أبو عبدالملك عضو مشارك
رقم العضـــويه : 404 الجنــس : الدولـــه : المدينـــه : البيضاء تاريخ التسجيل : 10/06/2010 عدد المساهمات : 82 نقــــاط : 153 المزاج : عالي العمر : 40 العمـــل : مهندس رسالة sms :
| موضوع: الثعلب والعنب الثلاثاء 22 يونيو 2010, 11:53 pm | |
| لن أحسد الثعلب ولن أشمت بردة فعله تجاه العنب الذي لم يستطع الوصول إليه.. حاول، قفز، أراد تسلق الدالية.. لكنه
فشل في الوصول إلى العنب.. وأمام جمهور المتفرجين رفع رأسه وغادر مبررًا فشله بأن «العنب حامض..»
« العنب حامض»، كم نحتاج إلى هذا التبرير كي نبعد أعين الشامتين وتساؤلاتهم المربكة..
الثعلب فهم اللعبة، أدرك قسوتها على قلبه، فاخترع كذبة تبعد عنه جحيم السؤال والإجابة.. ولكن ماذا عنه، ماذا عن
إحساسه الذي يخفيه، وماذا عن لحظة وحدته واعترافه أمام نفسه.. هل سيقبل كما ادّعى بأن يكون العنب حامضاً، هل
يترجّى كل رحمة موجودة في الكون أن يأتي أحد بعده.. أحد يستطيع أن يحصل على العنب بسهولة، ثم يكتشف أنه
حامض.. أحد يقول له أنه لم يفشل، ليعيد إليه ثقته بنفسه، أحد يداوي جراح كبريائه وإحساسه بالعجز.. شوقه إلى
العنب لم يتغير، لكنه عاجز مكسور ومحبط.. يا له من عنب حامض هذا الذي لم يحصل عليه.. شرير وقاس.. عنب
أوهمه أنه بمتناول يده وأقرب إلى قلبه.. لكن العنب حامض.. إذاً فليكذب، كي يوهم الآخرين بأنه لم يفشل..
كم مرة أصابكم هذا الإحساس، كم مرة كان عنبكم حامضاً، كم مرة وقفتم بكل كبريائكم المجروح، بكل فشلكم، وإحساسكم
بالعجز، والخيبة.. كم مرة كان من تحبون وما تحبون.. كم مرة كان ما تشتهون، ما تريدون، ما ترغبون، ما تودون
أن تكونوا معه، ومن تحلمون أن تكونوا له.. كم مرة كان حامضاً، سيئاً، غريباً، قاسياً.. كم مرة بربكم، كم مرة..
فشلتم وخفتم من عيون الناس وألسنتهم.. كم مرة اخترعتم حكاية جديدة لثعلب.. كان صادقاً في رغبة الحصول على
العنب، لكنه كذب ما تبقى من حياته، حين فشل في الحصول عليه.. لن أشمت بالثعلب، بل سأصدق أنه لا يحب ولم
يحب العنب.. فهو مثل كل العشاق المهزومين.. سينتظر أن يسقط العنب على الأرض ليؤكد أنه كان.. حامضاً!!! | |
|