ادارة المنتدى المدير العام
رقم العضـــويه : 0 الجنــس : الدولـــه : المدينـــه : منتدى السلفيوم تاريخ التسجيل : 12/03/2010 عدد المساهمات : 183 نقــــاط : 327 رسالة sms :
| موضوع: سميته سلمان.. مقال للشيخ عبدالكريم موسى الثلاثاء 22 يونيو 2010, 2:11 am | |
| منذُ بضعة أشهر رزقتُ بوَلِدٍ ميمون، فما كان من أسرتي الكريمة
إلا أن يختاروا له من الأسماء سلمان، تَ
يامُنًا بالعلامة المميز الشيخ سلمان بن فهد العودة،
والذي يسارع أولادي كلَّ جمعة في ترديد نغمات البراءَة
وكلمات الفِطرة الإنسانية الرائعة والراقية المستوحاة م
ن البرنامج المتميز الحياة كلمة وهي "بحر من الحنين" ثم "بحر من الكلام".
وما أن تطلَّ صورة الشيخ سلمان على الشاشة حتى يتسابقوا
في تقبيل رأس الشيخ وهو في الشاشة،
ولم أعلمْ أن الأيام تخبئ لنا أننا نجتمع مع الشيخ سلمان بالصوت
والصورة ويجتمع مع أولادي يضاحكُهم ويداعبُهم،
بل ويمسك سلمان الصغير ويلتقط معه الصور التذكارية،
بل ويقبِّل أولادي رأس الشيخ في مشهد عيان.
ليس لمثلي أن يعرِّف بالشيخ سلمان العودة،
فسلمان الداعية الكبير، وسلمان الكاتب المرموق،
وسلمان الشاعر المبدع، وسلمان الندوات والمؤتمرات والحضور
الدائم في جميع المحافل الدولية والاجتماعية والأسريَّة؛
فضلا عن برامجه مثل "الحياة كلمة"، و"حجر الزاوية"
اللذين عَبَرا الجزر والمحيطات والشطآن، وفوق ذلك سلمان الإنسان الراقي،
ولله در الدكتور الأديب عائض القرني يوم ردَّد في عزاء
والدتنا الكريمة نورة والدة الشيخ سلمان:
وسرتِ لم تتركي إرثًا سوى رجلٍ مقدَّمٍ في المعالي جود يمناك
أن خلف الراحل المعنون ثروته دنيا الملايين من نقدٍ وأملاك
فأنت خلَّفْتِ شمسًا ليس يحجبُها غيمٌ وأرسلتِ دُرَرًا بين أفلاك
من المعاني الراقية في هذا الشخص الكريم "سلمان"
التواضع من خلال قراءتي لأحد مقالاتِه المعنون بمقالب تدرك
أسرار هذه المعاني الطيبة في قمع الأنانية والكبر والغرور؛
فعندما ركب في السيارة ورأى أولادي ينظرون إليه
استوقف السيارة وأرسل أحد أصدقائِه أن يأتيَه بكتاب، و
أهداني إياهُ بعد أن كتب عليه اسمي واسم زوجتي وأولادي،
فهذا مشهدٌ لن أنساه ما حييتُ، فهنيئًا لهذه السجايا الطَّيِّبَة المباركَة.
خُلق كأن الشمس تحسده على كرم الطباع وزينة الأوصاف
ضمنتْ له الدنيا الثناءَ فكلما ذكروهُ جاد الناس بالإتحاف
الشيخ سلمان يذَكِّرنا بحديث الرسول صلى اله عليه وسلم
كما في الصحيح عندما سألوا السيدة عائشة رضي الله عنها
عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، قالت:
"كان خُلقُه القرآن" فمن بين فهم أخلاق القرآن
لدى الشيخ سلمان معنى الرحمة والإنسانية وفقدان هذه الصفة
ليس مثَلُه إلا كمثل السماء في ظلمة الليل تختلفُ..
إلا النجوم فتضيءُ صفحتَها، وتمرُّ بها الشهب فتلمعُ في أرجائِها،
حتى إذ طلعت الشمس من مشرِقِها مَحَا ضوءُها ضوءَ
جميع تلك النَّيِّرات، فالقلب الإنساني النوراني إذا أشرقتْ عليه
شمسُ الإنسانية وجدت مرتعًا خصيبًا من الأخلاق والتواضع والقِيَم وسموّ الأخلاق.
سميتُه سلمان, لأنه إنسان ريان المشاعر,
متدفِّق الخواطر, يتواضع للصغير والكبير, مرسومةٌ على وجهه لوحةٌ وضَّاءَة
رائعة ناصعة البياض, تدُلُّك على وضوح السريرة وإشراقة القلب الحاني،
نحسَبُه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا.
يملك ابتسامة ساحرةً يستحوذُ بها على قلوب الآخرين،
تَهُزُّ مشاعر الحب وتطرق معاني الودّ،
وربما أيضًا تذكِّرك بأصولِ اللقاء، وهو من الأناس الذين إن لقيتَهم لأول
مرة تعتقد أنك تعرفُهم من سنين عديدة، فبذلك قد تحلَّل الشيخ سلمان
من الرتابة وانفكَّ عن ثقافة "الإتيكيت" المصطنعة،
بل يتَّسم بالعفوية والبساطة المطلَقة, وما يلقاه إلا الذين صبروا,
وما يلقاه إلا ذو حظ عظيم, فهذه السجايا ليس من السهل
على أحد من الناس أن ينالها، ولكن تحتاج إلى تدريب
ومجاهدة حتى تظفر بهذه الأخلاق والقِيم والمبادئ.
تَراهُ كالبدْر والأخلاق زينتُه واللفظُ يأتيكَ من درٍّ وإيمانِ
له ابتسامةُ طهْرٍ لا تفارقُه ولا ترى منه إلا كلَّ إحسَانِ
من المعاني العميقة التي لمستُها في الشيخ سلمان
معنى المعاملة الراقية، أنك يوم تنظر إلى بعض دعاتنا،
ومثقفينا، وأساتذتنا، وأُسرنا، يوم تخلى الكثير منا
عن صفة حسن الظنّ بالآخرين, والإيجابية في قراءة الآخر،
فليس لك أن تحارب أخاك, ولا أن تقاتل من سبَّك وشتمك,
ولكن يجب أن يكون موقفك موقف العادل المنصف والشفيق الرحيم,
وفي اعتقادي أن لفظ الإنسانية لا يزال معذبًا ومغصوبًا ومقهورًا،
ولا يزال فئات من الناس يأكل قويهم ضعيفَهم،
ويغتالُ كبيرهم صغيرهم، ويستبد حاكمهم بمحكومِهم،
بل تلمح أن هناك أناسًا يريدون أن يغرق الجميعُ في بحر من الدماء،
فهذا فاسقٌ، وآخرُ مبتدع، وثالث ضالّ، وتلاحقها رابعة بسفك دماء،
فالدكتور سلمان إنسانٌ يدعو إلى الحفاظ على اللُّحْمة؛
فكل كلمة من كلماته وكل عبارة من عباراته وجميع
ما يستشهد به من المتون في الحقيقة هي متون إنسانية،
وعبارات راقية، تلمس ذلك في خطابه المتميز،
فما أن ترجه رجا وتدعَه هباءً منبثًّا حتى تسمع إلى رنيم
لعبارات المتدفقة الإنسانية، وتتراقص في خلجات الصدور
الكثير من المعاني التي تذعن إلى هذا الذوق الرفيع والمعنى الراقي الجميل.
سميته سلمان؛ لأني رأيتُ جبينه يتلألأ تلألؤ الكواكب من التفاؤل
وقراءة الأمل المشرق، فهذه هي صفات أصحاب النفوس الكبيرة،
فليس في خطابه يأسٌ ولا قنوط وإنما تفاؤل وأمل وإبداع،
إذ هو أستاذ من أساتذة التفاؤل، وطبيب من أطباء الإيجابية،
ومُعلِّم من مُعلِّمي الإبداع، وتاجر من تجار قراءة المستقبل،
وفنان من فناني الروعة والجمال.
وهذه أمارة تفوق، ودلالة سمو وإشراق
على أن الشيخ سلمان ما إن تطرُق بابَ قلبه فتنهال عليك ا
لبسمة والسكن والهدوء والطمأنينة، بعد ذلك تُنصِت لكلامِه
وعباراته التي هي أندى من الطلّ كالماء الزلال إذا دغدغت
مشاعر النفس تحلو بها الأيام وتذهب عن النفس الآلام،
وإذا ارتفع صوته يكونه همامًا مهيبًا، وإذا سكت كان
كالحمل الوديع الذي تقرُّ عينُه بالغيث الهني.
شيخنا سلمان بن فهد العودة، أفتخر بأنني سميتُ ولدي
سلمان على شخصكم الكريم، وأتمنى أن يكون م
ن أمثالكم في المستقبل القريب، وأشكركم على حفاوة اللقاء،
وعلى غرس الخصال الطيبة في أسرتي، والتي ما إن وصلوا
إلى بيتهم فكانت سعادتهم أعظم من سعادة السابحين يتذاكرون
معك كلَّ دقيقة قَضَوْها بصحبتك، فهم جاءُوا من أجلك ولرؤياك
فأصبح الوعر عندهم سهلًا والمرهِقُ هيِّنًا، وحتى الصغير
سلمان ذو الشهرين ارتسم على محيَّاه السعادة والسرور والحبور
وكأن حنينًا بالأمس أصبح حقيقة في اليوم.
جعلك الله ذخرًا لأمتك وحفظ لك ذريتك ومتعك الله بالصحة
والعافية وجمعنا الله بك في الجنان.
| |
|
لميس عضو مميز
رقم العضـــويه : 25 الجنــس : تاريخ التسجيل : 12/12/2009 عدد المساهمات : 1750 نقــــاط : 1266 المزاج : الحمد الله العمر : 36
| موضوع: رد: سميته سلمان.. مقال للشيخ عبدالكريم موسى الثلاثاء 22 يونيو 2010, 2:42 am | |
| ماشاء الله ..
.. تبارك الرحمن
بارك الله لك في الموهوب وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت بره وجعله الله من حملة كتابه العزيز ..وجعله قرن عين لوالديه الكرام | |
|