتشرة في أوساط المسلمين ، ألا هي تسمية الدولة اليهودية - المغضوب عليها - باسم
" إسرائيل " ، ولم أرى أحدًا استنكر هذه الظاهرة الخطيرة ، والتي تمس كرامة رسول
كريم من سادة الرسل ، ألا وهو يعقوب - عليه الصلاة والسلام - ، الذي أثنى الله عليه
مع أبويه الكريمين : إبراهيم وإسحاق في كتابه العزيز ؛ فقال - تبارك وتعالى - : ﴿
وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ . إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ
ذِكْرَى الدَّارِ . وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ ﴾ . [ ص : 45 - 47 ] . فهذه
منزلة هذا الرسول الكريم في الإسلام فكيف يلصق باليهود ، ويلصقون به !؟
ويسوق كثير من المسلمين اسمه في سياق ذم هذه الدولة فيقول : فعلت " إسرائيل " كذا
، وفعلت كذا وكذا ، وستفعل كذا ، وهذا - في نظري - أمر منكر لا يجوز مجرد
وجوده في أوساط المسلمين ؛ فضلاً عن أن يصبح ظاهرة متفشية تسري بينهم دون
نكير ، من هنا وضعنا هذا السؤال والإجابة عنه ؛ فقلنا : هل يجوز تسمية الدولة
اليهودية - الكافرة الخبيثة - بـ " إسرائيل " ، أو " دولة إسرائيل " ثم توجيه الذم
والطعن لها باسم " إسرائيل " !؟
الحق أن ذلك لا يجوز ، ولقد مكرت اليهود مكرًا كبارًا حيث جعلت حقها حقًا شرعيًا
في إقامة دولة في قلب بلاد المسلمين باسم ميراث إبراهيم ، و " إسرائيل " ، ومكرت
مكرًا كبارًا في تسمية دولتها الصهيونية باسم " دولة إسرائيل " ، وانطلت حيلتها على
المسلمين - ولا أقول على العامة فحسب بل على كثير من المثقفين - فاصبحوا يطلقون
" دولة إسرائيل " بل اسم " إسرائيل " في أخبارهم ، وفي صحفهم ومجلاتهم ، وفي
أحاديثهم ، سواء في سياق الأخبار المجردة ، أو في سياق الطعن والذم بل واللعن كل
ذلك يقع في أوساط المسلمين ولا نسمع نكيرًا مع الأسف الشديد .
لقد ذم الله اليهود في القرآن كثيرًا ، ولعنهم ، وحدثنا عن الغضب عليهم لكن باسم اليهود
، وباسم الذين كفروا من بني إسرائيل لا باسم " إسرائيل " - النبي الكريم - يعقوب -
ابن الكريم - إسحاق - نبي الله ابن الكريم - إبراهيم خليل الله - عليهم الصلاة والسلام -
. ليس لهؤلاء اليهود أي علاقة دينية بنبي الله " إسرائيل " يعقوب - عليه السلام - ، ولا
بإبراهيم خليل الله - عليه الصلاة والسلام - ، ولاحق لهم في وراثتهما الدينية ؛ إنما هي
خاصة بالمؤمنين ، قال تعالى : ﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ . [ آل عمران : 68 ] . وقال تعالى - مبرئًا خليله
إبراهيم من اليهود والنصارى والمشركين - : ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا
وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ . [ آل عمران : 67 ] .
المسلمون لا ينكرون أن اليهود من نسل إبراهيم وإسرائيل ، ولكنهم يجزمون أن اليهود
من أعداء الله وأعداء رسله ، ومنهم : محمد ، وإبراهيم ، وإسرائيل ، ويقطعون أن لا
توارث بين الأنبياء وبين أعدائهم من الكافرين ؛ سواء كانوا يهودًا ، أو نصارى ، أو
من مشركي العرب وغيرهم ، وإن أولى الناس بإبراهيم وسائر الأنبياء هم : المسلمون
الذين آمنوا بهم ، وأحبوهم وأكرموهم ، وآمنوا بما أنزل عليهم من الكتب والصحف ،
واعتبروا ذلك من أصول دينهم ؛ فهم ورثتهم وأولى الناس بهم .
وأرض الله إنما هي لعباده المؤمنين به ، وبهؤلاء الرسل الكرام ، قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ
كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ . إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا
لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ . وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ . [ الأنبياء : 105 - 107 ] .
فليس لأعداء الأنبياء وراثة في الأرض - ولا سيما اليهود - في هذه الدنيا ، ولهم في
الآخرة عذاب النار المؤبد ، وإنه ليتعجب من حال كثير من المسلمين الذين سلموا
لليهود بدعاوى وراثة أرض فلسطين ، والبحث عن هيكل سليمان الذي يكفرونه
ويرمونه بالقبائح ، وهم ألد أعداء سليمان وغيره من أنبياء بني إسرائيل ، قال تعالى : ﴿
أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ . [
البقرة : 87 ] . كيف يسلم لهم - بعض المسلمين على الأقل بلسان حالهم - بهذه
الدعاوى الباطلة ؟! ويسمونهم مع ذلك بـ " إسرائيل " ، وبـ " دولة إسرائيل " ! ، وإن
لهم - والله - ليومًا من المؤمنين حقًا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، وبالرسل ،
ورسالاتهم أولياء الله ، وأولياء أنبيائه ورسله .
فليعد المسلمون أنفسهم عقائديًا ومنهجيًا انطلاقًا من كتاب ربهم ، وسنة نبيهم - صلى
الله عليه وسلم - ، وما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وأصحابه ، وما
كان عليه اتباعه بإحسان من خيار التابعين ، وأئمة الهدى والدين ؛ فإن هذا هو أعظم
وسيلة لنصرهم على أعدائهم ، ولعزتهم ، وسعادتهم ، وكرامتهم في الدنيا والآخرة .
ولينفضوا أيديهم من الأهواء والبدع ، والتعصب للباطل وأهله ، ثم ليسعوا جادين في
الإعداد المادي من الأسلحة بمختلف أشكالها ، وما يلزم لذلك من وعي وتدريب
عسكري ، كما أمر الله بذلك ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، قال تعالى : ﴿ وَأَعِدُّواْ
لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ . [ الأنفال :
60 ] . فالقوة في هذا النص تتناول كل قوة ترهب العدو من مختلف الأسلحة .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ألا إن القوة الرمي . ألا إن القوة الرمي .
ألا إن القوة الرمي ) . والرمي : يتناول كل سلاح يرمى به ، كل ذلك يجب تحصيله ،
إما بالصناعة ، وإما بالشراء ، أو بغيرهما .
ولقد عجبت أشد العجب - مرة أخرى - من إطلاق هذا الاسم النبوي الشريف الكريم
على دولة الخبث ، وأمة الغضب ، وأمة البهت ، فيقال عنها ، وفي الإخبار عنها ، وفي
ذمها : " إسرائيل " ، و " دولة إسرائيل " كأن لغة الإسلام العربية الواسعة قد ضاقت
بهم فلم يجدوا إلا هذا الاسم ، ثم هل فكروا في أنفسهم في هذا الأمر !؟ هل هو يرضي
الله ، أو رسوله - صلى الله عليه وسلم - !؟ وهل هو يرضي نبي الله إسرائيل ، أو هو
يسوؤه لو كان حيًا !؟
ألا يعلمون أن الذم والطعن الذي يوجهونه لليهود باسمه ينصرف إليه من حيث لا
يشعرون ؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ( ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم !؟ يشتمون مذممًا
ويلعنون مذممًا ، وأنا محمد ) . [ رواه أحمد والبخاري في " صحيحه " برقم ( 3533
) ، والنسائي ] .
فكيف تصرفون ذمكم ، ولعنكم ، وطعنكم لإعداء الله إلى اسم نبي كريم من أنبياء الله
ورسله وأصفيائه !؟
فإن قال قائل : يوجد مثل هذا الاطلاق في التوراة !
قلنا : لا يبعد أن يكون هذا من تحريفات أهل الكتاب كما شهد الله عليهم بأنهم يحرفون
الكتاب بأيديهم ثم يقولون : هذا من عند الله ، بل في التوراة المحرفة رمي لأنبياء الله
بالكفر ، والقبائح ، فكيف يحتج بما في كتبهم وهذا حالها !؟
نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعًا لما يحبه ويرضاه من الأقوال ولأعمال . إن ربنا
لسميع الدعاء . | |
|
قصر اعبيد عضو مشارك
رقم العضـــويه : 255 الجنــس : الدولـــه : المدينـــه : البيضاء تاريخ التسجيل : 10/04/2010 عدد المساهمات : 172 نقــــاط : 83 المزاج : عادى العمر : 63 رسالة sms :
| موضوع: رد: ما حكم تسمية دولة اليهود بـ " إسرائيل " !؟ الأحد 09 مايو 2010, 7:17 am | |
| مشكور عبد العزيز على هذا الموضوع والسلام | |
|
عبدالعزيز عضو متألق
رقم العضـــويه : 132 الجنــس : الدولـــه : المدينـــه : طبرق تاريخ التسجيل : 21/02/2010 عدد المساهمات : 632 نقــــاط : 540 المزاج : سعيد العمر : 44 العمـــل : مهندس مدني رسالة sms : فإما سطور تُضئ الطريق
وإما رحيل يُريح القلم..!!
| موضوع: رد: ما حكم تسمية دولة اليهود بـ " إسرائيل " !؟ الأحد 09 مايو 2010, 7:18 am | |
| الشكر لله اخي العزيز قصر اعبيد
اسعدني مرورك
بارك الله فيك | |
|