المنارة – 28-12-2009
· وزارة الزراعة تفرض سرية تامة علي الخطر القادم
· ومسئول كبير يتساءل: كيف علمتم؟!
· الإصلاح الزراعي: الآفة تأكل فدان الطماطم في يومين
· والمبيدات بمصر لاتقضي عليها
· فرق مصرية تسابق الزمن في إسبانيا للمكافحة
· وفحص الطماطم القادمة من ليبيا
اخترق الأهرام المسائي حدود السرية التي تفرضها وزارة الزراعة علي الآفة التي وصفها مسئول كبير بالوزارة بالقاتلة وتدعي توتا ابسلوتا وقد دمرت جميع الزراعات بالاراضي الاسبانية والليبية واكتفت الوزارة بورشة عمل لايجاد حلول لمواجهة الحشرة وتسجيل نوع المبيد المقاوم لها. تحدثنا إلي الدكتور صلاح سليمان نائب رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة حول حقيقة هذه الآفة فأجاب بتساؤل: كيف علمتم ذلك والوزارة تفرض سياجا من السرية والتعتيم علي هذا الموضوع وقال في تخوف ربنا يستر.
سألناه عن سر تخوفه فقال ما يحدث في اسبانيا ودول المغرب العربي وليبيا لايوجد اي نوع من الطمأنينة ونخشي من انتشار الافة وتدمير المحاصيل مثلما حدث في اسبانيا. وشكك صلاح سليمان في اختراقها للحدود المصرية.. عن طريق مرسي مطروح وقال لم يصلنا من المعلومات ما يؤكد أو ينفي وجود هذه الآفة ونحن نسابق الزمن في الحصول علي تقارير قادمة من فرنسا واسبانيا عن كيفية مقاومة هذه الحشرة خاصة ان وجودها داخل الحدود الليبية وتدميرها لمحصول الطماطم هناك يحتم علينا ان نتخذ التدابير لمنع وصولها إلي مصر والاستعداد لمواجهة شرسة معها في حالة تخطيها لحدودنا.. واشار إلي ان وزارة الزراعة قررت تشكيل فريق من الباحثين في مجال وقاية النبات والمكافحة والحجر الزراعي والارشاد للسفر إلي اسبانيا لدراسة الوضع هناك حيث ان هذه الآفة منشؤها الرئيسي دول امريكا الجنوبية وقد انتقلت منها إلي فرنسا ثم إلي اسبانيا ومنها إلي دول المغرب العربي واخيرا ليبيا.
وقال صلاح سليمان ستكون أهم اهداف الفريق دراسة وتحليل الاجراءات التي تتخذها اسبانيا لمكافحة تلك الافة التي تدمر المحاصيل بصورة كاملة وأكد ان الحشرة بمجرد اقترابها من المحصول تحفر بين بشرتي الأوراق والثمار وهي من الديدان الخياطة صانعات انفاق الأوراق وان الطماطم من اكثر المحاصيل التي تفضلها بل وتهاجم العديد من نباتات العائلة الباذنجانية وتعتبر من أكثر الحشرات التي تهاجم البيوت المحمية والزراعات العادية. وأشار صلاح سليمان ايضا إلي ان هناك فرقا بحثية مكلفة من قبل الوزارة تقوم بفحص ثمار الطماطم القادمة من ليبيا وتفتيش حمولات سيارات النقل واخري توجد في المناطق القريبة من الحدود وخصوصا في منطقة مرسي مطروح لمتابعة الوضع عن طريق مصايد فرمونية لمواجهة احتمالات تسلل هذه الآفة عبر الحدود ودخولها المناطق المصرية.
وقال مسئول كبير بهيئة الاصلاح الزراعي طلب عدم ذكر اسمه ان هذه الافة ستكون اثارها مدمرة علي الفلاح المصري ويمكنها القضاء علي فدان الطماطم الواحد في فترة زمنية لاتتجاوز اليومين والخطورة ان المبيدات الموجودة في السوق لاتقضي علي هذه الحشرة والحل الوحيد لمقاومتها هو العلاج البيولوجي بواسطة الفخاخ البيولوجية المستخدمة في الدول الأجنبية إلي جانب ليبيا وهذه الفخاخ غالية الثمن وباهظة التكاليف وتعطي نتائج غير كافية وقال إن هذه الافة استطاعت ان تدمر محاصيل الطماطم في دول أمريكا الجنوبية واسبانيا في شهور قليلة في الوقت الذي تقترب فيه حاليا من مصر, وذلك في ضوء وجودها حاليا في سهل الجفارة وواحة الزغبوب التي تبتعد عن الحدود المصرية بنحو15 كيلو مترا وقال إن طول اليرقة الفعلي في مرحلة التدمير يبدأ من4,5 ـ4,6 مم وتقترب إلي7,3 مم بعد ايام قليلة من مرحلة الفقس.
-----------
الآفة القاتلة تثير جدلا بين الخبراء و مسئولي الزراعة !!
· فريق طبي يراقب ويتأكد من دخولها إلي مصر..
· ومطالبة بالحجر الزراعي علي الشتلات الليبية
· مسئول في الزراعة: علاجها موجود في مصر..
· وأستاذ جامعي يؤكد: وجودها في مطروح ولا تؤثر فيها المبيدات
· رئيس لجنة الزراعة في الشعب:
· لم أعلم بالأمر إلا من الأهرام المسائي والسرية غير مبررة
القضية التي تم تفجيرها حول ظهور آفة قاتلة اسمها توتا أبسلوتا علي الحدود المصرية ـ الليبية تفجرت شظاياها, إذ رفض مسئولون التعليق مطالبين بفرض سرية تامة, وكانت المفاجأة أن رئيس لجنة الزراعة بمجلس الشعب قال إنه علم بهذه القضية الخطيرة من الأهرام المسائي مستنكرا فرض سرية يراها غير مبررة علي موضوع كارثي, وفي الوقت نفسه حذر مسئول في الزراعة إن تتحول الآفة إلي وباء وقال إن علاجها موجود في مصر, وهو مانفاه أستاذ بجامعة القاهرة.
وقد أدت الآفة إلي بوار أراض في ليبيا والمغرب العربي وإسبانيا وبخاصة المزروعة بالطماطم, ورغم هذا قال الدكتور مجدي الحريري رئيس معهد بحوث النبات بوزارة الزراعة, أن أحدا لا يعلم شيئا عن هذه الآفة وقال: نطالبكم بالتزام الصمت, وألا تتناولوا هذا الموضوع الآن نظرا لسريته حتي لا تحدث بلبلة بين المزارعين وحتي نتأكد من مدي هروب الحشرة من ليبيا إلي مصر من عدمه.
وبسؤاله عن سبب التعتيم الذي تفرضه وزارة الزراعة وعدم إبلاغ الرأي العام بالحقيقة قال إن هذا أمر طبيعي, فالآفة كما يقولون مدمرة, ولو علم أي مزارع بذلك سيصاب بالذعر ورفض الحريري الإجابة عن أي تساؤلات حول الموضوع, إلا بعد حصوله علي موافقة من الدكتور أيمن أبو الحديد رئيس مركز البحوث الزراعية واستصلاح الأراضي.
وصرح أبو الحديد بأنه كلف فرقا بحثية علي الحدود الغربية لمصر, كما أبلغ الحجر الزراعي بخطورة الأمر حتي يتم منع دخول أي منتجات زراعية مصابة, خاصة أنها من الحشرات صانعات الأنفاق ونفي أن تكون الحشرة مصدر خطورة إلا في حالة انتشارها, وفي هذه الحالة تصبح وباء, وقال علاجها موجود في مصر ولم تسجل حالات إلي الآن.
لكن الدكتور محمد توفيق عضو لجنة مكافحة الآفات بوزارة الزراعة أكد أن التقرير النهائي للجنة المبيدات التي تتابع الآفة القاتلة برئاسة الدكتور صلاح سليمان ستحدد طرق مواجهة الحشرة طبقا لما تم في ليبيا والدول الأخري, إلا أنه طالب أيضا بعدم تناول هذا الموضوع لخطورته, وقال: الكلام فيه دلوقتي مش كويس.
الغريب أن الدكتور عبدالله مسعود عضو مجلس الشعب محافظة مطروح, وعضو لجنة الزراعة لم يكن يعلم أي شيء عن هذه الآفة, وتساءل: كيف يكون الموضوع بمثل هذه الخطورة, ولم يحدثنا أحد فيه من مسئولي وزارة الزراعة حتي الآن؟, وقال إن زراعة الطماطم والخضراوات تنتشر بمركزي الحمام والعلمين, وإذا انتقلت إلي الحدود المصرية, فسيكون ذلك من خلال مرسي مطروح, وعن طريق شتلات الخضراوات.
وطالب فورا بمراقبة جمركية عن طريق الحجر الزراعي لجميع الشتلات التي تمر عبر الحدود مع ليبيا, مؤكدا أنه سيطالب مديرية الزراعة بالمحافظة بإظهار الحقيقة, ومدي اتخاذهم التدابير اللازمة لحماية الزراعة المصرية من عدمه.
وكشف الدكتور محمد عبدالهادي قنديل أستاذ المبيدات بكلية الزراعة جامعة القاهرة عن مفاجأة بتأكيد بعض مزارعي محافظة مرسي مطروح أن هذه الحشرة موجودة داخل الحدود المصرية, وظهر ذلك علي بعض الخضراوات التي أصابها الشلل فجأة, موضحا أن المبيدات التي استخدمتها ليبيا لم تستطع القضاء علي الحشرة.
وبسؤال عبدالرحيم الغول رئيس لجنة الزراعة بمجلس الشعب من وجود لجنة لمتابعة الحشرة علي الحدود مع ليبيا من عدمه, أجاب متعجبا: لم أعلم شيئا عن هذه الآفة, إلا من الأهرام المسائي, ولا أعرف سببا واحدا يجعل وزارة الزراعة تفرض ستارا من السرية حول الموضوع, ولماذا لم تعد التقرير النهائي حول مدي الخطورة من الحشرة, وطرق مواجهتها وتحديد المبيد الحشري الذي سيقضي عليها؟.
وقال الدكتور صلاح سليمان نائب رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة إن الفريق البحثي المكلف بمراقبة الوضع علي الحدود يسابق الزمن للوصول إلي أي معلومات حول دخول الحشرة إلي مصر من عدمه.
أضاف أن القرار النهائي لتحديد وجود الحشرة يقتصر علي لجنة المبيدات فقط لأنها مكلفة من الوزارة, مؤكدا وجود فريق من الحجر الزراعي والإرشاد لمراقبة ومتابعة كيفية مقاومة الحشرة في إسبانيا والطريقة التي اتبعتها لمواجهة هذه الآفة.
المصدر : الاهرام المسائي