لو كان كاكرسى الحلاق افضل

بالتأكيد الكل يزور صالون الحلاقة،

وخاصة الرجال في فترات عديدة في العام، أو الشهر،

أو حتى الأسبوع.

ويُلاحظ عند زيارة صالون الحلاقة عادة،

بأن الجو رائع ولطيف، ويحمل شذى العطور والكالونيا،

ورائحة كريم تصفيف الشعر لزكية،

وإذا كان صاحب المحل ذواقا

تستمع إلى نغمات رائعة من موسيقى

تجعلك لا تمل الإنتظار، وتجد العديد من

الصحف والمجلات القديمة والحديثة،

التي تجذبك إليها فترة إنتظار فراغ كرسي الحلاقة.

ولهذا للكرسي مذاق خاص، حيث تشعر وأنت تجلس عليه

بأنك إنسان مدلل، ومهم، وكل الإهتمام والأنظار

في ذاك الصالون موجهة نحوك،

وينظرون إليك، ويتمنون أن يكونوا مكانك،

ويكون أيضا إهتمام الحلاق منصبا كله على راحتك، وتدليلك،

مما يخلق أحيانا في داخلك شعور غريب، ورغبة بأن تطول فترة

جلوسك على هذا الكرسي،

وتتمنى أحيانا أخرى أن لا تفارقه إطلاقا.

ولكن رغم كل هذه الأحاسيس والرغبات، فإنه عند فراغ الحلاق من

تهذيب شعرك وقصه وتصفيفه، وإزالة ذاك الرداء من حول عنقك،

وتنظيف الشعر الملتصق بعنقك وثيابك،

تقوم وأنت راض وغير غاضب،

بترك الكرسي لغيرك من المنتظرين، ويقوم من حان دوره

من الجالسين ليجلس مكانك، ويقول لك نعيما وأنت ترد مبتسما الله

ينعم عليك، ويتكون مشهد رائع للتبادل السلمي للكراسي، قل ما

يتكرر في كل الدنيا. فلماذا لا يأخذ الجالسون على كراسي أخرى،

درسا من الجالسين على كرسي الحلاقة؟ وأن

يتركوا كراسيهم مبتسمين داعين لمن خلفهم بالتوفيق والنجاح؟

فإن تطور صالون الحلاقة، وإزدياد ربح صاحبه، لا يأتي إلا

من خلال تبادل الجالسين على الكرسي، وإستمرار ذلك التبادل دون

أي عراقيل أو مشاكل.

» مبروك الورفلي افضل عضو
» رجائي افضل من رجاؤك
» إعلان عن مسابقة افضل قصه...