كشف مصدر موثوق بالإدارة العامة لشركة ليبيانا للهاتف المحمول بالعاصمة الليبية طرابلس في حديث خاص للمنارة عن قيام مجموعة من القراصنة 'الهكرز' لم تحدد هُويّاتهم بعد بشكل رسمي ب'اختراق منظومة الشركة عن طريق تشغيلهم لبرامج كمبيوتر معينة وتفعيلها للدخول على منظومة الاتصال بالشركة واقتحامها، مما سبب إرباكا للمنظومة في بعض المدن تمثل في عملية احتساب قيمة المكالمات الهاتفية للمشتركين بخدمات الشركة وتحميل المكالمة الواحدة أكثر مما تتحمله من قيمتها الأصلية'
وقال المصدر نفسه إن هذا الاختراق نتج عنه ما سماه 'استنزاف الرصيد واستهلاكه لدى المشتركين بطريقة غير شرعية' مدللا على كلامه بالقول 'يبدأ الأمر بقيام أحد المشتركين بتعبئة رصيد لهاتفه النقال عن طريق بطاقة الدفع المسبق، ويفاجأ هذا المشترك بعد ذلك بخلو هاتفه من الرصيد بشكل لا يتوقعه، مع أنه لم يُجْرِ مكالمات هاتفية تجعل حساب هاتفه لدى الشركة ينفد،والواقع أن بعض المشتركين ممن تحصلوا على برامج الاختراق هذه يقومون بتشغيلها واستغلالها الاستغلال السيئ'.
ممثّلا لما يقوله'مثلا يتم الاتصال بك عن طريق شخص تعرفه ويظهر اسمه ورقمه بجهاز النقال لديك، في حين أن حساب الرصيد الذي تتم به المكالمة بينكما هو في الواقع قد تمت سرقته من حساب مشترك آخر بالشركة عن طريق هذه البرامج، بمعنى أن يكون الرقم والاسم لمشترك، أما قيمة الاتصال فهي من حساب مشترك آخر'.
وفي السياق نفسه أكد مصدر صحفي مطلع بمدينة بنغازي أن'الأمر لم يقف عند هذا الحد بل إن قائمة المشتركين الموجودة بالمنظومة قد تم التلاعب بها هي أيضا وسرقتها ونشرها في بعض المنتديات والمواقع المنتشرة بشبكة المعلومات العالمية الانترنت وبين بعض المواطنين، مما سبّب العديد من المشاكل الأسرية في المحيط الاجتماعي الليبي،وخصوصا بين الأزواج، وسبب الفوضى والإزعاج للبعض، المتمثلين في استقبال البعض لمكالمات عشوائية لا هدف لها إلا إضاعة الوقت والتحدث في أمور لا طائل من ورائها'.
وأكد المصدر نفسه الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب وصفها بالأمنية ' أن شركة ليبيانا مازالت متكتمة حتى الآن على الخبر ولم تعلنه لمشتركيها سواء عن طريق الرسائل النصية التي تعرض خدماتها بين الفينة والأخرى،أو عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، مما يعد إخلالا بمصداقيتها مع المشتركين لديها' مردفا بالقول ' حيث من المفترض في الشركة أن تتوخى الحيادية والشفافية في طرح مشاكلها للمشتركين وخصوصا المشاكل أو العراقيل التي تعترض منظوماتها'
وقارن المصدر بين هذا التكتم من قبل شركة ليبيانا عما يعترض منظومتها من المشاكل وبين الدعاية التي تروج لها، والتي تتحدث عن تحسن خدماتها وهو ما تعرضه الشركة باستمرار عن طريق الرسائل النصية القصيرة ..
وبحسب المصدر الصحفي فإن بعض المشتركين بمنظومة شركة ليبيانا للهاتف المحمول ونتيجة لهذا الاستنزاف في الأموال الذي طرأ فجأة على اشتراكاتهم لدى الشركة اتجهوا للتعامل مع شركة منافسة أخرى هي شركة المدار، التي تتميز بأسعارها الرخيصة في المكالمات وتوفر التغطية والإشارة في كل الأمكنة مما أكسبها السمعة الحسنة بين مشتركيها.
وقد صرح البعض أنه اتجه فعلا للتعامل مع شركة المدار للاتصالات بديلا عن تعامله السابق مع شركة ليبيانا.
هذا ومن المعروف أن مرتادي المقاهي يُنْصَحُون في حال إجرائهم اتصالا دوليا باستخدام مواقع الاتصال على شبكة الانترنت التي تعد الأرخص والأوفر سعرا مع توفر إمكانية رؤية كل طرف للآخر بوضوح.