رابطة المدينة "قبل أن تغرق المدينة"

رابطة المدينة
"قبل أن تغرق المدينة"

المدن وثيقة الصلة بسكانها رقيها من رقيهم وتدهورها مرتبط بتدهور أحوالهم .

ولا يستقيم أن يتخلى الناس المحبون لمدنهم عنها إذ أن ما تنتهي إليه حال المدينة في النهاية من سوء سينعكس عليهم ويؤثر في معيشتهم .

كما أن حسن حال المدينة مظهرا وحقيقة له مردود إيجابي على سكانها ماديا ومعنويا دون أدنى شك .

والواحد منا لا بد وأن يكون له دور في الرقي بمدينته حسب تخصصه واهتماماته وعلى قدر جهده وإمكاناته .

ولكن الدور الفردي المطلوب من كل منا على حدة وعلى الرغم من أهميته إلا أنه غير كاف لتحقيق المستوى المطلوب من الرقي بالمدينة في كافة المجالات الحيوية .

لا بد من تكاثف الجهود ولا بديل عن تنسيقها وتوزيع الأدوار والمهام على كل محب لمدينته راغب في تطويرها يمتلك القدرة في مجال من المجالات المتعددة التي تسهم مجتمعة في الارتقاء بالمدينة .

إن النظرة المتعجلة قد تحكم بتعذر إصلاح أحوال المدينة بعد أن اجتمع عليها ولعقود متطاولة الإهمال وعدم المبالاة مع العبث والفساد غير أن التروي والتمعن ومعرفة أحوال المدن وتقلبها عبر العصور بين الارتقاء والتدهور ، فتارة تكون منارة للعلم ومركزا للإشعاع الحضاري وذات المدينة تقع تحت طائلة التخلف وتغدو وكرا للفساد في أحيان أخرى غير أنها لا تلبث أن تنهض من جديد وترتقي نحو قمم سامقة من الفكر والعلم والأدب والأخلاق بعقول وسواعد أبنائها كان ذلك في التاريخ مشهورا .

وما نتداوله اليوم لا يخرج عن ذلك السعي المتطلع نحو مدينة جميلة نظيفة آمنة سكانها يتمتعون بحياة رغدة ورعاية صحية تلبسهم ثوب العافية وينعمون بالحرية وينالون حظهم من التعليم الجيد الملبي لتطلعاتهم والمتناسب مع احتياجات سوق العمل الناهض .

ولسنا نطاول المستحيل ولن يجد اليأس طريقه إلى قلوبنا ولا نصدق من ينتقص أبناء مدينتنا ، بل هم أقدر على صنع ذلك من غيرهم وفيهم عزم وعندهم صدق ولديهم غيرة فقط يحتاجون إلى ضم جهودهم وتأسيس أعمالهم ومراكمة صوابهم حتى ترتقي مدينتنا .

إن طب الطبيب المواكب للتطور الحاصل في مجاله ، وهندسة المهندس العارف بتأثير العمران على الإنسان ، وعدل القاضي البصير بأن الظلم يدمر المدينة ويهلك أهلها ، وعلم المعلم الذي يغرس بذور المعرفة في نفوس الأجيال ويؤهلهم للبحث والنظر والإبداع ، وفقه الفقيه الراسخ في العلم الشرعي ومعرفة المقاصد المترفق بالناس المعايش لأمالهم وآلامهم

المدرك لعصره المحاور لغيره والمربي للفضيلة في نفوس الناس بالمعروف ، وأدب الأديب اللبيب المرتقي بذوق الناس والمشارك لهم في تطلعاتهم ، ووعي الفنان المنطلق من واقعه المساهم في دفع العجلة نحو الأمام بفنه ، وحرص الشرطي الشجاع الأمين على أمن مدينته واستقرار أوضاعها ، ودأب كل العاملين وتكاثفهم لتأدية أدوارهم بإتقان و تفاني ، وسبق المفكرين والمخططين للزمن لتحديد رؤية مستقبلية طموحة لما ينبغي أن تؤول إليه أحوال المدينة بعد عقد من الزمن وكيفية تحقيق هذه الرؤية من خلال الوعي المجتمعي العميق والعمل المؤسسي الجاد والتغليب الواعي لمصلحة المدينة على المصالح الجزئية عند التعارض ، وأخيرا و ليس آخرا تعاون كل المسؤولين مع كل هؤلاء لتذليل العقبات في طريقهم كي تتحقق أهدافهم ويبلغوا غاياتهم في تناغم بين مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية يردم الهوة الواقعة بين الجهدين ويؤسس لمرحلة من التعاون البناء من أجل مدينة تعيش في القرن الحادي والعشرين تتعايش مع عصرها وتتمسك بقيمها وترتقي بأبنائها .

ولكن من أين نبدأ ؟

أظن أن البداية تكون بتأسيس " رابطة المدينة " الأهلية والتي تحتضن كل أبناء المدينة الراغبين في الارتقاء بالمدينة القادرين على القيام بدور في هذا الارتقاء والمتقبلين لمشروع بناء مدينة راقية يجتمع فيها رقي الإنسان مع جمال العمران .

كيف يتم التأسيس ؟

وما هي القوانين التي تنظمه ؟

وما هي وسائل تحقيق هذه الأفكار ؟

ومن سيتولى إطلاق صافرة البداية ؟

ومتى سينعقد أول اجتماع تأسيسي للرابطة ؟

كل هذه الأسئلة وغيرها تنتظر الإجابة من كل الحريصين على المدينة حتى لا نرى مدينتنا تنحدر –لا قدر الله - إلى عصور ما قبل المدينة وتغرق في التعصب ويضيع فيها حق الضعيف وتنتشر فيها الأمراض ونصبح ونمسي على أخبار المعارك بالحجارة والعصي والسكاكين بين الشباب لأتفه الأسباب ونتعود على الحفر في الشوارع ونتعايش مع غياب مياه الشرب المتكرر ونألف تسرب مياه الصرف الصحي ولا نستهجن البناء بدون مخططات نظرا للتزايد السكاني وتخلف التخطيط العمراني ...

كل ذلك وغيره يعد مظهرا من مظاهر غياب الرؤية لمدينة عربية مسلمة عصرية تعيش في القرن الواحد والعشرين .

عبد القادر محمد

02.08.2010

لافض فوك إستاذ" عبد القادر محمد"بصراحة إسلوب جميل ومنمق ويحوى رسالة مهمة لهذه المدينة تهدف إلي الأصلاح والتطوير في كل شي في النفس وفي العمل وفي النظام الذي
اصبح تسوده الفوضي في هذه المدينة المباركة بإهلها....
ولكن اعتقد بإن المشكلة ليس في إنشاء البطاقات "ولكن المشكلة هو إنشاء هذه الرابطة
فعلا ....وبارك الله فيك
مقال رائع جدا.... ومهم

» لمن تربطنى بهم رابطة لا توصف "اعضاء رررائعون فى منتدى اروع"
» المطبات فى شوارع المدينة
» بـعـدسـة السـلـفـيـوم حـمـلـة نـظـافـة داخـل المدينة