*******************
أن لا تكون أبن العاصمة هو أن ترى بأم عينيك سفرجى القهوة في العاصمة ..
ينعم بالإفاد الي الدول الأجنبية.. فمدير مديرك في البلدة البعيدة لايجرؤ حتى أنيحلم بذلك حلماً .. فهناك في العاصمة.. من يقترح ويدرج الأسماء ويعد القرارت ومن يطبع.. ويحمل الورق ويمسح الطاولة والسائق وحامل الحقائب.. كلهم أبناء العاصمة .. فالبرتوكولات الرسمية لايمكن أن تهان،بتكليف أبناء البلدات البعيدة بها..،*******
أن لا تكون أبن العاصمة .. هو أن تجد الموظف المناظر لك في العاصمة و في
مثل مهنتك ودرجتك وفي ذات الجهه التي تعمل بها أن تجده أهم من رئيس بلديتك نفسة...
لدرجة أنه غير مستعد لاستقبال مدير مدير بلديتك.. ,وأن سائق موظف العاصمة سوف
ينقل له مايريد قولة مدير مدير مديرك ..،
*********
أن لا تكون أبن العاصمة هو أن تتفرج مقهوراً على ما يملكه الموظفون بالعاصمة من موهبة التطفيش
والتخلص من أبناء البلدات البعيدة المراجعين للوزارة...
تكتيكاً يداومون عليه موظفي العاصمة ليخلى له وجه الوزير أما أنت وبلدتك
البعيدة ففي غياهيب الُجب ...
********
أن لا تكون أبن العاصمة .. هو أن المهندس في العاصمة عضو في كل اللجانويدرج في جل القرارات ويسافر في أجمل البعثات والطبيب في العاصمة يكلف في كل المهام ويسمى لجميع المناصب ويستظاف في أهم المناسبات ويسوق فىعدة قنوات ...
*****
أن لا تكون أبن العاصمة هو أن المعلم في العاصمة ليس كما سواها...
فالمعلم في العاصمة يمكن أن يكون مدير مدرسة في "الخارج" ويقبض مرتباً بالعملة العالمية ،
ويتمتع بعواصم العالم ... أما المعلم من البلدة البعيدة فإن تم إفادة بعد أن يتسول ويتزلف.. ومع قليل من الحظ يوفد لبلد ما..
مع علاوة خطر من الخطف والسطو.. وتطعيم ضد جميع الأوبئة مع توصيته بالصبر على ظروف المكان
المُحبِط الذي أُرسل إلية.. ويحمد الله أنهم أوفدوه بعد ثلاثين سنة من أفاد أبناء العاصمة المتواصل ..
وفي النهاية يكتشف أنهم لم يوفدوه لسواد عيونة ..
بل لأن أبناء العاصمة لم يقبلوا بالذهاب لتلك الأماكن وكذلك أوفدوه لكي يقال أن العاصمة تلتفت الي البلدات
البعيدة وليس الأمر كما يشاع ....
***********
أن لا تكون أبن العاصمة .. هو أن الشركات الكبرى والصغرى والمتوسطة المدى والمصارف والقروض والأبراج والمكاتب
والمقاهي والمعارض والوكلاء ـ
ومطلوب عامل ـ موظف ـ محاسب ـ سائق ـ بستني ـ بائع ـ وحتى بيع الماء في القناني لن تحضى به أبداً.
*********
لعنة أن لا تكون أبن العاصمة
هو أن يُعلن عن فرص عمل في صحف العاصمة ويُذيل الإعلان بعبارة " تتم المقابلة في
غضون أسبوع من تاريخ الإعلان " .وتصل الصحف إلي المدن البعيدة بعد مضي ما يكفي لاستحالة سفر
أبناء البلدات البعيدة ..
***********
أن لا تكون أبن العاصمة هو أن الدواء الخاص والمستشفى ذو المعدات الفائقة والعمليات الكبرى والأطباء الزائرين سيُعلن
عن خدماتهم عبر وسائل الإعلام
بخطاب يعني ضمناً أنه موجهه لأبناء العاصمة حيث القوائم معبئه مسبقاً
وإمكانية سفر أبناء البلدات البعيدة مستحيلة في غضون ثلاثة أيام..
*************
أن لا تكون أبن العاصمة ..
هو أن الإذاعة والقنوات الفضائية.. ستكون لها الفضل الكبير عليك إن قبلتك بالعمل بها وتحملت تكاليف سكنك ..
وستكون ممتنة لأبن العاصمة الذي جاء للعمل بها وسط زحام قنوات كثيرة كلها في العاصمة باستثناء بعض
الهراء الذي رُمي للعاصمة الثانية...
*************
وأن لا تكون أبن العاصمة ..
هو أن تقوم بالتضحية بأشياء كثيرة للعمل في العاصمة..و عليك أن تتذلل و تتسول فرصة لممارسة
هوايتك الوحيدة ومصدر
رزقك الذي لاتجيد سواه .. ولا يتوفر إلا في العاصمة ...
فإن كنت لست أبن العاصمة وتتعاطى الكتابة.. فالكتابة مصيبة تبّور كل طاقاتك في أي مجال
عمل آخر .. وليس أمامك .. إلا أن تحولها إلي عمل تكسب منه "عيش"
.. أو يقصف رقبتك ويريحك من رأسك البلدي ..القادم من البلدة البعيدة..
مرتدياً قبعة العاصمة المهيبة .. معتقداً أنها تضيف لك مسحة من
ال نيو لوك ... ،
***********
فإن لم تكن أبن العاصمة .. مثلاً بلدي يهوى الكتابة.. فأنه بالنسبة لك تكون الصحف والمجلات التي هي بالعشرات في العاصمة وتدفع نقوداُ لكتابها...
هي بالنسبة لك صحف الأحلام وأن تدفع لك نقوداً أيضاً ؟!
فهذا يعد ضرباُ من الخيال .. خيال أبناء البلدات البعيدة ..فإن لم تكن أبن العاصمة فأنك تختم كتابتك بأسطر صعبة وحزينة ومؤلمة .. فأبناء البلدات البعيدة
لهم غرائب في الكتابة...
**************
فإن لم تكن أبن العاصمة .. فأنك لن تحظى بأي عمل مع "سفارة " بما فيها توريد شكولا للقطط وملاءات للكلاب وشامبو للقرود..وإن ضاق بك الحال تؤجر بيتك أو جراج أو تستعمل رصيف بيتك موقف بالآجرة .. أو تبيع شاي على الكورنيش .. كاكوية في الحدائق.. مصورفي الشوارع.. تؤجر سيارة .. درجة نارية ـ حمار.. فرس ـ عربة.. ورد وباقات .. عسل مغشوش .. أحجبة.. قصاصات آظافر .. مناديل مريبة ... بطاقات تذكارية .. أيقونات ترهاتية**************
فإن لم تكن أبن العاصمة .. فإنك لن تجد فرص عمل كما يجب أسوة بهناك .. حتى .. حتى في بيع المخدرات .. فبيع المخدرات في العاصمة ... يدر أمولاً ،لا يحلم بها بائع مخدرات في البلدات البعيدة ... بل حتى العاهرة في العاصمة ،
تحظى بفرص ثراء أفضل بكثير من معانات عاهرات البلدات البعيدة ..
حيث تُطارد العاهرة في البلدة البعيدة ، بعد أن يذيع صيتها وتُعرف وتغدو مطلوبة حية أوميته.. ففي العاصمة تعّهر.. غني ارقص تخنث فلا أحد يعرف أحد...
فثمة أنتعاش في السوق ، وأي شيء يمكن بيعه على الأرصفة.. فرص عمل بالهبل ....
**********
مهلاُ ولكي لا نشوة الحقائق فثمة أعمال شريفة ...،
... فإن لم تكن أبن العاصمة .. فلن تحصل على كُشك في مطار ولاكافي في مؤسسة ولا بحار على ظهر
باخرة ولا كوافير في قناة فضائية .... ...
وإن لم تكن أبن العاصمة.. فأنك مضطر للمبيت في الفنادق ودفع أجرة التكاسي والفندق الباهظة كالسائح ..
مع معاملة أقل بعشر دراجات من السواح الأجانب.. حيث صاحب الفندق وهو أبن العاصمة الذكي
، لن يتورط في إساءة معاملة سائح أجنبي.. فهناك أمن وسفارات وعلاقات دولية وسمعة البلد وخسارة مادية لة ..
أما إساءة معاملة أبن البلدة البعيدة ، فهي عادة لن تؤدي لشي ..
فالعاصمة كلها ستشهد بأن الفندق وصاحبه راقيان .. وأن أبن البلدة البعيدة .. مجرد وضيع يجرؤ أن ينام في فندق فاخر.
حتى وإن كان الفندق مجرد عمارة قديمة تم تحويرها على حساب قرض مصرف في العاصمة ومديرة من العاصمة ..
في الوقت الذي تعذر فية منح قروض مشابهه في أماكن أروع للسياحة ..
عيبها انها ليست من العاصمة .. وأبناء البلدات البعيدة مجرد صعاليك متعجرفين يطمحون في
منافسة أبناء العاصمة اللطفاء ..
******************
وأن لا تكون أبن العاصمة ..
هو أن تجد كل العاملين بالفندق بما فيهم الأجانب..مستعدين للتذلل لنزلاء الفندق.. ألا أنت
" على فكرة هم لديهم فرصة عمل ، هاهي في الفندق .. وأنت مجرد أبن بلدة بعيدة يدعي أن لدية شهادات
وخبرات تأهله أن يكون.. شيء ما في العاصمة ..
" تأهله أن يكون متسول بلدي لايليق بحسنة محسني العاصمة وصدقة متصدقي العاصمة ...،
*************
فإن لم تكن أبن العاصمة فأنك لن تحصل على شيء قيم في حياتك ..ولن تترك تذكار مهم بعد مماتك .. أنت مجرد أبن بلدة بعيدة ، لا يستفاد منهبشىء في العاصمة ، سوى أجرة التاكس الأنتهازية والفنادق المحوّرة العفنة