بنوته عضو متألق
رقم العضـــويه : 18 الجنــس : الدولـــه : المدينـــه : البيضاء تاريخ التسجيل : 08/12/2009 عدد المساهمات : 536 نقــــاط : 706 المزاج : صافى تعاليــق : لست فى المقدمة لكنى اسير نحوها رسالة sms :
| موضوع: أصدقاء الموتى.. !! بقلم: عبدالرازق المنصوري الإثنين 01 فبراير 2010, 10:56 am | |
| السلام عليكم قبل مدة قرأت هذه القصة القصيرة الجميلة جداً و الصادقة لكاتب ليبي من مدينة طبرق ( شرق ليبيا ) .... و اليوم أحببت أن تشاركوني الاستمتاع بها فتح لهم باب الشقة , وعانقهم مرحبا كعادته .
لقد كانوا بعض الأصدقاء القدامى , وأغلبهم من أماكن بعيدة المسافة عن طبرق . بعد أن أدخلهم لصالة الاستقبال , وقام بجميع فروض الاستقبال الليبي المعتادة , سألهم مبتسما كعادته ( من مات هذه المرة ) . بعد أن علمته الحياة أنهم لن يأتوا لزيارة الاحياء . ( لقد مات ( س ) أرجو أن تكون لازلت تذكره ). قال أحد الأصدقاء مبتسما هو كذلك . تذكره الآن , وتذكر تلك الأيام الجميلة , ولكنه أحس برغبة في البكاء فهو لم يراه ولم يفكر في زيارته منذ أكثر من خمس سنوات , مع أن المرحوم ( س ) كان يعيش قريبا منه , ولكنه لم يبكى . وقف بجانب الأصدقاء في الطابور الأول لصلاة الجنازة على المرحوم ناظرا إلى الأرض , وخشية أن يرى ذلك التابوت الذي يحوى جثمان ( س ). ودع أصدقائه , بعد أن قاموا ولمدة ثلاثة ليالي بالجلوس على الكراسي البيضاء لعزاء المرحوم . كعادتهم دائما . أوقف سيارته تلك الليلة في نفس المكان , في ذلك الشارع الضيق الذي تقع فيه العمارة التي يسكن إحدى شققها . جلس على رصيف تلك العمارة , متأملا ً ذلك الشارع الضيق مفكراً أين ستقام تلك الخيام , عندما يأتى ذلك اليوم , والذي سيأتي فيه جميع الأصدقاء للعزاء , متأملاً باب العمارة الضيق , والذي سيجعل إخراج التابوت الذي يحوى جثمانه أمراً صعباً على الأصدقاء عندما يأتون كعادتهم دائماً . لم يستطيع النوم مبكراً كعادته تلك الليلة , وترك سريرة وجلس على كرسى مكتبه , ناظراً إلى أسمه في شهادة الدكتوراه من إحدى الجامعات الأمريكية المعلقة على الجدار الأبيض أمامه . أخرج إحدى الكراسات من المكتب , والتي كان يستعملها لتسجيل الأموال التى يملكها في هذه الحياة حتى الآن . وبعد أن قام بمراجعة ورقات تلك الكراسة , وجد أن رصيده قد بلغ مائة ألف دينار , وقد كان قبل تلك الليلة قد جعل ذلك الرصيد كاحتياطي لمن يريد من أبنائه أن يكمل تعليمه . خرج صباح اليوم التالي , وبعد أن قام ببعض الأعمال , ذهب لمقابلة أحد تجار العقارات في المدينة , وأخبره بأنه يريد شراء منزل , على شرط أن تكون أمامه إحدى الساحات العامة . أستغرب تاجر العقارات ذلك الشرط , فجميع زبائنه السابقين ينظرون دائما لحالة المنزل , و لكنه ابلغه بأنه سيتصل به متى وجد ذلك الشرط . بعد ذلك الصباح بحوالي شهر أتصل به تاجر العقارات , طالبا منه أن يقابله بعد الظهر , لكى يريه أحد المنازل التى استطاع أن يجدها حتى ذلك اليوم محققاً لذلك الشرط الخاص الذي طلبه . نزل من سيارة التاجر أمام ذلك المنزل , والتاجر يحدثه عن أن تصميم ذلك المنزل لا يعجبه , ولكنه أجاب بعد أن ترك التاجر متجهاً إلى تلك الساحة العامة أمام المنزل بأن المنزل لا يهمه كثيراً , والمهم عنده الآن هو حالة هذه الساحة .
وقف في منتصف الساحة , والتي كانت مساحتها أكبر من ملعب كرة قدم , وأرضيتها لا زالت سليمة وبها أعمدة كهرباء , وكل عمود في قمته اثنان من الكشافات القوية . رجع إلى التاجر أمام المنزل , وابلغه بموافقته على شراء ذلك المنزل , حتى وهو لم يراه حتى الآن من الداخل , غير منتبه للطريقة التى كان التاجر يراقب بها تحركات ذلك الزبون الغريبة . قام تلك الليلة بتوقيع صك بمبلغ تسعين ألف دينار ثمنا لذلك المنزل , وبعد ذلك قام بزيارة تلك الساحة في الليل و رأى أن قوة الإضاءة بها تجعلك ترى الإبرة على الأرض , وقد أسعده ذلك . وفى تلك الليلة الأخيرة في شقته تلك التى كان يحبها كثيراً , استطاع لأول مرة منذ أكثر من شهر أن ينام بدون أن يشعر بالأرق كعادته السابقة , حالما بتلك الساحة التى ستنصب عليها الخيام من أجل أصدقائه الذين سيأتون من أجله في ذلك اليوم من كل مكان من هذا العالم . تحياتي للجميع | |
|