... الســـعداء وتعـــاستهم ...

... نبدأ موضوعنا هذا ونحن مندهشون بهذا العنوان ... نعم هناك سعداء في حياتهم ومعيشتهم ومأكلهم ومشربهم وملبسهم .. ولا ينقصهم شيئ من رفاهيات الحياة وهنا يطرح السؤال نفسه : إذا كيف يكونوا تعساء ؟؟ نعم يكونوا تعساء عندما تنسيهم سعادتهم واعمالهم واموالهم ورفاهيتهم ... اولادهم وبناتهم ... مافائدة هذه السعادة الزائفة والزائلة عندما ينادي جهاز النقال بنغمات السعادة ويقول لصاحبه رد على المتصل ،، وعندما يوضع المحمول الخاص به بين كتفه ورأسه دون الامساك به بيده من كثرة الاشغال والاعمال والملفات الموضوعة امامه ويقول هذا المشغول بملايينه ... آلوو من معي ؟؟؟ فيرد عليه شخص ما ،، ويقول له معك ( ... ) من مركز الشرطة .. فإن ابنك تم القبض عليه وهو يتجر بالممنوعات ،، او يقول له ان ابنتك تم القبض عليها في ( ... ) وهي في حالة هتك عرض ... فماذا يكون رد هذا الاب المليونير ،، ربما تتحرك فيه مشاعر واحاسيس الابوة التي كانت مفقودة بين طيات ملفاته فيقفز من مكانه وتتبعثر ملفاته ويقع القلم من يده .. ويتجه مسرعا الى الاستعلامات ويقول بصوت ربما خجول .. عندي مشوار ضروري .. واذا اتصل بي احد فقولوا له اني بإجازة وينطلق هذا الاب الذي انسته هموم جمع الاموال لاولاده وبناته ... يندفع كالمجنون الى مركز الشرطة ليلتقي بأبنه او ابنته .. ويقدم بعض التنازلات لرئيس المركز ويطلب منه لملمة الموضوع لان هذا المليونير خائف على سمعته ومكانته الاجتماعية بين طبقته فمن هنا وهناك يتم قفل هذه القضيه ... نتوقف هنا ايها القارئ ،، لماذا لم يكن هناك اهتمام من البداية والخوف على مستقبل اولادنا وبناتنا قبل ... لماذا لم تكن هناك رقابة ونصائح وإرشادات لفلذات اكبادنا ؟؟ عندما يتشافى هذا الأبن او البنت من دائهما ،، يبدأ العتاب بين الولد ووالده انت يا أبي السبب فيما يحدث لي !! أعطيتنا كل شيئ ولم تنقص علينا ما نطلبه من رفاهيه ومال وسيارات ومساكن وأملاك ،، والشيء الوحيد الذي نسيته ولم تمنحنا إياه ... أنت ... أنت يا أبي نسينتا فنسينا أنفسنا .. وتعاقب البنت امها لقد شغلتك جاراتك وعملك وحفلاتك وزياراتك واخر ما توصلت اليه الموضة ،، انستك حنانك وعطفك ونصيحتك لنا لماذا ؟؟؟ والان تعاتبونا لماذا فعلتم ذلك ؟؟ في الاسبوع الذي مضي قد تواردت الينا قضايا جمة في هذه المدينة والتي استحي ان اذكرها لكم ... ازدحمت المحكمة بقضايا تدخل الدهشة والفاجعة والحسرة على من يسمعها ... فساد اخلاقي قد سيطر على شبابنا وبناتنا ... خسارة على شبابنا وبناتنا التي سيطرت عليهم الشهوات واللذات في جميع جوارحهم ... كلامي هذا موجه لفئة معينة وليس للكل ... ولكن هذه الفئة تكاد تكون الاكثر ... اين الاباء والامهات في متابعة ابنائهم ... فانتبهي سيدتي الأم الفاضلة وأنتبه سيدي الأب الفاضل .. إلى أولادكم وبناتكم ... فلا السعادة ولا المال يجديان ... عندما يقع المحظر ....

إذاً فهي سعادة مفقودةٌ عند أولئك .. نعم أيها الملاك مفقودة كما فهمت من تساقط كلماتك التي أوحت لي بأن السعادة لا يمتلكها الأغنياء .. وإن وجدت ستكون بمثابة مُسكِنْ لا يدوم طويلاً .. ولك العرفان بالجميل لأنك كتبت ما كتبت ....

السعادة و التعاسة جهتان لعملة واحدة اسمها المال

شكرا لك على ما ابدعت