نعترف بأخطاءنا ونصلح من حالنا

نحن فى عصر تاهت فيه المقاييس، وضلت الأعراف الطريق

وسقطت فيه شعارات القيم وحدود التشخيص السليم للعلل

أصبحنا لاندرى فيه شيئا عن شىء، ولا يملك أحدا منا تعريفا ثابتا

لأى قيم كان يعلمها، ما بين الحداثة والتحضر، ما بين الحرية

والمواكبة، أصبحنا نستنذف كل يوم من مرؤتنا. ذبلت معانى

الشهامة والنخوة والغيرة وأنتحبت الرجولة على قارعة

الطريق على أطلال الرجل البائد. تبلبلت الأفكار، وتزعزعت

الثوابت، وزلزلت النواميس. ومما لا شك فيه أن كل امرئ

منا يحاول أن يبرز الجانب الايجابي لشخصيته ويحاول أن

يتجنب ما يعيبها فمن يستطيع ان يواجه نفسه وذاته اولا؟

أليست بطولة أن ينتصر الانسان على رغباته ؟فهذه الخطوة

الأولى في طريق صقل النفس وتهذيبها ...إن التغلب

على مايشوب النفس البشرية من انتهاكات اليمة تواجهنا

يوميا لأمر في غاية الخطورة ...والتخلص من أنانية تمجيد أنفسنا

وأحيانا يستهوينا لدرجة أننا ننسى حقيقة ذواتنا ..

وهذا يجعلنا نتمادى في أخطائنا رغم قناعتنا المطلقة

بأننا نخطئ .. فلما لا نواجه أنفسنا بأخطائنا ومهما كانت

النتيجة أفضل بكثير من الاستمرار فيها ..فالبدء من الذات

ومواجهتها بمثالية الردع هي بتصوري خطوة جبارة لاصلاح

الفرد وتنمية قدراته المنطقية على المحاكمة الدائمة بكل تصرف

يتصرفه في حياته اليومية والعملية..

فلماذا يعد الاعتراف بالخطأ شيء يمس شخصيتنا ؟

ألسنا بشر وكل منا يخطأ؟ أوليس الدفاع عن فكرة خاطئة وابرازها

على أنها صحيحة خطأ آخر ؟ والسكوت على الخطأ خطأ أكبر ..

فلما لا أتجرأ على البوح بخطئي وأبدأ خطوة جريئة على طريق

الصواب ؟ وأنشد مقولة الاعتراف بالذنب فضيلة في أي زمان

وأي مكان ..فإذا عرفنا الفضيلة بأنها سلوك فردي وحكم نطلقه

على ما نقول أو نفعل من خلق حسن ومزايا حميدة .

.فالفضيلة تجربة نفسية بداية...تنهض من داخل المرء

وتنمو في ذهن الآخرين ومن ثم تصبح حكما و ندعو صاحبه

بالفاضل ..ربما يكون المرء على عكس ما ينظر إليه وهو لا يستحق

هذا النعت الجميل ... هنا تكمن قدرة أحدنا على مصارحة ذاته....

فلما لا نقوم بشق قناة

صغيرة بداخلنا .... ونقوم بمحاكمة عادلة قانونها الإصلاح ونزرع

بذور المصالحة الحقيقية في تربةالاعتراف الدائم فنتصارح

ونتسامح ونبني غدنا المشرق

» حديث شريف يصف حالنا الآن
» لك نعترف خلّي إعترافي سرّ