... أدب الحـــــــــــــــــــوار ...

... نبدأ بالشكر والثناء لله عز وجل والصلاة و السلام على أشرف خلق الله نبينا

( محمد ) صلى الله عليه وسلم ... أود أن أفتح نافذة وأتمنى بأن تنال إعجابكم وتطرح تعليقاتكم لهذا الموضوع ... ألا وهو ( ... أدب الحوار ... ) ... حينما يختلف الناس سواء كانت هذه الخلافات جزئية أو كلية فإنهم يسلكون في معالجة هذا الخلاف مسالك شتى منها : ( الحرب ) : فالحرب يستعملها كثير من الناس في حال الخلاف والخصومات وإثبات الحجة هذا على صعيد الدول والأمم , أما على مستوى الأفراد والجماعات قد يستخدم بعض الناس الضرب .. وهي محاولة الفتك بالأخر لأنه خالفني .. هذه طريقة لا تصلح أن تكون الحل , إذ إننا نجد كثيرا من المبادئ والنظريات التي قامت على القوة , وعلى الحديد والنار سرعان ما تهاوت وسقطت ... وحال الشيوعية خير شاهد , فقد قامت على الحديد والنار وملاحقة المعارضين ورغم كل هذا البطش فقد سقطت الشيوعية خلال اقل من ثمانين عاما ... بينما نجد في المقابل للحضارة الفكرية الراقية نجد الإسلام وهو يقول " لا إكراه في الدين " ... فلم يحفظ التاريخ إن المسلمين اكرهوا شخصا واحدا على الدخول في الإسلام .. بل اعتمد الإسلام أسلوب الحوار والإقناع بالحجة والبرهان ... فقد قال تعالى ( إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ...وهكذا من الآية يتبين أن الحجة القوية والحوار الهادئ المقنع الرزين يفعل في كثير من الأحيان مالا تفعله السيوف ولا المدافع والطائرات ... والحوار : هو تجاذب في وجهات النظر بين طرفين يكون غالبا باللغة ... فيجب علينا أن نفعل هذه الثقافة وهي ثقافة الحوار وهي أن يوجد استعداد فكري ونفسي لدى شرائح المجتمع المختلفة للاستماع للأخر وتبادل الرأي دون عنت ولا حرج مما يسمح بالتفاهم بين أفراد المجتمع ويتيح التواصل مع الآخرين ... فأي قضية في هذه الدنيا نحن كمسلمين مستعدين لمناقشتها !!! وقد ذكر مناقشة بعض القضايا في آيات القران الكريم ... فالله عز وجل عندما رفض إبليس السجود لأدم سأله عن سبب ذلك ؟؟ وقال أيضا في صاحب الجنتين في سورة الكهف ( قال لصاحبه وهو يحاوره ) ... وكذلك النبي ( ص ) يحاور الكفار وكذلك حاور النبي ( ص ) نصارى بني نجران في المسجد .... وحاور الصحابة في أمور كثيرة جدا منها : حوارهم في قرار المواجهة مع قريش في معركة بدر ... وكان الله يأمره بذلك فيقول له ( وشاورهم في الأمر ) فهذا احد الأعرابي يدخل على هشام بن عبد الملك وهو يومئذ خليفة أمير المؤمنين ( فيتكلم فيقول هشام : أتتكلم في حضرتنا .. فقال الرجل يامير المؤمنين إن الله عز وجل يقول " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " أفنجادل الله جدالا ولا نكلمك كلاما يا هشام ) ... حتى النساء كانت تناقش وترد على بعض الصحابة والنقاش في كثير من القضايا ... بل إن الصبيان كذلك تربوا على الحوار في أسرهم حتى خرجوا إلى المجتمع أقوياء ... فهذا عبد الله بن الزبير : كان يلعب مع مجموعة من الأولاد في احد الأزقة فجاء عمر بن الخطاب من رأس الشارع ... فهرب الأولاد إلا عبدا لله بن الزبير .. فقال له : لما لم تهرب كباقي الأولاد ؟ فقال له : لم افعل شيئا يدفعني للهرب ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك ... فيجب أن تكون هناك لغة حديث بين الآباء والأبناء , حتى يتدرب الأولاد على الحوار وحتى يتدرب الطفل كيف يفهم وكيف يرد ... أما أن تكون السلطة الأبوية للأسرة تصادر جميع الآراء الأخرى فهذا خطأ فاسمع أراء أبنائك وبناتك وان كانت خاطئة واثبت لهم خطأهم بالدليل ... فيجب أن تبدأ ثقافة الحوار من البيت ...التي يفترض فيها أن يتشاور فيها الزوجان قال تعالى : ( فان أراد فصالا عن تراضي منها وتشاور فلا جناح عليهما ) ... الأولاد الذين يتعرضون لمشاكل كبيرة في حياتهم وهم صغار يتجنبون البوح بها للابائهم لأنهم تعودوا منهم الاستهزاء ومصادرة الرأي ... فاعتقد أن أول نقطة أدبية من أدب الحوار هي : 1_ البدء بالمتفق عليه : فهذه أول النقاط أن تبدأ مع من تحاوره بنقاط الاتفاق بينك وبينه ... 2_ عدم رفع الصوت والصراخ : فهذه كلها أمور ممقوتة تذهب الموضوعية والمنطقية ... 3_ حسن الاستماع : وهي أن يستمع المحاور إلى الطرف الأخر وليس هدفه اصطياد العثرات في كلام الطرف الأخر ولا تجهيز الردود ... فقد أجريت دراسة في الولايات المتحدة على 100 مدير ناجح كانوا يشتركون جميعا في ميزة أو خاصية حسن الاستماع ... 4_ عدم السب والشتم : لابد من احترام الأخر وعدم ازدرائه فكذلك كان يقول النبي ( ص ) ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء ... فعلى من سب أو شتم الأخر أثناء الحوار فليسارع بالاعتذار فهذه سمات الإنسان النزيه من يعترف بالخطأ ويعتذر على سوء كلامه أثناء الحوار ... 5_ عدم التعصب : فقد يتعصب الإنسان لمذهب أو لوطن أو قبيلة أو دعوة أو لجماعة فهذا إما يسمى بالحزبية ... بحيث يحيط هذا الشيء بعقله فلا يملك عقلا متحررا من القيود والأوهام , بل تجده يدور في فلك معين ولا يستطيع أن يتقبل الحق إلا في اطار محدود ... وليحذر ايضا الانسان من ان يخلط بين قيمة النفس وقيمة الراي فهذا اكثر ما يسبب العناد حيث يخلط بعض الناس بين قيمة نفسه وقيمة راية فيعد انه لو تنازل عن رايه هو تنازل عن كرامة نفسه ... ان الاعتراف بالخطا و اعلانه لا ينقص من قيمة الانسان فكونك تقول انك اخطات في كذا فهذا لا يعيبك بل هذا يرفع من منزلتك عند الناس ويدل على شجاعتك وقوتك ... اخوتي الحوار له فوائد كثيرة على المجتمع وعلى النفس : 1_ فالحوار يدل على التنوع او يدل على الاعتراف بالتنوع فمن حق الطرف الاخر ان يسال ومن حقك ان تجيب ... 2_ الحوار ايضا يفيد الانسان في الرجوع عن رايه فقد يكون راي خاطئا لا يتضح ذلك الا بالحوار ... 3_ ومن معاني كلمة حوار ايضا تاتي بمعنى حور أي عدل فراى الذي ادافع عنه اليوم قد اعدل فيه واضيف اليه واحذف منه ... 4_ الحوار ايضا يفيد الهدوء في طرح الراي وتناوله لاني استمتعت لاراء اخرى ... فانك تجد الانسان الذي يطلع على الاراء الاخرى و ثقافات اخرى تجده اكثر روية واعتدالا بعكس الشخص المتعلق على ذاته فتجده اكثر اصرار وتعصبا ... اخواني و اخواتي يجب ان نفعل ثقافة الحوار ونديرها بادابها وضوابطها ... الشباب والبنات الذين تولدت لديهم شبه فكرية او تساؤلات علمية محتاجون الى من يحاورهم ... 5_ الشباب والبنات الذين وقعوا ضحايا الشهوات ايضا محتاجون لمن يحاورهم ويصحح لهم اخطائهم ... الشباب والبنات الذين وقعوا ضحية الاندفاع الاعمى والعنف احوج من غيرهم للحوار ... يجب ان يبدا الحوار من البيت بين الرجل والمراة وبين الاولاد وفي المدرسه وفي الجامعة حيث يكون الطالب فاعلا ومشاركا في الموضوع العلمي وليس مجرد متلقي سلبي ... تتسع بذلك دوائر المشترك وتنكمش زوايا التباين ... فيكون الحوار دواء لداء العزلة والكراهية .... ( والســلام خـير خــتام )

برافو بجد موضوع حلو ومفيد وياريت كل حد يكون في كلامه أدب حوار واحترام للآخر

... أدب الحـــــــــــــــــــوار ... 8bc1bb10ae

موضوع: ادب الحوار الجمعة 29 يناير 2010, 10:35 am

اخي شكرا علي هدا الطرح الجاد والدي فعلا يحتاج لنقاش

لكن حتي يكون هناك ادب للحوار اليسس من المفترض اصلا ان يكون هناك تحاور؟

للأسف وبكل صراحه داخل اسرتنا الليبيه لايوجد حوار اصلا لابين الاب وابناءه

ولابين الاخوه مع بعض ولابين الاخت اوخوها يعني سياستنا المتبعه داخل المنزل هي السلطه للأب

ثم الاولاد الدكور ام الانثي شخصيتها شبه ملغيه....هدا من ناحية الحوار الاسري

ام الحوار في اي اماكن اخري ممكن المراة تتحصل علي جزء بسيط من حرية الحوار لكن يضل الرجل

صاحب الاولويه في كل شي...لكن الحوار بصفه عامه انا معه واشجع عليه وهو حل لكثير من المشاكل

كما قلت ...واعدرني علي ثرثرتي خارج سرب كلماتك

بارك الله فيك
واكثر الله من امثالك......لان كل ما قلته من ادب الحوار" فعلته".......استاذى ملاك

فعلا بارك الله فيك

بارك الله فيك على الموضوع ... وجزاك عنا الف خير
ادعو من العلى ان يكون الموضوع فعلا وليس قولا فى بيوتنا