من نفحات سوره الـــروم

سـوره الـــروم مكيــة نـزلت بعــد ســورة الانشقــاق وترتيبهــا بالمصحـف بعــد سـورة

العنكبـوت وعــدد آيـاتهـا ( 60 ) آيـة هـى اكثـر ســور القـرآن الكـريـم ايــرادا لقــولـه

تعــالى (( ومــن ءايــاته )) لتبيـن لنــا هــدف الســورة ان آيـات الله واضحــة وبينــة

فكيـف لا تـؤمنــون به ؟؟ وكـأن هــذه الآيــات تـذكـرنـا بمعنـى رائـع وهـو أن الله تعـالى

فى ملكـه كتـابان : كتـاب الله المنظــور الـذى هــو الكــون وكتـاب الله المقــروء الذى هـو

القـرآن ومـن روعـة الكتـابين أنهمـا يـدلان عـلى بعضهمـا فســورة الـــروم ســورة

مقــروءة لكنهــا تـأخـذ عينيــك وتقـول لك أنظــر الى كتـاب الله المنظــور لتستـدل على

الله وكلمـا نظـرت فى الكــون أكثـر وجـدتـه يحمـلك على أن تـرجع لكتـاب الله المقــروء

فسبحــان مـن جعـل لكـل نـوع مـن النـاس كتبـا يقرأونهـا ويستـدلون بهـا على الله ..

ومــن آيــاته .. ومــن آيـاته .. وتمضـى الآيـات فى عــرض متـواصـل لآيـات الله

الواضحــة فى الكــون (( ومـن ءايـاته خــلق السمـوات والأرض واخـتلاف السنتكـم

وألـوانكـم ان فى ذلـك لأيـات للعــالمين 0 ومـن ءايـاته منـامكـم باليـل والنهـار

وابتغـاؤكـم مـن فضـله )) .. (( ومـن ءايـاته يـريكـم البـرق خـوفا وطمعـا وينـزل مـن

السمـاء مـاء فيحى به الأرض )) .. (( ومـن ءايـاته أن تقــوم السمـاء والأرض

بـأمـره )).... انظــر كـم مــرة وردت كلمــة آيــات بالســورة اقــرأهــا ثــم أخـرج الى

الطبيعــة وتفكــر فى خـلق الله مـن الـذى خـلق هـذا الكــون وأبـدعـه؟؟ مــن الـذى أصـلح

عـلاقات الأزواج مــع أزواجهــم وجعــل بينهـم مــودة ورحمــة ؟؟ ان تسميــة السـورة

بسـورة الــروم تحمــل دلالـه تاريخيــة ففى عهــد النبى صلى الله عليـة وسلــم قامـت

حـرب بين الفــرس والــروم فانتصـر الفـرس على الــروم انتصـارا ساحقــا لم تقــم الــروم

من بعـده فنزلت الآيــات تخبـر المـؤمنين أن الــروم سينتصـرون على الفــرس خـلال

بضع سنيــن اى مـن ثـلاث الى تسـع سنــوات (( الـــم غلبـت الــروم فى أدنــى الأرض

وهــم مــن بعــد غلبهــم سيغلبــون )) .. وتحقـقت النبـوءة القــرآنيـة تمــامـا بعـد تسـع

سنـوات وسميــت الســورة بسـورة الــروم لتلفـت نظـر كـل كــافر الى هـذه الآيـة المــاديـة

لــو لـم يصـدق بالآيـات المنظـورة فى الكــون .. لا بــل هنــاك آيـة أخـرى فى هـذه

الحــادثـة لـم يفهمهــا الأوائــل ولـم ينتبهــوا لهــا تـزيدنـا ايمـانـا بهـذا الكتـاب المبيـن

وآيـاته المبهــرة فالســورة تقــول عـن المعـركـة أنهــا حصـلت فى أدنـى الأرض فقـد دل

العـلم الحـديث ان المكـان الـذى حـدثت فيـه المعـركة المعـروف بحــوض البحــر الميــت

حـاليا هـو أدنـى منطقـة على الكـرة الارضيـة .... ثــم قـدمت آيـه اقتصـاديـة

(( ومــا ءاتيتـم مـن ربــا ليـربوا فى امــوال النـاس فـلا يـربـوا عنـد الله ومـا ءاتيتـم

مـن زكـاة تـريـدون وجـه الله فأولئــك هــم المضعـفون )) والمعنـى ان الربــا لا يـزيد

المـال بل ينقصــه ويأتى عـلم الاقتصـاد الحـديث ليثبـت أن أفضــل وسيـلة تجعــل

الاقتصـاد مستقــرا هـى ان تكـون نسبـة الفــائدة صفــر بالمئــة اى بالغــاء الفــوائد كليــا

كمـا اثبت العــلم ايظـا ان الـزكــاة هى مــن افضـل أسـاليـب التنميــة..

(( يعلمــون ظــاهـرا مـن الحيــاة الدنيــا وهــم عــن الأخــرة هــم غــافلون ))

ان هنـاك الكثيـر من الآيـات والدلائـل قـد لا نـراهـا ولا نفهـم الحكمـة منهــا لكنهــا فى

الـواقع غيـر مـا نــراه فظـاهـر الــربـا زيــادة وظـاهـر الزكـاة نقصــان لكـن السـورة تثبـت

غير ذلك ان الـربـا يـؤدى الى دمــار الاقتصــاد بعكس الزكــاة التى تؤدى الى زيادة

التنميــة وكــأن المعنــى ثقــوا ايهــا المــؤمنــون بوعــد الله تعالى

وثقــوا بحكمتـة وتـدبيرة فى الكــون .

مشكور اساتذي
من نفحات سوره الـــروم 41a27377d2

» من نفحات سوره طـــــــــــــــه
» من نفحات سوره هـــود
» من نفحات سوره يــوسف