من نفحات سوره طـــــــــــــــه

سـوره طـــــــــــه مكيـة نزلـت بعـد سورة مــريم وترتيبهـا بالمصحف بعـدها

ايظــا .. وعـدد آيـاتهـا (135) آيـة تبـداء السـورة بمقــدمه رائعــة تأسـر

القلـوب بكلمـاتهـا وتبيـن هـدف السـورة (( طــه مـا أنـزلنـا عليـك القـرءان

لتشقــى الا تـذكـرة لمـن يخشـى )) ومعنـى ذلك أن هـذا الديـن وهـذا

المنهـج ليس لشقـاء الناس بـل ان الاسـلام هـو منهـج السعـادة

فـلا شقـاء مـع الاسـلام رغـم كـل الظـروف والصعـوبات التـى تـواجه المسـلم

والشقــاء لا يكــون الا فى تـرك طـريق الله تعـالى فمـن خـاف ان التـزامـه

بالـدين وبمنهـج الله تعـالى سـوف يحـرمـه مـن السعــادة ومـن متـع

الحيــاة واسبـاب اللهـو والتـرفيـه هــذا مفهـوم خـاطىء جـدا لذلـك تأتـى

السـورة لتـؤكـد لنـا أن الاسـلام هــو منهـج السعـاده وان مـن حـاد

عـن هـذا المنهـج سيشقــى فى الدنيـا والاخـرة .. معنـى رائـع ومفهـوم

جميــل فالقـرآن لـن يكـون شقـاء لكـم يامسلميـن بـل هـو تذكـرة لكـم

وهـو سبب سعـادتكـم وهـو منـهج منـزل مـن عنـد الله تعـالى

(( تنـزيـلا ممـن خـلق الأرض والسمـوات العـلى الـرحمـن على العـرش استـوى ))

وجـاء ذكـر اسم الـرحمـن بعـد ذكـر الشقـاء ليعــلم النـاس بأنـه لا يمـكن

أن يكـون ديـن الـرحمـن هـو سبب للشقــاء .. تظـهر السـورة شخصيــه

سيـدنـا محمـد صـلى الله عليـه وسـلم فى شـد أزرة وتقـويـة روحـة

حتى لايتـأثر بمـا يلقـى اليـه مـن الكيـد والعــناد والاستهـزاء والتكـذيب

وتبييـن وظيفتـة الاسـاسية وهــى التبليـغ والتـذكيـر والأنـذار والتبشيــر

.. مـوسى والسعـاده مـع منهـج الله .. ان الحيـاة مليئـه بالعقبـات

خـاصـه اذا كنت ايهـا المؤمـن ممـن يحمـلون هـذا المنهـج ويـدعـون

اليـه لكـن هـذه الصعـوبات لا تسبب الشقـاء ولا النكـد ولا الهـم والغـم

لأن المـؤمن مـوصـول بربـه مستعيـن به لذا فهـو دائمـا راض ومطمئن

.. وقصـه مـوسى تحمـل فى طياتهـا مـلامح رحمـه بنـا وسط صعـوبه

الحيـاة وشدتهـا (( اذ رأى نـارا فقـال لأهـله امكثـوا انـى ءانسـت نـارا ))

ثـم نصـل الى مـوقف السحـرة مـع فـرعـون فهـم قـد تعـرضـوا

للأيـذاء الشـديد مـن فـرعـون ومـع ذلك فهـم لم يكـونوا فى شقـاء

ابدا كان جـوابهـم (( قـالوا لـن نـؤثـرك على مـا جـاءنـا من البينـات والذى

فطـرنـا فأقـض مـا أنت قاض انمـا تقضـى هـذه الحيـاة الدنيــا ))

كلمـات فى متهـى الروعـه تصـدر عـن أنـاس أسلمـوا مـنذ ثـوان

ليبينــوا مـن هـو الشقـى ومـن هـو السعيـد ... ثـم نـرى نمـوذجـا

معاكسـا للسحـرة انـه الســامـرى الـذى أضـل بنى اسـرائيـل بعبـادة العجــل

فكـانت آخـر آيـه فى قصـة مـوسى تبيـن شقـاء هـذا الرجـل

(( قال فأذهـب فان لك فى الحيـاة أن تقـول لا مسـاس وان لك مـوعـدا لـن نخـلفـه )).

.. وحيـن وصـلت السـورة الى قصـة آدم وحـواء ركـزت مـن خـلالهـا على

هـدف السـورة (( فقلنـا ياءادم ان هـذا عـدو لك ولـزوجـك فـلا يخـرجنكمـا

مـن الجنـه فتشقــى )) .. فتـرك منهج الله تعـالى واتبـاع ابليـس همــا

سبب الشقـاء فى الآخـرة .... سميــت ســورة طـــه وهــو اسـم مـن

اسـمائـه الشريفــة صـلى الله عليـة وسـلم تطييبــا لنفســة وتسليــة

لفـؤادة عمـا يلقــاه مـن صـدود وعنــاد ...... وقمــه السعــاده ان تـرضى

عـن نفسـك وتـرضى عـن حيـاتك وتـرضى عـن ربك وتحـس بـرضـاه ..

وهـذا مـا يـؤكـده ختـام السـورة (( فأصبــر عـلى مـا يقـولون وسبـح بحمـد ربـك

قبـل طـلوع الشمـس وقبـل غـروبهـا ومـن ءانـاء اليـل فسبـح وأطـراف النهـار ))

وكـل هـذا يــؤدى (( لعـلك تــرضى )) فتسبيـح الله تعـالى وذكــرة

وطـاعتـه همـا السبيـل المـؤدى لأعـلى درجـات السعـادة التـى حـرم الله

منهــا الكثيـرين مهمـا تمتعـوا بشهـوات الدنيـا مـن نساء وأمـوال

وقصــور وغيرهــا .... فــألى كـل مـن يبحـث عــن السعـادة الى الـذين

طــرقوا ابــواب المعــاصى بحثــا عـن السعـادة وعــادوا خـــائيبيـن

مــن فضـلكــم اقـــرأوا سـورة طـــــــــــه

الله يعطيك الخير والعافيه خونا الفارووق فيما تقدمه لنا من نفحات الصورة

من نفحات سوره طـــــــــــــــه 15239.imgcache

شـــيخـــنـــا الفــاضـــل الــفــــاروق

جزاك الله كل الخير وجعله فى ميزان حسناتك

استاذنا الفاضل

» من نفحات سوره الـــنــــــــــور
» من نفحات سوره الـــشعـراء
» من نفحات سوره الـــنمــل