أكدت المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالاسرة ، على أهمية المؤتمر العربي حول (التضامن مع الأسرة العربية في زمن العولمة) ، بإعتبار أن الحوار حول الاسرة العربية في زمن العولمة يضع الأطفال والشباب في قلب النقاش لأنهم العنصر المؤتر والمتأتر بالتغيرات التي تفرضها العولمة والتفاعل الاجتماعي المترتب عنها .
وتطرقت هذه المنظمات في كلمتها التي ألقاها كبير مستشاري المدير الاقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونسيف ) بالجلسة الإفتتاحية لهذا المؤتمر صباح يوم أمس السبت بطرابلس ، إلى أهمية تشخيص وضع الاسرة ، تشخيصا دقيقا.
واستعرض التحسن في مؤشرات الصحة والتعليم في الاقليم خلال العقدين الاخيرين حيث انخفض معدل الوفيات للاطفال دون ( الخامسة ) من (77) إلى (43) في الألف ولادة حية ما بين أعوام 1993 ، 2008 مسيحي ، ودون السنة الواحدة من (37) إلى (33) في الألف ما بين 1990 ، 2008 مسيحي.
وأوضح أن مؤشر وفيات الأمهات مرتفع في الاقليم حيث أن معدل وفيات المرأة هو ( 2010 ) من بين ( 000ر200 ) ، بينما المعدل هو ( 8 ) في كل ( 000ر100 ) فقط.
وفيما يتعلق بالتعليم ، فمعدل تمدرس الاقليم هو ( 88 ) في المائة للاناث ، و( 92 ) في المائة للذكور .. مبيناً أن جودة التعليم ونوعيته مشكل قائم في معظم الدول العربية وذلك لاسباب متعددة.
وأشار كبير مستشاري المدير الاقليمي لمنظمة " اليونسيف " في كلمته ، إلى النقص الحاصل في العناية بالطفولة المبكرة في معظم الدول العربية خاصة بالنسبة للفئة العمرية ما بين صفر و ( 3 ) سنوات ، التي تتطلب رعاية خاصة من حيث نوعية التغذية والعناية النفسية والتفاعلية بين الابوين والاطفال لمساعدتهم وتأطيرهم في الاستعمال السليم لمنطقهم وذكائهم في هذه المرحلة من الحياة التي يتكون فيها ذكاء الطفل وبالتالي استعداده الفكري لخوض أشواط الحياة القادمة .
وأضاف أن معدل التمدرس بالنسبة للتربية المبكرة لا يتعدى ما بين ( 10 ) إلى ( 15 ) في المائة بمعظم الدول العربية الأمر الذي يؤدى إلى سلبيات على مردودية التعليم والثروة البشرية بصفة عامة بالإضافة إلى مشاكل الاعاقات .
ودعا كبير مستشاري المدير الاقليمي لمنظمة " اليونسيف " ، إلى استخلاص الدروس ومراجعة المجالات والآليات ذات العلاقة لحماية وتمكين وتنمية الأسرة العربية والارتقاء بها لمكانتها في زمن العولمة .. معرباً عن تمنياته للمؤتمر النجاح والتوفيق لصالح الأسرة العربية ومستقبلها ليعيش الاطفال في أمن وآمان حاملين مشعل الحضارة والاصالة العربية خلال العقود والقرون القادمة.