مأساة البيضاء مع التطوير الدكتور الأخضر والجبل الأشهب

إننا اخترنا هذا العنوان لمأساة قادها الدكتور احمد ادويب الأخضر الذي كنا نتمنى إن يكون قدومه للجبل الأخضر فاتحة خير على هذا الجبل التعيس الذي تحول نتيجة لجهل المواطنين وإهمال الدولة والمشاريع العشوائية التي لم تحافظ على البيئة فيه إلى جبل أشهب فالجبل الأخضر لم يعد اخضرا والدكتور الأخضر لم يكن قدومه إلى هذا الجبل اخضرا بل حضور أشهب كالجبل فهو قدوم رمادي لم يجن منه الجبل إلا الغموض والمصائب التي أصبحت تنهال على السكان كالصواعق وعلى الجبل كالهشيم.

فقد صفق لقدومه المتفائلون وندب له المتشائمون، فقال المتفائلون بان هذا الأخضر هو فأل حسن على هذا الجبل لأنه مدعوم من الدكتور سيف الإسلام وسوف يرجع الجبل الأخضر كما كان أو يوقفه على حاله في أسوأ الأحوال. أما المتشائمون فقد ندبوا كثيرا لهذا الأشهب لأنهم كانوا يرونه أشهبا غير واضح المعالم جاء من عالم اخر من أزقة باريس فلم ينه الأخضر اجتماعه إلا وظهر علينا الأصفر (الكترابيلر) من منطقة الوسيطة بحجة التطوير وحماية الجبل الأخضر والآثار، وبدل أن يهتم الأخضر بالغابات التي تلتهمها النيران وتغزوها الآفات والآثار التي تدمر و تباع وسط النهار أصبح شغله الشاغل إيقاف البناء في مخططات وسط المدينة او ضواحيها بحجة أنها مناطق طبيعية محمية من المنظمة العالمية للبيئة وأوقف كل توسع لهذه الشعبية فالارتفاع أكثر من ثلاث ادوار محظور والمخططات الجديدة ممنوعة وبدأ يزورنا كل صيف، فحوّل صيف الجبل إلى اسود، وما أن نخرج من الشتاء القارص حتى نلتقي في أعقبة الوسيطة مع همر الأخضر وخرائط تطويره الذي لم ير النور منذ عام 2007.

فالأخضر يذهب ليتنزة في فرنسا والصين ونحن ننتظر تطوير الأخضر وإعلانه المعطل فجمدت المخططات وأوقف الإسكان العام وأوقفت الطرق في انتظار هذا العبقري القادم من الفضاء ليهندس جبل المختار فانتظر المتفائلون أشهرا ليروا ماذا سيفعل الأخضر، أما المتشائمون فقد أعدوا العدة للهجرة إلى مصر واخذوا يجمعون القرش الأبيض لليوم الأسود.

جاء الصيف القادم وكل شيء معطل. ضاع على الشعبية 5500 وحدة سكنية حصتها من مال الدولة الليبية، 22 مدرسة نموذجية، ثمان مركبات جامعة لجامعة عمر المختار وأوقف مشروع مزدوج طريق الموت (البيضاء - الكوف) جميع المركبات الادارية، مستشفى مجمع البيضاء الصحي، البنية التحتية للبيضاء وجميع مدن الشعبية، الغي مشروع الشركات الايطالية لصيانة الآثار الليبية، زحف الناس على ما تبقى من أراضي زراعية نظرا لطول الانتظار وانكب على الجبل الانتهازيون من كل مكان ليشتروا الغابة ويحولوها إلى منتجعات منهم من نعرفهم ونعرف مصدر رزقهم ومنهم المجهولون الذين لا نعرفهم ولا نعرف أهدافهم فلا يعقل أن يشتري شخص مرتفع جبلي جاهد فيه الآباء والأجداد بما سرقه من المال العام ويسجله في التوثيق العقاري ويطبق عليه بسور او سياج ويحرمنا حتى من المرور أمامه بل منهم من قطع حتى الطريق العام. حدث كل هذا لان الجميع ينتظر رأي الأخضر.

كان مطلع صيف 2008 بداية ثورة الحجارة في الجبل فقد جاء الأخضر ومعه الأصفر في مساء مشؤوم حيث نهض الناس على صوت الأصفر فخرجوا عن بكرة أبيهم يستقبلونه بالحجارة وخرجت النساء يزغرتن وعلى أصوات الرصاص من الحرس الأشهب ورد الجمهور بالتكبير وانهزمت ارتال الأخضر وانحاز من منهم من الجبل إلى أبنائه وبدأت مطاردة في ربوع الجبل عن كل من هو أشهب شاركت فيها النساء والأطفال بكل وسائل النقل بل استخدمت حتى الخيل والحمير وهرب الأخضر على حمار أشهب إلى مطار الابرق وترك ارتاله تتخبط.

تغيرت أمور الدولة وغير نقاص الأخضر وجلب المعتوق الأبتر وانتظره سكان الأشهب لينقذهم من هم الأخضر، وجاء للاجتماع مع أحفاد المختار لتطوير جباله لتتلاءم مع العولمة وانتظر الناس المهندس الأمهر الا انه تجاهل واستكبر فضرب ضربا مبرحا وهرب ولحق بالأخضر، واخذ يكيد من مكتبه العاجي لهذا الجبل بعيونه الساهرة مثل محمد صالح وتوفيق وغيرهم، ولا يزال يتوعد بحرمان الجبل من أي سكن.

جاء صيف 2009 وكان هو الصيف الأسود على سكان الجبل الأشهب ففيه تحول ليل الجبل إلى ليل اسود لان سكان الأشهب حرم عليهم حتى التنزه خوفا من اصفر الأخضر المطمور في غابات الجبل الأخضر.

هذا ما جناه علينا مجي الأخضر مدن مجمدة وقرى مهملة ولا حل في الأفق إلا مخطط الحمري ذو الشتاء الأسود المتعثر. فأين هم المزمزكون لقدوم الأخضر الذي أصبح شماعة لكل الفاشلين واللصوص من مسئولي شعبية الجبل الأخضر؟ وما هو مصير آلاف الأسر التي تنتظر عدالة دولة القانون التي ينظر لها الأخضر؟.

صيف 2010 صيف رمادي على سكان الجبل الأشم ثلاث سنوات من مشاريع الأخضر واجتماعات مجلسه والنتيجة صفر. تهديد مستمر بالتهجير إلى الحمري في 2025م. 28.000 طالب سكن وكل ما تمخض عنه مشروع الأخضر 220 شقه في وادي البرد واستكمال 600 وحدة سكنية بدأ البناء فيها منذ عشر سنوات مخصومة من مخصصات الشعبية 1999 والفضل فيها لجمعية الهناء الخيرية، والله اكبر على مجيء الدكتور الأسود للجبل الأشهب.

ساكن منزل مهدد بالإزالة عام 2025 نتيجة لإبداعات الدكتور الأخضر

ماشالله الله ايبشرك