الذبابة وأنا وأنت .. درس فى التعامل مع تحديات الحياة ... !!

ارتفع ذلك الأزيز المميز للذباب فوق رأسى، فرفعت رأسى لأنظر إلى ذبابة كبيرة الحجم من ذلك النوع الذى يخيف زوجتى. لا أدرى لماذا تصر النساء على أن النحل والذباب من الكائنات المؤذية، على الرغم من أننى تعلمتُ منهما الكثير .. فى بعض مزارع (خلايا) النحل يخبرك المتخصصون أن من إحدى طرق العلاج الطبية لمرض الروماتيزم هو التعرض لبعض القرصات من النحل.
كنت فى ذلك الحين جالساً فى الحمام، ولم أًفاجأ بمرأى الذبابة فقد كانت تحوم فوق رأس زوجتى منذ دقائق قبل أن أدخل الحمام .. وهى الآن تحوم حول رأسى فى هذا المكان المغلق.
نهضت بهمة وقد عزمت على قتل الذبابة والفوز برضا زوجتى .. تُرى ماذا ستقول لى عندما أخبرها بأننى قتلت الذبابة التى كانت تخيفها؟
أمسكت بمنشفة صغيرة الحجم .. وبدأتُ المعركة ..
كانت اللعينة ذكية على خلاف عادة الذباب .. فكانت تقف على اللمبة الفلورسنت التى تضىء الحمام .. ربما هى عادة الذباب فى الالتصاق بالأضواء ولكننى بالطبع لن أضربها وهى على اللمبة حتى لا تسقط – اللمبة – على رأسى..
ظللتُ أناوشها وأطاردها حتى غادرت مكمنها والتصقت فى زاوية الحائط العلوية .. وبضربة سريعة مركزة من المنشفة .. طاااااااااااخ .. سقطت على الأرض.
شعرت بمتعة النصر تسرى فى أوصالى وهممت بالصراخ فرحاً ..
لم تكن ميتة وإنما أصابها بعض الدوار فحسب .. أخذت بعض الماء وسكبته عليها أبغى طردها إلى فتحة الصرف ، ولكنها – اللعينة – ما إن لمسها الماء حتى أفاقت ونهضت طائرة فى فراغ الحمام مرة أخرى لتستفزنى أكثر وأكثر.
نظرت إليها مرة أخرى أتابع حركتها .. ولكن بهدوء وتركيز أشد هذه المرة ..
اختبأت الذبابة خلف السخان .. طاردتها حتى خرجت .. كمنت الذبابة فى زاوية الحائط بعيداً عنى .. أزعجتها حتى غيرت مكانها .. وأخيراً استقرت الذبابة على السخان .. شعرت بلذة قرب النصر تسرى فى جسدى، ورفعت المنشفة بحذر وهدوء حتى لا أستفزها فتتحرك من هذا المكان المتميز للقنص .. وهويتُ مرة واحدة سريعة بالمنشفة الخفيفة … طاااااااااخ .. أصبتها .. وسقطت على الأرض، لا أدرى إن كان بها الدوار أم ماتت ولكنى كنتُ قد تعلمت .. لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين .. سحقتها بقدمى وسكبت عليها بعض الماء حتى سقطت فى فتحة الصرف ..
وخرجت بكل زهو لأخبر زوجتى – بسعادة – أنى قد قتلت الذبابة التى تخشاها فصاحت فى سعادة وفخر: أنا متزوجة من أسد جاسور.
تملكنى الفخر، فرحت أتبختر فى سيرى أمامها ..
هذه كانت معركتى مع الذبابة ..
وهذه هى فرصة النجاح فى الحياة ..
عندما تأتى إليك يجب عليك أن تقتنصها .. تقتنصها بحزم وجدية ولا تتهاون معها، ولا تسارع فى الاحتفال بالنصر والتقاعص عن إكمال المهمة، فربما تنقلب عليك النتيجة على خلاف ما أنت متوقع .. (ولكنها – اللعينة – ما إن لمسها الماء حتى أفاقت ونهضت طائرة فى فراغ الحمام مرة أخرى لتستفزنى أكثر وأكثر)..
إذا فشلت مرة فلا تيأس، وعاود المحاولة مرة أخرى ولكن بجدية وحماس(نظرت إليها مرة أخرى أتابع حركتها .. ولكن بهدوء وتركيز أشد هذه المرة ..)، وتعلم من أخطاءك السابقة فلا تكررها (وسقطت على الأرض، لا أدرى إن كان بها الدوار أم ماتت ولكنى كنتُ قد تعلمت .. لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين .. سحقتها بقدمى وسكبت عليها بعض الماء حتى سقطت فى فتحة الصرف ..) فالأخطاء المتكررة وإن كانت دليل على الفشل، فهى أيضاً تضيع الكثير من الوقت، أولى بك أن تستغله فى تنمية قدراتك.
وعند الانتهاء والنجاح لا تنس تقدير ذاتك والاحتفال بإنجازك وإخبار من يهمهم أمرك وتحب سماع كلمات الإطراء منهم(وخرجت بكل زهو لأخبر زوجتى – بسعادة – أنى قد قتلت الذبابة التى تخشاها فصاحت فى سعادة وفخر: أنا متزوجة من أسد جاسور).
تجربة الذبابة من أنجح التجارب التى مرت علىّ فى حياتى .. فقد تعلمت منها الكثير ومازلت أتعلم ..
تجربة الذبابة ليست قصة تافهة، بل هى تجربة تأمل تتطلب منك البحث عن الحلول فى العقبات التى تقابلك فى طريق النجاح ..
وربما تكون هذه هى بدايتى وبدايتك ..

باهى والله كان ترضيكن غير قتلت ذبابه !!!!

خوذن أسود جسورين كل يوم عشره والا حتى عشرين

لكن ........ !!! شكرا ايتها الرائعه على

القصه ..............

روعةوالله فيها عبرة وعبره ممتازة
وان كانت معركة مع ذبابة قد تكون اصعب من الصراع مع اسد
هلي

هلى ... منورة عالمرور المتميز

المخضرم ... مش ملاحظ ان هالقصة موجهة لكم ...

يعنى انتم ما تاخذوش دور الاسود و تحاربوا اضعف خلق الله (( الذباب ))

» ذكرياتي وأنا طالب....
» أنا وأنت يلا شاركوني
» كل عـــــــــام وأنت بخير يا ناااااااااااااااااااااصر ......