من نفحات سوره الانبيـــاء

سـوره الانبيــاء مكيــة نزلـت بعـد سـورة ابراهيـم وهى فى المصحـف بعـد

سـورة طــه وعـدد آيـاتهـا (112) آيـه تتنـاول السـورة قصص انبيـاء الله

تعـالى ودورهـم فى تذكيـر البشـرية وسـورة الانبيـاء تسيتر على نمـط

واحـد فهـى ترينـا كيـف كـان خطـاب كـل نبـى ودعـوتـة لقـومـه وكيف

كانت عبـادتـه لله لتـوصلنـا فى النهـاية الى اثبـات وحــدة رسـالة كـل

الانبيـاء فكـانت اولى مهـمتهـم ازالــة الغفــله لانهـا سبب ضـلال النـاس

فى كـل زمـان ومكـان فهـى مـرض خطيـر يصيب الافـراد والمجتمـعات

فيبعـدهـم عـن طـريق الله فالنـاس امــا ان يكـونـوا اتقيــاء او عصـاة فجــار

لكـن الخطـورة تتجـلى فـى النـوع الذى يقـع بينهمـا وهـو الصنـف الغـافل

البعيـد عـن طـاعه الله اى انهم فى غفلـه عمـا خلقـوا له كأنهـم خلقـوا

للدنيـا وللتمتـع بها لذلـك بدأت سـورة الانبيـاء بـدايـه شـديدة للتحـذير مـن

هـذا المـرض (( أقتـرب للنـاس حسـابهـم وهـم فى غفـلة معـرضـون

مـا يأتيهـم مـن ذكـر مـن ربهـم محـدث الا استمعـوه وهـم يلعبـون لاهيــه قلـوبهـم ))

ثـم تبيـن السـورة دعــاء الانبيـاء وكيف استجـاب لهـم ربهــم فسيـدنـا نوح

عليـه السـلام (( ونـوحـا اذ نـادى مـن قبـل )) ثـمأيــوب عليه السـلام

(( وأيـوب اذ نـادى ربـه )) ثـم يونـس عليه السـلام ذا النـون الذى دعـا ربـه

وهـو فى بطـن الحـوت (( فنـادى فى الظلمـات )) الى زكـريـا عليـه السـلام

(( اذ نـادى ربـه رب لا تـذرنى فـردا )) هـذه الاجـواء الرائعـه مـن

منـاجاة الانبيـاء لـربهـم كـان يعقبهـا على الفـور كلمـه واحـدة مشتـركه

بين كـل الانبيــاء (( فاستجبنــــــا له )) ولاحظ استعمـال القـرآن لحـرف الفـاء

( فاستجبنـا ) لتفيـد التعقيـب السـريع وسـرعـه استجـابه الله تعـالى

لدعــائهـم بل وان هنـاك بشـرى للمـؤمنين باستجـابه المــولى عـز وجــل

لسيـدنـا يونس عليـه السـلام فالآيـه تقــول (( فاستجبنـا له ونجينـاة مـن

الغـم وكـذلك ننجـى المـؤمنيـن )) فالمـولى عمـم استجـابه الـدعـاء على

كـل المـؤمنين اذا دعـوا ربهـم جـل وعـلا فلنـدعـوا الى الله بخضـوع الانبيـاء

وخشـوعهـم ويقينهـم يستجــاب دعـاؤنـا ان شاء الله تعـالى .. وبينـت

السـورة الكـريمـه ان كـل نبى بعـث الى قـومـه خـاصـة امــا عنـد ذكـر

سيـدنـا محمـد صلى الله عليـة وسـلم (( ومــا أرسـلنـاك الا رحمـة للعــالميــن ))

اى للنـاس كـافه بل الى كـافه الانـس والجــن .. ولمـا ذكـر هـؤلاء الانبيـاء

والمرسلـين كل على انفـراده اثنـى عليهـم المولى عـز وجـل جميعـا

(( انهـم كانـوا يسارعـون فى الخيـرات )) اى يبادرون اليهـا ويفعلـونها

فى اوقاتهـا ويكملونهـا على الوجـه اللائـق الذى ينبغى ولا يتركون

فضيلـه يقدرون عليهـا الا انتهـزوا الفرصـه فيهـا (( ويدعـوننا رغبـا ورهبـا ))

فهم راغبـون لا لاهون مفرطون (( وكـانوا لنا خاشعيـن )) خاضعيـن

متذللين لربهم لمعرفتهم له ولان السـورة بـدأت بخطـورة مـرض الغفـلة

كـانت اياتهـا فى الختـام شـديدة تهـز القلـوب لتـوقضهـا مـن غفلتهـا وكأنهـا

تقـول للنـاس ان لـم تقتـدوا بهــؤلاء الأنبيــاء فاعلمـوا أن المـرد

والمـرجع الى الله فى يـوم شـديد وصعـب (( يـوم نطـوى السمـاء كطـى

السجـل للكتـب )) ويـؤكـد المـولى عـز وجـل (( كمـا بـدأنـا أول خـلق نعيـده

وعــدا علينـا انـا كنـا فاعليــن )) هــا هـى سـورة الانبيـاء تـدعـوكم الى

الاقتـداء بأنبيـاء الله تعالى وبأمـامهم محمـد صلى الله عليه وسـلم فى

عبـادتهـم لله تعـالى وفى غيرتهـم على دين الله فمـن سـار على خطـى

الانبيــاء فهـو المنتصـر فى الدنيــا والفائــز فى الاخـــــرة

والارض (( ان الأرض )) أى ارض الجنـه يرثهــا عبـاد الله الصالحـون

الذين قـاموا بالمـأمورات واجتنـبوا المنهيـات فهم الذيـن يرثـون الجنـات

كقـول اهـل الجنـه ((الحمـد لله الـذى صـدقنـا وعـده وأورثنـا الارض

نتبـوأ مـن الجنـه حيث نشـاء )) وأن الصالحيـن يمكـن الله لهـم فى الأرض

ويوليهـم عليهـا (( وعـد الله الـذين آمنـوا منكـم وعمـلوا الصالحـات

ليستخلفنهـم فى الارض كمـا استخـلف الـذين مـن قبلهـم)) ثـم يثنـى

عـز وجــل على رسـوله الكـريم (( ومـاأرسـلنـاك الا رحمـة للعــالمين ))

فهـو الرحمـه المهـداه لعبـاده وتختـم الســورة بقـوله تعـالى

(( وربنـا الرحمـن المستعـان على مـا تصفـون ))

نسـأل ربنـا الرحمـن ونستعيـن به ونتـوكل عليــه والحمـد للـه رب العالميــن

أقتـرب للنـاس حسـابهـم وهـم فى غفـلة معـرضـون

سلم يارب سلم

بارك الله فيك أستاذنا الفاضل وجعله الله فى ميزان حسناتك.

» من نفحات سوره طـــــــــــــــه
» من نفحات سوره يــونس
» من نفحات سوره هـــود