المجلس يرفض خطة للأمم المتحدة تتضمن تشكيل حكومة مشتركة مع اتباع القذافي

قال محمود شمام مسؤول الملف الإعلامي لدى المجلس الانتقالي، إن مبادرة المبعوث الدولي الخاص الى ليبيا عبد الاله

الخطيب، قد تجاوزها الزمن خصوصا بعد اجتماع مجموعة الاتصال الأخير في اسطنبول، الذي استبعد أي محادثات مع القذافي

ونظامه الذي اعتبره غير شرعي، وقال شمام في تصريحات لقناة الجزيرة، إنه وإذا استمر عبد الإله الخطيب في مبادرته

فسيعتبره المجلس الانتقالي، وسيطا منحازا.

وكان ديبلوماسي أوروبي كبير قد صرح لوكالة رويترز بأن مقترحات غير رسمية سيبحثها الخطيب الذي اجتمع عدة مرات مع

مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي وعناصر من النظام اللاشرعي .


و يذكر أن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا إقترح وقفا لاطلاق النار يعقبه على الفور تشكيل سلطة انتقالية تقتسم بالتساوي بين

اتباع القذافي و المجلس الوطني الانتقالي مع استبعاد القذافي وأبنائه.

واحجم الخطيب عن كشف تفاصيل مقترحاته لكنه قال لرويترز في عمان إن الأمم المتحدة تبذل جهودا مضنية لخلق عملية

سياسية تقوم على ركيزتين هما الاتفاق على وقف اطلاق النار والتوصل في الوقت نفسه إلى اتفاق لاقامة آلية لادارة الفترة

الانتقالية.

وعبر عن أمله في أن تلقى موافقة الطرفين على هذه الفكرة عملية سياسية تمهد في نهاية المطاف للتوصل لحل سياسي للأزمة.

ويتشبث القذافي بالسلطة في مواجهة هجمات الثوار التي تسعى لانهاء حكمه الممتد منذ 41 عاما ورفض مقترحات بتنحيه كما

تطالب المعارضة.

واستبعد الزعيم الليبي أمس الخميس اجراء أي محادثات مع المجلس الوطني الانتقالي ليلقي بظلال من الشك على سلسلة من

الجهود الدبلوماسية لانهاءالصراع.

وأبلغ القذافي مؤيديه في مسقط رأسه سرت في رسالة صوتية “انا لا اتكلم معهم.. ليس بينهم وبيني كلام الى يوم القيامة.. يتكلم

معهم الشعب الليبي.. واللي يردوا عليهم الشعب الليبي.”

ورغم ذلك قال القذافي إنه يرحب بالمحادثات مع القوى الغربية دون شروط مسبقة لكن واشنطن وباريس تقولان إنهما سلمتا

مسؤوليه نفس الرسالة التي مفادها إن على القذافي ان يتنحى.

وأعلن المجلس الوطني الانتقالي هذا الاسبوع تحقيق تقدم على عدة جبهات لكن يبدو من المستبعد ان تتمكن سريعا من الاطاحة

به رغم دعم من ضربات حلف شمال الأطلسي على مدى شهور.

ويقول محللون إن حالة الجمود في الصراع أدت إلى تزايد المبادرات الدبلوماسية حيث قالت فرنسا للمرة الأولى هذا الاسبوع إنه

يمكن للقذافي ان يبقى في ليبيا ما دام يتخلى عن السلطة.

وقال الدبلوماسي الأوروبي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن المحادثات لم تبدأ بشأن خطة الخطيب التي تتصور تشكيل

سلطة انتقالية على الفور تقتسم بالتساوي بين الحكومة والمجلس الوطني الانتقالي.

وأضاف الدبلوماسي أن السلطة الانتقالية ستعين رئيسا وتدير قوات الأمن وتشرف على عملية مصالحة وصولا إلى انتخاب

جمعية تضع الدستور.

وقال الدبلوماسي ان القذافي وأولاده سيستبعدون من العملية الانتقالية إذ أن الثوار لن بقبلوا أي دور لعائلة القذافي. لكن يمكن

ان يكون لرئيس الوزراء مثلا دور.

وتابع أن القذافي لن يقبل مثل هذه العملية الانتقالية إلا إذا حصل على ضمانات بشأن سلامته الشخصية وبالتالي لا يتم تسليمه

إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أصدرت أمرا باعتقاله في اتهامات بارتكابه جرائم ضد الانسانية.

وتكبد الثوار الذين يكافحون من اجل التسلح وإعادة تنظيم الصفوف خسائر فادحة في الاسبوع المنصرم قرب مدينة مصراتة التي

يسيطرون عليها ويقاتلون للسيطرة على مدينة البريقة النفطية في شرق البلاد.

وقال الثوار امس الخميس إن حقول ألغام أبطأت تقدمهم صوب البريقة التي كانوا أعلنوا في السابق أنهم سيطروا عليها تقريبا

لكنهم تقدموا قرب زليتن على ساحل البحر المتوسط على بعد 160 كيلومترا إلى الشرق من طرابلس.

ويقول المعارضون مثل المسؤولين الحكوميين في العلن إن أحدا لا يتوقع جديا أن تنهي المحادثات الأزمة.

وقال العقيد أحمد باني المتحدث باسم المجلس العسكري للمعارضة الليبية “مستحيل”. وتسائل عما يمكن قوله للأرمل او للأم

التي فقدت اطفالها مشيرا إلى انه لا يمكن التفاوض وإلا ثار الناس ضدهم.

بنغازي (رويترز)