السـلام عليكم و رحمة الله و بركاته
.. مرحباً بكن في أول قصة رمزيـة أكتبها
و هي واقعيـة..
..
كثيرة هي المـواقف التـي تمـر في حيـاتنا.. تكـون مـوجة تشـق بحـار سطـورها..
فتغيـر شكلهـا..إمـا إلى الأحسـن أو إلـى الأسـوأ..
غيـر أن كـل موقف هـو رسـالة لنـا..
و مهما تشـابهت المـوقف..تختـلف رسـائله لكـل فـردِ فينـا..
وتتـابع السطـور..
تسـاقط الثـلج..وكـانت السمـاء مظلمـة..
غيـر أن ذلك الـوقت لم يكـن الليـل..
بل كـان الفجـر..
مسـدلاً ستـائره على الكـون الفسيح..
وفـي بقعـة مـا منـه..
دقـت السـاعة معـلنة عـن قـدوم وقتٍ مـا,وارتفع بصـرٌ لـرؤيته..
لـم يعـلم ذلك القلـب,لم نبض بقـوة,وتفـاجأ ذلك البصـر بتـوجه القـدميـن نحـو نافـذة الحجـرة,وما هي إلا ثـوانِ حتـى فتحت الستائر بخفـة ,سامحـة لألـوان الفجـر أن تلـون الغـرفة..
- كم كانت أياماً طـويلة..حينمـا كنت أنـامك..و أنسـى الاستيقـاظ فيكِ, إلا أيـام الـدراسـة,وفي العطـل هجـرتك,إلا أنك كل يومِ تحمـل لي معنـىً جـديداً,كمـا لو أنك بطـاقة لطيفـة في كل صفحـات من دفتـر أيامي..
وسـرحت أمل ببصرها إلى ذلك الأمـد البعيـد , لم يكـن بعيـداً بالفعـل,إنمـا كانت 6 سنيـن وكأنهـا 6 دهـور, فشتـان ما بينها وبيـن اليـوم..
قـرأت في سطـور ذكرياتها المكتـوبة بقـلم السعـادة التي خالته كذلك,فابتـاعته سلعة رخيصـة,فكـان أن لـوث أيـامهـا,وأحـال جنتها المنشـودة ناراً.
أغـرقها في الملـذات, فصـارت تتنقـل من معصيـة لأخـرى,من كذب إلى غيبـة,إلى نميمـة,إلى تكبـر, فصـارت لا تـؤدي كل الصـلوات,وتطـلق العنـان لمـزمار الشيطـان,ليشنف أسمـاعها,ولم تلجأ إليه إلا في آخـر فتـرة,ليصيـر مخـدراً ينسيهـا التـوتر الذي كانت تعـاني منه أحياناً بسبب سوء درجاتهـا, إلا أنها لم تأخـذ منه لـذتها المنشـودة,فكلما أرادت سمـاع أي من الأغـاني دق في رأسها هاجس المـوت على تلك الحالة –والعيـاذ بالله-,واستمـر الأمر, وازداد كلما سمعت أغنية.
ولكنهـا لم تفكـر يوماً بالتـوبة,ولم تفكـر بالتـوقف.
وازداد تساقط الثلج,وانهمـر المطـر,لتغـرق أمل في تفكيـرها أكثر.
إنها ترى نفسها,غافلة عن الحـرب التي كانت فيهـا بـلادها,غـافلة عن الدمـاء التي تراق كل يوم, غافلة عن بكاء الأرض , التي تروى دمـاء أبنائها.
أنسيـت أم تـراها تناست كل ذلك؟..أنسيت أن دعـوة قلب خاشع قد تفك بلاء الكثيـرين,
غيـر أن آثامها صارت زجاجاً ثقيلاً غشـا عينيها,فلم تعـد تبصـر,وعـرف الكبـر طريقه إلى قلبها.
فكانت تتكاسل عـن الـدواء لقلبها,وكلما خطـر لها أن تصلي ركعتين أو أن تقرأ القـرآن الذي لا تعرفه سوى في رمضـان,غير أنها لم تتـوانى قط عـن ترديد أغنية بينها وبين نفسها,وهذا كان ديدنها كل يوم.
فلم يعـد للقرب من ربها أي كلمات في قاموسها..
إلا أن ربها شـاء لها أن تـؤوب يوماً,وأن تعـود لدربهـا.
دوى البـرق,ودوى صـوت الرصـاص في قلب أمـل.
في ذلك اليوم خـرجت مع منـال صديقتها وتمشتـا على المـروج,كان وجـه منـال منيراً كقلبها الأبيض, يتـوجها حجـابها, بينما كان التـوتر والخـوف من سـوء الخاتمـة يعصف بأمـل,كانت كطفل لا يـدري ماذا يفعـل والسيـارة قـادمة لتدهسـه,كيف لا وهي لا تعرف معنى التـوبة؟..
وازدادت نبضات قلب أمل,وأحست بالخـوف من قـادم مسـرع مجهـول,ولطـالما صـدق حـدسها.
ينبض قلب أمل, وينبض الرصـاص في قلب ذاك المسـدس,كلما تسارعت خطـوات حاملـه, وكأنها تنـتظر أمراً من اليـد القاسيـة للعـدو بالانطـلاق نحـو ضحيتها, وارتسمـت في تلك العينان القاسيتـان صـورة أمل ومنـال, ومن حـولهما من الأطفـال, والـورود مـن حولهم, وكأنها تـريد أن تشاركهم سعـادتهم,رأت الجنـدي فلم تستطع الصـراخ لتحـذيرهم,وهي ترى ما تـراه..
-حمقـى , يوماً ما سنمتلك هـذا الوطـن,سيصيـر ملكاً لنا, وأنتم ستغـادرون إلى غير رجعـة,فهـذه البثينـة ليست لكم , بل إنها لنا.
أواه! ما أقسـاه مـن جنـدي, لقـد غطـى قلبـه جليـد الحقـد, وسـرت دمـاء الكـره في تلك اليـدان متـدفقة إلى تلك العـروق البـاردة.
تهـامست الرصاصات فيما بينها حيـن رأت نفسها تـرتفع,وما لبث الهمس أن تحـول إلى صـراخ:- لا نـريد أن نكـون سكيناً يطعـن البراءة التي حلمنا بأن نـذود عنها يوماً,لا".