أندرس فوغ راسموسن لقناة ليبيا: مسار ليبيا إلى المستقبل

أندرس فوغ راسموسن

إن الصراع الليبي هو قتال من أجل المستقبل – مستقبلكم. فمن جهة، يحاول القذافي ونظامه إبقاء ليبيا مجمدة في 40 عام من

الماضي. ومن جهة أخرى، يناضل الشعب الليبي من أجل مستقبل جديد – مستقبل مبني على الحرية لا على الخوف؛ على

الفرص لا على القمع، على إرادة الكثيرين وليس على نزوات قلة قليلة. هذا هو المستقبل الذي يرغب الناتو والمجتمع الدولي

في رؤيته وهو المستقبل الذي تستحقونه.

كيف يمكن لنا الوصول إلى ذلك المستقبل؟

دعوني أؤكد لكم بأن الناتو يلعب دوره. إن هذا الحلف تولى السيطرة على العمليات بصورة عامة لمدة تقارب أربعة أشهر،

والشعب الليبي هو أعلم العالمين بما أنجزناه.

إن مهمتنا، بموجب التفويض التاريخي من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هي استخدام كل السبل الضرورية لمنع الهجوم

على المدنيين وتهديدهم. وسوف يستمر الناتو في أداء تلك المهمة طالما كانت هناك حاجة لذلك: إلى أن تتوقف كل الهجمات

والتهديدات الموجهة ضد المدنيين وتعود جميع قوات القذافي والمرتزقة إلى قواعدها وتتوفر إمكانية أيصال المساعدات الإنسانية

بصورة تامة وآمنة دون معوقات لمن يحتاج لها.

سوف ننجز تلك المهمة مهما كان الزمان والمكان التي تتجسد وتأتي منه التهديدات. حيث أنه لا يوجد على الإطلاق وقت غير

ملائم لحماية أرواح الأبرياء.

وفي ذات الوقت، من المهم أن نشدد على ما لا يقوم به الناتو من أعمال. فنحن لا نستهدف البنى التحتية المدنية ولا نُعّرض

أرواح المدنيين المسالمين للخطر. وكما يُبّين سجلنا، نحن نؤدي مهمتنا بأقصى درجة من العناية والدقة – على خلاف ما تقوم

به قوات القذافي التي استخدمت الدروع البشرية وأطلقت النيران من المساجد ووضعت الخابيات إلى جانب ملاعب الأطفال.

نحن نقوم بعملنا. إنه جزء من مجهود أكبر، يشارك فيه المجتمع الدولي لدعم الشعب الليبي. إننا جميعاً نعلم بأنه ليس هناك حل

عسكري بحت لهذا الصراع. فالحل النهائي هو حل سياسي. وبينما يقوم الناتو بدعم الجهود المبذولة لإيجاد مثل هذا الحل، تلعب

كل من الأمم المتحدة ومجموعة الإتصال الدوراً الأساس.

لقد شاركت في الأسبوع الماضي، في اجتماع مجموعة الاتصال، في اسطنبول. وقد أظهر الإاجتماع إصرار وعزم المجتمع

الدولي على التحدث بصوت واحد. فقد مدحت مجموعة الإتصال إجراء الناتو الناجع والفعّال واتفقت على المبادئ العريضة التي

يجب أن توّجه عملية الإنتقال إلى ليبيا جديدة. كم أعادت التوكيد على إلتزامها القوي بسيادة واستقلالية ليبيا وسلامة أراضيها

ووحدتها الوطنية.

وكذلك أخذت مجموعة الإتصال علماً بأن نظام القذافي لم يعد السلطة الشرعية في ليبيا وأنه يجب على القذافي وبعض من أفراد

عائلته الرحيل. وإلى حين تأسيس سلطة حكم مؤقتة، تم الاتفاق على التعامل مع المجلس الوطني الإنتقالي على أنه السلطة

الشرعية الحاكمة في ليبيا.

منذ بضعة أيام مضت، أتى إلى مقر الناتو في بروكسل الدكتور محمود جبريل من المجلس الوطني الإنتقالي ليلتقي والحلفاء

والدول الشريكة في عملية الحامي المؤحد. وقام بتقديم عرض لخطط المجلس الوطني الإنتقالي لعملية الانتقال إلى ليبيا جديدة،

ملتزمة بالديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.

إن المجلس الوطني الإنتقالي بالفعل يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة للحاضر والمستقبل. مسؤولية انتقال ليبيا إلى الديمقراطية

والحرية بصورة سلسلة وشمولية لكي تبقى البلاد موحدة ويتم بناء المستقبل ليس على أساس العنف والإنتقام بل على أساس

السلام والمصالحة.

إن القذافي سيرحل – فالمسألة هي مسألة وقت والوقت ليس حليفه. وعندما يرحل سيدير المجلس الوطني الإنتقالي تلك العملية

الإنتقالية وسوف يقوم المجتمع الدولي بتقديم الدعم له. أنا لا أتصور بأن الناتو سيلعب دوراً قيادياً في تلك العملية حيث ستضطلع

الأمم المتحدة بهذا الدور. ولكن إن طلب منا ذلك، يمكن لنا تقديم الدعم. إن العديد من حلفائنا لديهم تجربة وخبرة في مجال

التحول من نظام دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي وفي إصلاح قطاع الأمن بعد الثورات التي خاضوها. فمن الممكن أن تقاسم تلك

التجربة مع الشعب الليبي والأمم الأخرى التي هبت بشجاعة في ربيع الثورات العربي.

إن مستقبل ليبيا مِلك للشعب الليبي والطريق نحو المستقبل ليس بالسهل ولكنكم لستوا وحدكم. إن الناتو يقوم بتنفيذ التفويض

لحمايتكم من الاعتداء والهجوم. ويدعمكم المجتمع الدولي في مساعيكم من أجل عملية إنتقال حقيقية. ونحن جميعاً نتطلع إلى

رؤية تكوين ليبيا جديدة – بلد حر يتمتع بالعدل والسلام.

مشكور اخي علي نقلك للخبر
وبارك الله في مجهوداتك الطيبة

» ... راسموسن .... حظر السلاح في ليبيا ما زال قيد التنفيذ ...
» العرب أون لاين | ليبيا | ليبيا سعت لاستجواب شكري غانم قبل غرقه
» يحدث فقط في ليبيا .. فيديو مواهب مرور المراسم فى ليبيا