لاتبكى!!! الرجال لا يبكون

(لاتبكى فالرجال لا يبكون) مازالت هذه العبارة عالقة فى ذاكرته,,,وما زالت رغبته فى البكاء قائمة تلح عليه فى كل الاوقات حتى اصبحت هاجساً,,فمنذ طفولته المبكرة واباه يزجره كلما ضربه احد اولاد الجيران او رسب فى احدى الامتحانات:0الرجال لا يبكون),,, هرب يوما من والده واختبأ فى حجرة امه ليبكى دون رقيب ,,لينزل تلك الدموع العالقة فى مقلتية منذُ سنوات فأكتشفت امه امره ونهرته بشدة( لاتبكى,, الرجال لا يبكون).
مرت السنوات وتلك الرغبة فى غسل قلبه بالبكاء لازالت عالقة به,, بل استطيع ان اذهب بعيدا فى تصورى واقول ان احد احلام حياته هى البكاء وبصوت عال وعلى الملاء.
(حتما سيموت ابى وامى يوما وابكى وانزل تلك الدموع العالقة فى مقلتاى) هكذا كان يحدث نفسه,, تذكر يوما انه اراد ان يستعطف اباه ليسمح له بالبكاء فسأل والده: ابى هل الاباء يبكون ,فقال له اباه: عيب الاباء لايبكون,, فقال لابيه اذن الاباء رجال والرجال لا يبكون
مرت السنون وهاوهى فرصته بالبكاء تتحقق : اخيرا لقد مات ابيه وهم بالبكاء , زجره عمه وخاله : انت الان رجل البيت والرجال لايبكون,,,وئد تلك الرغبة الجموح فى البكاء لمناسبة اخرى ربما عندما تموت امه سيبكى دون رقيب,
يبلغ به الزمن سن الزواج وتبحث له امه عن زوجه جميلة وديعة وهكذا يعيش احلى سنوات عمره ولكنه لم ولن ينسى ذلك الحلم وهو ان يبكى ويطلق العنان لدموعة المحبوسة فى عينيه امداً بعيداً.
انجبت له زوجته طفلا جميلا ,,فرحت امه وسكبت دموعها فرحاً اما هو فلا يستطيع ان يعبر عن فرحته بالبكاء فهو يعرف سلفاً : ان الرجال لا يبكون),,,كبر ابنه وكبرت امه واصبحت عجوزا تعارك الموت يومابعد يوما حتى انتصر ذلك الموت اللعين وخطف امه من بين يديه,,,ها قد حانت لحظة البكاء ,لحظة ان يسكب دموعه على خديه كباقى خلق الله
. وفى ركن هادى من خيمه المعزيين اراد ان يبكى فجاءه صوت ابنه من خلفه:ابى لا تبكى, فالرجال لايبكون)

ان دمعة الرجل صعبة في مفهوم غالبية الناس


لكن كون الرّجل يخفي دموعه اعتقد ان لها ميزة واحدة.. وهي انك اذا رايت رجلًا يبكي تعلم مباشرة ان ما وراء هذه الدموع شيء عظيم وان هذه الدموع سالت لاجل شيء يستحق


..وقد وصف محمد بوسته بكاء الرجال ..
(وأن ريت زاد دمع الرجاجيل=نسمر بـه يحـرك دفينـى نبقى نحوس ونحط ونشيـل=ومعا كـل قولـت جنينـى أندير فيك يـا قلبـى دليـل=والقيتـك تريـد تعميـنـى ..)

مشكوره اخت فتحيه على القصه الرائعه

تقبلى مرورى

احسن شى يبكى بروحا وما يخلى حد ايشوفا

والله البكاء ليس عيبيا

اشكركم اخوتى على مروركم على ما كتبت,,, بنت العز وزهرة القلوب وشاهين برقة واقول لك ياريت قصيدة (بوسته) تدرجها فى قسم الشعر الشعبى حتى اقرأها واكتبها فأنا اسمع بهذا الشاعر كثيرا فى اجدابيا ولديه معجبين كثيرون وأولهم امى الغالية التى ستكون فى قمه بهجتها لو اسمعتها شعر لهو.
ودمتم اخوه لى

انتم هم المميزون رواد السلفيوم المحترمون.
اشكرك على مرورك وهذا حافز لى للكتابة ,,امنى نفسى بأن يكون لىشأنا فى مجال الكتابة

إختي لتدركي إنني قرأت هذه المشاركة ثلاث مرات.....
بصراحة قصة في قمة الروعة
الرجال لايبكون
روعة من روائع الاستاذة فتحية
لاتبخلي علينا في انتضار القادم
والأجمل والأروع
علي فكرة لك هذا الاعتراف
اشكرك لإنك جعلتني ابكي
انا في افضل حال والفضل
يرجع لك ولهذه المشاركه....

الى الاستاذ الورفلى:((لا ابكى الله لك عين))...انت تشكرنى لان قصتى جعلتك تبكى !!,انا ياسيدى بكيتُ يوما لان قصصى جعلتنى انا ايضاً ابكى لانها ُحرمت من النشر فى احدى صحفنا لاننى انا من يكتبها,,, بكيتُ على تلك الوريقات المكتوبه بمداد ذاكرة طفلة ووجدان امرأة بريئة حتى خاننى القلم وتصحرت موهبتى نعم اجتاحها الجدب والقحط,,,فالتصحر لايغزو بلادنا فحسب بل يغزو عقولنا وعواطفنا فيجعلها هباء بلقعا.
اجدد شكرى لك اخى المحترم

شكرا لك فتحيتنا لاتاحتك لنا فرصة التعرف على قلم جبار كلماته قليلة ولكنها فعالة واثرها


اعظم كلنا معك ونشد على يدك لتتمسك بالقلم مهما جف حبره على الورق سياتى يوم وتقرا



وها هو اليوم تقرا لييس من الضرورى ان يقرا الملايين لتعرف انك كاتب ولكن الضرورى ان يقرا


واحدا ليخرج بمغزا يفيده تقبلى تحياتى بفائق ودى وتقديرى واحترامى لشخصك من خلال


قلمك ..