هل تثق في الله

لم يقف متكاسلاً .... و لم يشعر بالإرهاق أثناء الليل .....
فهو يمتلك القوة و الذكاء ؛؛
نهض من فراشه تقدم بقامته الطويلة إلى الباب ففتحه بقبضته القوية ، و هو يقول : توكلت على نفسي .. ( لسان حاله يقول ) .
فهو متسلق جبال قد قهر العديد من الجبال الراسخة فوقف على قمتها معلناً أنها تحت أقدامه لا تستطيع حتى الحراك ...
و في هذا اليوم أعلن لنفسه بأنه سيمضى لهزيمة جبل آخر .
و بعد أن اعد عدته من الحبال و الأدوات الأخرى انطلق إلى ذلك الجبل .
لم يرفع رأسه ليرى قمته فهو متأكد من انه سينظر للأسفل من على صهوة الجبل .
ضرب الجبل بمطرقة الصعود و اخذ يعلو و يعلو و إن كان يعتقد بأنه تأخر قليلا و لكنه سينجز مهمته بسرعة .
و أثناء صعوده بداء الليل يتسلل من بين يدي النهار ليعلن بعد قليل عن قدومه الغير مرحب به الآن .
إلا انه استمر في الصعود إلى أن غطى الليل أسفل الجبل قبل أعلاه . اخذ ذلك المتسلق يحاول الإسراع ....
و لكن فجاءه سقط من على الجبل و اخذ يهوي في ذلك البعد السحيق و ينتظر ارتطامه بالأرض .
لم يفكر في هذه الإثناء باللجوء إلى الله لأنها كانت لحظات بسيطة . و أثناء ذلك السقوط شعر بان الحبل التفت حوله فلم تتم السقطة .
و بعد لحظات من الاستغراب وجد نفسه في ذلك الظلام معلق بين السماء و الأرض .
فلقد تمسك بأحد الحبال التي كان يستعملها للصعود .
حاول تسلق الحبل و لكن قواه كانت منهكة
حاول استعمال ذكاءه لكن الصدمة أفقدته صوابه .
و خلال تلكم المحاولات تذكر من لا يُنسى تذكر الله
حاول أن ينساه ثانيةً لكنه لم يستطع رفع وجهه إلى السماء و قال بصوت منخفض يا الله ...
لبيـــك عبدي .
قال من يكلمني اعتقد بأنه احد متسلقي الجبال و اخذ يصرخ فلم يجبه احد عاود مقالته قائلا يا الله فسمع صوتاً واضحاً يقول :
لبيك عبدي
قال يا الله أنقذني فأنا أثق بك لقد كان كلامه عكس ما كان يعتقد
و لكن الله قال له عبدي إن كنت تثق بي فاقطع الحبل
ازداد ذاك المتسلق تشبثاً بالحبل كيف و هو من أثق به في النجاة
عبدي إن كنت تثق بي فاقطع الحبل
لا لا أنا اثق بالحبل أما انت ..............
في صباح اليوم التالي المشرق بالشمس الضاحكة مر بعض متسلقي الجبال فوجدوا ذلك الجسم الضخم المتعلق بالحبل و المتصلب من البرد و قد فارقته الحياة و بينه و بين الأرض ثلاثة أمتار وقف الجميع حوله قال احدهم :
لو قطع الحبل لنجى ....... و اقول لو وثق بالله لنجى

( قصة رمزية والفكرة منقولة من كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة - كريم الشاذلي )

ياعمدة تألق وروعة فيما تخطه اناملك
بوركت تلك الانامل مبدعة كيفما كانت بالنقل او بالكتابة الاصيلة

التألق رفيقك دائماً يا عمدة

دمت بود

{سبحان من جعل قلوب العارفين أوعية الذكر وقلوب
اهل الدنيا أوعية الطمع
وقلوب الزاهدين أوعيةالتوكل
وقلوب الفقراء اوعية
القناعة وقلوب المتوكلين اوعية
الرضا اللهم فاملأ قلوبنا بذكرك
وطاعتك وخشيتك"}
سبحان الله الراحمن الرحيم
جزاك الله خيرا...